موقع الباحث العلمى : سيد جمعة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شــــعار الموقـــــع

تعلموا العلم فإن تعلمه خشية ، وطلبه عبادة ، ومذاكرته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة .. لذلك أبوابنا مفتوحة لكافة الديانات الإلهية .. وجميع منتدياتنا داخل الموقع  مفتوحة للجميع دون قيد أو شرط أجبارى للتسجيل حيث قد وهبنا كافة علومنا لله تعالى كصدقة جارية لنفس آمى ونفسى ، ولا نسألكم سوى الدعاء لنا بالستر والصحة وأن يغفر الله ماتأخر وما تقدم من ذنوب ولله الآمر من قبل ومن بعد .
الباحث العلمى
سيد جمعة
 

حكمـــة الموقـــــع

يزرع الجهل بذرا فتحبوا أغصانه مفترشة عروشا لكروش البهائم   
وتزرع الحكمة بذرا فتستقيم غصونا ملؤها عبير رياحين النسـائم

جديد اصدارات الموقع

 
أهــم المــواضيع الأخــيرة
 
أحدث اصدارات الهيئة المصرية
العالمية للإعجاز العلمى فى
 الرسالات السماوية
      كتـــــــــاب
تأليف الباحث العلمى سيد جمعة
الصورة الخلفية للفئات (اليسرى)
الصورة الخلفية للفئات (اليسرى)

المواضيع الأخيرة

» الآسماء العظمى والآسم الآعظم - علانية لآول مرة على مر تاريخ كافة العصور
لماذا لا يكتب مديرو المخابرات مذكراتهم ـ زكريا محى الدين ونشأة المخابرات المصرية Empty1st أكتوبر 2018, 4:52 pm من طرف Reda

» بيان الإعجاز العلمى فى تحديد التبيان الفعلى لموعد ( ليلة القدر ) على مدار كافة الأعوام والآيام
لماذا لا يكتب مديرو المخابرات مذكراتهم ـ زكريا محى الدين ونشأة المخابرات المصرية Empty1st يوليو 2016, 2:11 pm من طرف usama

» كتاب اسرار الفراعنة
لماذا لا يكتب مديرو المخابرات مذكراتهم ـ زكريا محى الدين ونشأة المخابرات المصرية Empty20th يوليو 2015, 7:11 am من طرف ayman farag

» أسرار الفراعنة القدماء يبحث حقيقة استخراج كنوز الأرض ــ الكتاب الذى أجمعت عليه وكالات الآنباء العالمية بأنه المرجع الآول لعلماء الآثار والمصريات والتاريخ والحفريات ــ الذى تخطى تحميله 2300 ضغطة تحميل
لماذا لا يكتب مديرو المخابرات مذكراتهم ـ زكريا محى الدين ونشأة المخابرات المصرية Empty12th يوليو 2015, 4:15 pm من طرف farag latef

» ألف مبروك الآصدار الجديد ( الشيطان يعظ ) ونأمل المزيد والمزيد
لماذا لا يكتب مديرو المخابرات مذكراتهم ـ زكريا محى الدين ونشأة المخابرات المصرية Empty26th أبريل 2015, 5:20 pm من طرف samer abd hussain

» ألف مبروك اصداركم الجديد ( السفاحون فى الآرض ) الذى يضعكم على منصة التتويج مع الدعاء بالتوفيق دوما
لماذا لا يكتب مديرو المخابرات مذكراتهم ـ زكريا محى الدين ونشأة المخابرات المصرية Empty26th أبريل 2015, 5:17 pm من طرف samer abd hussain

» الباحث الكبير رجاء هام
لماذا لا يكتب مديرو المخابرات مذكراتهم ـ زكريا محى الدين ونشأة المخابرات المصرية Empty12th أبريل 2015, 11:14 am من طرف الخزامي

» بيان الإعجاز العلمى فى تبيان فتح مغاليق ( التوراة السامرية ـ التوراة العبرانية )
لماذا لا يكتب مديرو المخابرات مذكراتهم ـ زكريا محى الدين ونشأة المخابرات المصرية Empty10th أبريل 2015, 6:11 am من طرف الخزامي

» الرجاء .. ممكن كتاب أسرار الفراعنة المصريين القدماء للباحث العلمي الدكتور سيد جمعة
لماذا لا يكتب مديرو المخابرات مذكراتهم ـ زكريا محى الدين ونشأة المخابرات المصرية Empty24th فبراير 2015, 4:37 am من طرف snowhitco

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 51 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 51 زائر

لا أحد


[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 292 بتاريخ 7th أكتوبر 2024, 2:49 pm

دعاء الموقع

اللّهم اهدِنا فيمَن هَديْت و عافِنا فيمَن عافيْت و تَوَلَّنا فيمَن تَوَلَّيْت و بارِك لَنا فيما أَعْطَيْت و قِنا واصْرِف عَنَّا شَرَّ ما قَضَيت سُبحانَك تَقضي ولا يُقضى عَليك انَّهُ لا يَذِّلُّ مَن والَيت وَلا يَعِزُّ من عادَيت تَبارَكْتَ رَبَّنا وَتَعالَيْت فَلَكَ الحَمدُ يا الله عَلى ما قَضَيْت وَلَكَ الشُّكرُ عَلى ما أَنْعَمتَ بِهِ عَلَينا وَأَوْلَيت نَستَغفِرُكَ يا رَبَّنا مِن جمَيعِ الذُّنوبِ والخَطايا ونَتوبُ اليك وَنُؤمِنُ بِكَ ونَتَوَكَّلُ عَليك و نُثني عَليكَ الخَيرَ كُلَّه

أمى وبلدى ودمى وعشقى

زهرة المدائن
 

أعلن لموقعك هنا مجانا

الصورة الخلفية للفئات (اليسرى)

الصورة الخلفية للفئات (اليسرى)

الصورة الخلفية للفئات (اليسرى)


    لماذا لا يكتب مديرو المخابرات مذكراتهم ـ زكريا محى الدين ونشأة المخابرات المصرية

    الباحث العلمى سيد جمعة
    الباحث العلمى سيد جمعة
    مدير عام الموقع
    مدير عام الموقع


    عدد المساهمات : 6279
    نقاط : 4031
    السٌّمعَة : 91
    تاريخ التسجيل : 10/09/2008
    الموقع : مصر

    لماذا لا يكتب مديرو المخابرات مذكراتهم ـ زكريا محى الدين ونشأة المخابرات المصرية Empty لماذا لا يكتب مديرو المخابرات مذكراتهم ـ زكريا محى الدين ونشأة المخابرات المصرية

    مُساهمة من طرف الباحث العلمى سيد جمعة 16th سبتمبر 2008, 11:28 pm

    علي الرغم من أن تاريخ الجاسوسية والتخابر يعود إلي زمن سحيق للغاية ، يبدأ مع بدء صراع الإنسان مع أقرانه ، حول مكاسب أو انتصارات محدودة ، ومع الاقتتال علي الموارد ، والأرض والثروات ، فإن تاريخ أجهزة المخابرات المنظمة لا يعود إلا إلي قرون قليلة للغاية ، ربما تبدأ مع الإمبراطورية الرومانية ، التي تضخمت ، وتعلقمت ، واتسعت رقعتها في حقبة من حقبات التاريخ ، بحيث استدعت الحاجة وجود جهاز منظم ، لجمع الأخبار والمعلومات ، بهدف السيطرة علي الشعوب المحتلة ، وفرض النفوذ علي نصف العالم تقريبا ، وربما بدأ جهاز التخابر أيامها بعمليات التجسس المحدودة داخل القصور ، والتي سعي من خلالها القياصرة بعد سقوط الجمهورية ، إلي ضمان استقرارهم وبقائهم علي عروشهم لأطول مده ممكنة ، علي الرغم من الدسائس والمؤامرات والمكائد ، التي تحاك من حولهم ، وفي كل يوم ، وكل ساعة ، وكل لحظة ، ثم لم يلبث الأمر أن تطور إلي نظام استخبارات شامل لروما ، وبعدها امتدت إطرافه لتشمل جميع جوانب الإمبراطورية ، التي كانت يوما اقوي إمبراطورية عرفها التاريخ ، حتى حطمتها الفتوحات الإسلامية ، ومحتها من التاريخ تماما ..

    ولكن أجهزة المخابرات ، في الحقبات القديمة ، لم تكن أجهزة منظومة بالمعنى المعروف حاليا ، بل ولم تكن تشبهها ، إلا في الالتزام بالسرية والكتمان ، من دون تحديد التخصصات الدقيقة والفرعية ..


    ومع نهايات القرن التاسع عشر ، بدأت أجهزة الاستخبارات تتخذ شكلا جديدا مختلفا ، فقد بدأت في الاستفادة من تاريخ نظم المخابرات التي سبقتها ، لتصنع أول تشكيل استخباراتي منظم إلي حد ما ، في روسيا القيصرية ، وتأمين البلاد ضد أي محاولات غزو خارجية خاصة بعد فشل حملة نابليون وتفتح ملوك أوروبا وملوكها وأباطرتها ، علي اتساع رقعة روسيا وكثرة ثروتها ، خاصة ألمانيا ، التي لم تتوقف ، طوال ما يقرب من قرن من الزمان ، عن محاولة السيطرة علي الكيان الروسي وإخضاعه .

    وفي الوقت ذاته تقريبا ، نشأت المخابرات البريطانية ، التي لم يتركز اهتمامها الأول عي حماية النظام املكي ، بقدر ما تركز علي جمع الأخبار والمعلومات ، عن كل ما يدور في مستعمرات الإمبراطورية التي وصفت أيامها بأنها التي لا تغيب عنها الشمس ، لاتساع رقعتها ، وقوة سيطرتها .

    أيامها كانت بريطانيا دولة عظمي ، ولا يمكن أن تحيا ، مع العداء الفرنسي والاسباني ، دون جهاز استخبارات قوي ، ما زال يتطور حتى يومنا هذا ..
    ولمواجهه الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ، وروسيا القيصرية بكل قوتها ، كان من الطبيعي أن تنشأ المخابرات الفرنسية والألمانية ، أن تستفيد من كل ما مرت به أجهزة المخابرات السابقة .

    ومن أهم مميزات أجهزة الاستخبارات ، أنها ذات خبرات تراكمية ، فالخطأ الذي يحدث مرة لا يمكن أن يتكرر بالمرة ، لا في الجهاز الذي حدث فيه الخطأ ، ولا في أي أجهزة أخري ، أدركت حدوثه ، لذا فقد كان من الطبيعي أن ينشأ كل جهاز مخابرات جديد ، وهو يضم خبرات كل ما سبقه ، ليبدأ من حيث انتهي الآخرون .
    الباحث العلمى سيد جمعة
    الباحث العلمى سيد جمعة
    مدير عام الموقع
    مدير عام الموقع


    عدد المساهمات : 6279
    نقاط : 4031
    السٌّمعَة : 91
    تاريخ التسجيل : 10/09/2008
    الموقع : مصر

    لماذا لا يكتب مديرو المخابرات مذكراتهم ـ زكريا محى الدين ونشأة المخابرات المصرية Empty رد: لماذا لا يكتب مديرو المخابرات مذكراتهم ـ زكريا محى الدين ونشأة المخابرات المصرية

    مُساهمة من طرف الباحث العلمى سيد جمعة 16th سبتمبر 2008, 11:31 pm

    ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى ، بدأت أجهزة المخابرات تنشط ، علي نحو غير مسبوق ، خاصة مع قيام الثورة البلشفية في منتصفها ، وسقوط حكم القياصرة وبدء الاتحاد السوفيتي ، بنظم الشيوعية القمعية التي استدعت وجود جهاز استخبارات قوي صارم شرس ، قادر علي حماية الثورة ، ومواجهة أعدائها والتصدي لمعارضيها . وتلك الأسباب الثلاثة تتسب دوما في حالة من الوسواس القهري ، والشراسة الزائدة ، لدي أي جهاز امني ، مما يبعده دوما عن مساره الفعلي ، وينقله إلي ناحية وحشية ، لا ترحم ولا تبقي ولا تذر .

    ثم اندلعت الحرب العالمية الثانية ، وقفزت أجهزة المخابرات عشرات الخطوات إلي الأمام ، لتتحول إلي كيانات قوية ، تكتسب الخبرات كل لحظة ، عبر صراع بقاء لا يعرف الرحمة أو الهوادة ..

    وعقب الحرب العالمية الثانية ، تغير وجهه العالم كله ، فلم تعد انجلترا وفرنسا دولتين عظميين ، وارتفعت الولايات المتحدة الأمريكية ، من دولة تعاني من اقتصاد منهار ، إلي دوله عظمي ، تكاد تتزعم العالم كله ، خاصة بعد أن أرهبت الدنيا كلها بقنبلتها الذرية الرهيبة .

    وكان هذا وحده سببا كافيا ، لينشط جاهز المخابرات السوفيتي ، ويسعي لتطوير نفسه ، ورفع كفاءته ، حتى يمكنه مواجهه تلك القوي النووية الجديدة ، وفي الوقت الذي أنشأت فيه الولايات المتحدة الأمريكية مكتب الخدمات الإستراتيجية ، وهو النواة الأولي لمخابراتها المركزية ، كانت المخابرات السوفيتية تحقق اكبر سبق في حياتها ، وتحصل علي سر القنبلة النووية ، وتحول دولتها كلها إلي دوله عظمي موازية .
    ومع الرعب النووي ، الذي ساد الولايات المتحدة الأمريكية ، تحول مكتب الخدمات الإستراتيجية إلي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية للتصدي إلي الخطر الشيوعي المقبل ، والذي أصبح الهاجس الأول لكل مواطن أمريكي ، مما أثار موجه من الفزع ، كان من نتائجها غياب السريات المدنية ، وهو سر محاكمة كل معارض ، بتهمة انه شيوعي ، وبداية عصر الظلام الأمريكي ، الذي لم يستغرق فترة طويلة ، من حسن حظ الأمريكيين .

    وفي ذلك الوقت ، انبهرت إسرائيل صاحبة الدولة العسكرية الصغيرة ، بفكرة المخابرات الأمريكية ، فأرسلت موفدا منها إلي الولايات المتحدة الأمريكية ، ليدرس الفكرة ، ويعود ليضيف إلي جهاز المخابرات الحربية (أمان) وجهاز الأمن الداخلي (شين بيت) جهاز إستحبارت جديد ، يتبع رئاسة الوزراء مباشرة ، ويعرف باسم مؤسسة المعلومات ، أو الموساد وهو اختصار للكلمة العبرية (ها موساد موديعين) .
    وفي مصر ، نشأ جهاز المخابرات العامة المصرية ، تحت إشراف عضو مجلس قيادة الثورة ، زكريا محيى الدين ، وبدأ عمله الرسمي عام 1955 م .

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    زكريا محيي الدين
    الباحث العلمى سيد جمعة
    الباحث العلمى سيد جمعة
    مدير عام الموقع
    مدير عام الموقع


    عدد المساهمات : 6279
    نقاط : 4031
    السٌّمعَة : 91
    تاريخ التسجيل : 10/09/2008
    الموقع : مصر

    لماذا لا يكتب مديرو المخابرات مذكراتهم ـ زكريا محى الدين ونشأة المخابرات المصرية Empty رد: لماذا لا يكتب مديرو المخابرات مذكراتهم ـ زكريا محى الدين ونشأة المخابرات المصرية

    مُساهمة من طرف الباحث العلمى سيد جمعة 16th سبتمبر 2008, 11:32 pm

    كل هذه المعلومات السابقة ، لم تصل إلينا ، من أجهزة المخابرات ، التي تعتمد علي السرية المطلقة ، إلا من خلال طريقتين أساسيين .. الوثائق الرسمية ، التي تحتم قوانين بعض الدول نشرها علي العامة ، بعد ثلاثين ، أو خمسين ، أو خمسة وسبعين عاما ، وفقا لأهميتها وخطورتها ، أو عبر المذكرات الشخصية ، التي كتبها رؤساء أو رجال المخابرات السابقون .
    وتاريخ المذكرات الخاصة برجال المخابرات قصير للغاية ، مقارنة بتاريخ أجهزة الاستخبارات نفسها ، فعلي الرغم من قدم جهاز المخابرات السوفيتي وعراقته ، فإنه ظل لفترة طويلة للغاية ، محبوسا خلف أسوار صلبة عالية ، لا يسمح باختراقها قط ، ومع غياب قانون علنية الوثائق ، مهما طال عمرها ، كان من الطبيعي أن نجهل الكثير عن الاستخبارات السوفيتية ، والأكثر طبيعي إلا نري مذكرات احد رؤسائها أو رجالها السابقين قط .. ربما حتى هذه اللحظة ..

    ولكن في الغرب ، تختلف الصورة كثيرا ، فنجد لدينا رتلا من كتب ومذكرات رجال المخابرات السابقين ، ورؤساء المخابرات القدامى ، والمتاحة لكل من يرغب في الحصول عليها ، علي الرغم من ان بعضها يحوي أسرارا مخيفة وبالغة الخطورة ، كما تبدو علي الورق .
    ومن أشهر كتب المذكرات ، التي نشرها رجال مخابرات سابقون ، ذلك الكتاب الذي تتداوله في انجلترا ، وفي مكتبات لندن الرئيسية ، والذي حمل اسم (كيم فيلبي) نائب رئيس المكتب الخامس البريطاني وهو اسم جهاز المخابرات ، والذي ثبت فيما بعد انه جاسوس سوفيتي ، ظل يعمل لحساب المخابرات السوفيتية لخمسة عشر عاما ، قبل أن يدرك أن أمره يوشك علي الانكشاف ، فبادر بالفرار إلي الاتحاد السوفيتي ، الذي استقبله استقبال الإبطال ، ومنحه وساما لخيانته ، ثم لم يلبث أن القي به في غياهب النسيان ، وتم تجاهل أمره تماما ، فلم يجد أمامه سوي التعاقد علي نشر مذكراته ، التي وجدت صدي كبيرا في انجلترا ، وكل بلاد الغرب تقريبا ..
    ولقد حوت مذكرات كيم فيلبي الكثير من التفاصيل ، عن المخابرات البريطانية ، لكنه لم يحو إلا اقل القليل ، عن المخابرات السوفيتية ، التي عمل لحسابها ، ربما لأنه عندما تم نشر المذكرات ، كان لا يزال مقيما في موسكو ، وتحت قبضة نظم أمنها وجهاز استخباراتها .

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    كيم فيلبي

    ومع الصدى الواسع الذي لاقته مذكرات فيلبي ، كان من الطبيعي أن يبادر بعض رؤساء ورجال المخابرات السابقين إلي نشر مذكراتهم ، ولكنهم جميعا التزموا فيها بقاعدة واحدة أسياسية ، ألا وهي نشر تفاصيل كل ما أتاحت الوثائق الرسمية نشره ، وتسجيل روايتهم حول ملابساته وتطوراته ، والامتناع تماما عن نشر أي أسرار ، لم يفصح عنها بعد ، ويمكن أن تمثل خطرا علي الأمن القومي لبلادهم ..

    رأينا مذكرات لرجال المخابرات النازيين السابقين ، ومذكرات لرجال ورؤساء مخابرات غربيين ، أشهرهم إدجار هوفر ، أشهر رجل امن أمريكي ، وبدا ما يعرف بصرعة نشر الذكريات والمذكرات ، وتهافتت دور النشر المختلفة علي شراء الحقوق ، وأصبح سوق الكتب يكتظ بهذا النوع من الكتابات ، حتى انك لو حاولت البحث في أي موقع لبيع الكتب علي شبكة الانترنت ، عن كتب ومذكرات رجال مخابرات سابقين ، فسيدهشك عددها الذي يتجاوز الآلاف في زمننا هذا ..

    أما المكتبة العربية ، فستجد فيها قصورا شديدا ، في هذا المضمار ، ربما لأنه ليس لدينا قانون وثائق يتيح نشر المعلومات للعامة ، مهما بلغ قدمها ، أو حتى لو انتهي العصر الذي تنتمي إليه ، ولا يوجد أي قانون مماثل ، في أي دوله عربية مهما تظاهرت بالديمقراطية والشفافية ، بل انه لدينا علي العكس تماما ، قانون يجرم الحصول علي الوثائق ، بغض النظر عن سريتها أو درجة أهميتها ..
    ثم إن رجال المخابرات السابقين لم يحاولوا نشر مذكراتهم قط ، باعتبار إنهم يخضعون لقانون سرية المعلومات ، الذي يلزمهم بالحفاظ علي سرية كل معلومة حصلوا عليها ، أثناء عملهم ، حتى بعد انتهاء خدمتهم ، أو ربما لان احد منهم لم يهتم بكتابة مذكراته ، أو لم يحاول هذا ، علي الرغم مما يمكن أن تثري به المكتبة العربية ، في هذا المضمار .

    نستثني من هذه القاعدة أسماء قليلة للغاية ، احتل أصحابها إما مقاعد القمة ، كرؤساء أجهزة مخابرات ، أو مقاعد شديدة القرب منهم ، فمن أشهر المذكرات المخابراتية ، التي تحويها المكتبة العربية ، مذكرات صلاح نصر ، رئيس جهاز المخابرات السابق ، والذي يقال انه الرجل الذي انشأ المخابرات الحديثة ، ومذكرات أمين هويدي ، رئيس المخابرات الوحيد ، الذي احتل منصب وزير الحربية ورئيس المخابرات في الوقت ذاته ، وعبد الفتاح أبو الفضل ، صاحب الكتاب الشهير (كنت نائبا لرئيس المخابرات) .
    وهذه صورة لغلاف الكتاب

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    والمذكرات الثلاث تحوي سيرة ذاتية ، وقليلا من المعلومات ، التي لم يتم نشرها رسميا ، أو ربما تفاصيل أدق ، لعمليات تم نشر خطوطه العريضة بالفعل ، ولكننا نستطيع أن نجزم ، بما لا يدع مجالا للشك ، أن المذكرات الثلاثة لم تحو أية مفاجآت ، يمكن أن تجعله محط الأنظار أو تنقلها إلي قائمة اكبر الكتب مبيعا ..
    الباحث العلمى سيد جمعة
    الباحث العلمى سيد جمعة
    مدير عام الموقع
    مدير عام الموقع


    عدد المساهمات : 6279
    نقاط : 4031
    السٌّمعَة : 91
    تاريخ التسجيل : 10/09/2008
    الموقع : مصر

    لماذا لا يكتب مديرو المخابرات مذكراتهم ـ زكريا محى الدين ونشأة المخابرات المصرية Empty رد: لماذا لا يكتب مديرو المخابرات مذكراتهم ـ زكريا محى الدين ونشأة المخابرات المصرية

    مُساهمة من طرف الباحث العلمى سيد جمعة 16th سبتمبر 2008, 11:33 pm

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    صلاح نصر
    ربما حوي كتاب عبد الفتاح أبو الفضل قليلا من التفاصيل ، واحتوي كتاب أمين هويدي علي تفاصيل أكثر ، ولكن مذكرات صلاح نصر كانت مدروسة أكثر ، بحيث تمتعنا بقراءتها ، دون أن نجد فيها تفاصيل مخابراتية غير متاحة للنشر ، وكأنما حافظ الرجل علي طبيعة رجل المخابرات ، حتى اللحظة الأخيرة .
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    امين هويدي


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    عبد الفتاح أبو الفضل


    أما علي النطاق الإعلامي ، فربما نجد القليل جدا من رجال المخابرات السابقين ، يتحدثون بطلاقة ، ويروون مذكراتهم وذكرياتهم ، ولعل أشهرهم في هذا المضمار ، كان الراحل محمد نسيم ، الذي حاز شهرة واسعة في الأوساط الشعبية مع تاريخه المشرف .

    ومن العجيب انك تستطيع بكل سهولة أن تجري حوارا صحفيا ، أو حتى لقاءا تليفزيونيا ، مع احد رجال المخابرات الأمريكية ، أو حتى الإسرائيلية السابقين ، أو مع أي جهاز مخابرات ، خلال تواجده في الخدمة ، وربما كانت ستيلا رينجتون ، أول رئيسة للمخابرات البريطانية ، هي الأشهر في هذا المضمار ، ولكن من المستحيل تماما أن تحصل علي حوار صحفي ، أو لقاء تليفزيوني مع رجل مخابرات عربي سابق أو حالي ، بحجة حماية المعلومات ، علي الرغم من أن الصحف الإسرائيلية تجري مقابلات ولقاءات مع مدير المخابرات المصري طوال الوقت !!...

    والحجة دوما هي الحفاظ علي الأمن القومي ، الذي يهتز كثيرا ، لو اجري التليفزيون المصري الحديث ، وسيصبح في أمان تام ، إذا ما اجري الحديث التليفزيون الإسرائيلي !!!
    وبغض النظر عن كل هذا ، فالأمن القومي بالفعل هو السبب الرئيسي ، الذي يدفع كل من كتب مذكراته ، من رجال أو رؤساء المخابرات السابقين ، إلي الالتزام بخط احمر ، هو الفاصل بين الذكريات والأسرار .

    رجل مخابرات أمريكي سابق واحد ، تجاوز هذه القاعدة ، ونشر في أمريكا اللاتينية كتابا اسماه (الشركة) ، عن المخابرات المركزية الأمريكية ، حواه أسماء أكثر من مائتي عميل ، يعمل لحساب المخابرات الأمريكية في مختلف أنحاء العالم .
    وكانت كارثة ..
    العملاء المائتان كلهم تم اغتيالهم ، خلال اقل من عام واحد ، وفقدت المخابرات الأمريكية جيشا من العملاء ، المستقرين في كافه إنحاء العالم ، والذين سيحتاج استبدالهم إلي عام كامل علي الأقل ، تغيب خلاله المعلومات أو تنقطع جزئيا علي الأقل .
    ومنذ ذلك الحين ، فرضت المخابرات الأمريكية حظرا رسميا علي الكتب ، وأصدرت المحكمة الأمريكية حكما بتجريم مؤلفه ، كما قررت المخابرات الأمريكية بعدها مراجعة كل المذكرة ، التي يكتبها رجال مخابرات سابقين ، خاصة أولئك الذين كانوا يحتلون مكانة خاصة ، تتيح لهم معرفة أسرار بالغة السرية .

    وعلي الرغم من هذا ، فقد بادر ألدريتش أيمز ، رجل المخابرات الأمريكي ، الذي القي القبض عليه ، بتهمة التجسس لحساب الاتحاد السوفيتي ، لأكثر من سبعة عشر عاما ، بنشر مذكراته ، التي ابتاعت احدي دور النشر الشهيرة حقوق طبعها وتوزيعها ، مقابل عدة ملايين من الدولارات ، ساعدته في دفع الغرامة الضخمة ، التي حكمت عليه المحكمة ، وتبقي بعضها لإعالة أسرته .
    ومذكرات أيمز هذه كانت قنبلة حقيقية ، عندما كشف فيها انه ، وهو الذي كان يحتل منصب مسئول متابعة النشاط السوفيتي ، في المخابرات الأمريكية ، فقد باع أسرار الأمريكيين للسوفيت ، طوال ما يقرب من عقدين من الزمان ، وتسبب عبر هذا في كشف أخطر جاسوس للأمريكيين ، في قلب جهاز المخابرات السوفيتي ، وهو الجنرال ديمتري بلياكوف ، الذي تم القبض عليه وإعدامه ، دون أن يدرك الأمريكيون حتى ما أصابه .
    الأدهى أن مذكرات أيمز كشفت انه قد باع للسوفيت أخطر سر امني في الولايات المتحدة الأمريكية كلها ، ألا وهو ما يعرف باسم (خطة استمرار الحكومة) .

    وخطة استمرار الحكومة هذه ، تعد اخطر واهم وأدق الأسرار الأمنية ، في أي دولة في العالم ، إذ أنها تصف كل ما ينبغي أن تفعله الحكومة ، إذا تعرضت البلاد إلي خطر داهم ، أو محاولة غزو خارجية ، وتحدد الأماكن السرية ، التي يختفي فيها نائب الرئيس الأمريكي ، وقيادات الجيش والوزراء ، ليديروا البلاد ، حتى تخفي الأزمة .

    الباحث العلمى سيد جمعة
    الباحث العلمى سيد جمعة
    مدير عام الموقع
    مدير عام الموقع


    عدد المساهمات : 6279
    نقاط : 4031
    السٌّمعَة : 91
    تاريخ التسجيل : 10/09/2008
    الموقع : مصر

    لماذا لا يكتب مديرو المخابرات مذكراتهم ـ زكريا محى الدين ونشأة المخابرات المصرية Empty رد: لماذا لا يكتب مديرو المخابرات مذكراتهم ـ زكريا محى الدين ونشأة المخابرات المصرية

    مُساهمة من طرف الباحث العلمى سيد جمعة 16th سبتمبر 2008, 11:34 pm

    ولقد أدي كشف أيمز لهذا السر ، إلي كشف أكثر خطورة ، أسفل احد المنتجعات ، في ولاية فلوريدا ، عندما أزاحت المخابرات الأمريكية الغطاء عن مركز قيادة كامل أسفل المنتجع ، وفتحه للجولات السياحية للجمهور ، بعد أن كشف أيمز أمره للسوفيت .
    ومذكرات رجال المخابرات السابقين ليست الوحيدة ، في هذا المضمار ، ففي الغرب ، وفي إسرائيل أيضا ، قطاع كبير من المؤرخين ، الذين يعملون ، علي نحو غير رسمي ، مع أجهزة المخابرات ، والذين ينشرون العديد من الكتب ، التي تحوي أسرارا ومعلومات ، ينسبونها إلي رجال مخابرات ، لا يصرحون أبدا عن هوياتهم .


    وتلك المذكرات تكتسب مصداقية شديدة بين العامة ، وتوليها بغض أجهزة المخابرات اهتماما كبيرا ، ربما لأنها تحوي ، في المعتاد الكثير من المعلومات الصحيحة ، أو التفسيرات المنطقية ، لأمور حار فيها العامة طويلا .
    ولكن ذلك النوع من الكتابات بالتحديد ، يحتاج إلي التروي والدقة الشديدة ، قبل اعتباره مصدرا صحيحا للمعلومات ، إذ أن معظم أجهزة المخابرات ، في العالم كله ، لديها قسم خاص ، مسئول عن الإعلام المباشر، وما يعرف باسم المعلومات العلنية ، وهي كل المعلومات ، التي يمكن الحصول عليها من مصادر علنية ، مثل أخبار الصحف ، وأحاديث الرأي العام ، والقرارات الرسمية وغيرها .

    والمعلومات العلنية هذه مصدر شديد الأهمية والخطورة ، عند الحصول عليها ، فهي كذلك أيضا عند طرحها ، وربما كان لدينا مثال صارخ علي هذا ، من خلال خطة النزاع الإستراتيجية ، التي قمنا بها ، تمهيدا لحرب أكتوبر 1973م ، فقد أجدنا استغلال شغف العدو بالمعلومات العلنية ، إلي الحد الذي جعله يعمل علي تجنيد بعض عمال النظافة في المطارات ، ليحضروا مندوبين الصحف اليومية ، التي يتركها المسافرون خلفهم ، لضمان الحصول علي المعلومات ، وتوافقت مع معلومات أخري ، حصل عليها العدو عبر جواسيس ، تم كشفهم والسيطرة عليهم بالفعل ، وتأجل إلقاء القبض عليهم ، حتى يستنفذ الغرض من وجودهم .
    لقد قرأنا خبر فتح باب العمرة للضباط ، في أول رمضان ، وخبر زيارة الأميرة مارجريت لمصر ، وخبر زيارة قائد القوات الجوية لليبيا .

    وقرأ العدو ، ولم يدرك أن كل هذا مجرد خدعة ، وابتلع الطعم ، وخسر أول مواجهه عسكرية في حياته .
    ولو إننا فعلنا هذا ، وخدعنا عددا يتصور نفسه صاحب أكثر أجهزة المخابرات قوة وذكاء ودهاء ، فلماذا لا نفترض انه يفعل بنا المثل ، عبر مذكرات غير واضحة المصدر ، ينشرها مؤرخوه ؟!

    المشكلة إننا نفترض دوما ، أن كل ما يرد في كتب أو صحف أو مذكرات ، أو دراسات الغرب أو إسرائيل ، هو حقيقة لا شك فيها ، وتنسب هذه أحيانا إلي إنها دول تحيا مناخا ديمقراطيا ، نفتقر نحن إليه ، في دولنا العربية ، من المحيط إلي الخليج ، بنسب مختلفة ، ولأننا نفترض هذا ، فنحن نبادر بإعادة نشر نقرأه ، ونسعى لترويجه ، دون أن يخطر ببالنا لحظة واحدة ، انه من المحتمل أن يكون كل هذا مدسوسا ببراعة ، لبلوغ هدف خفي ، ربما لم ندركه بعد .

    والعدو يدرك شغفنا الهستيري بالمعلومات ، خاصة إننا نحيا في عالمنا العربي حالة من التعتيم اللامبرر ، حول كل أمر يخص الدولة ، ونحيا أيضا حالة من الإهمال والاستهتار ، علي كل المستويات ، مما يساعد علي ترويج أية أخبار كاذبة ، دون أن نحصل علي رد واحد واضح ومباشر من الدولة ، أو من أي من أجهزتنا الرسمية .

    اتهام د/ اشرف مروان بالجاسوسية مثلا ، ذكره إيتانهاير ، ويوسى ميلمان ، المؤرخان الإسرائيليان ، في كتابهما (جواسيس) منذ عام 2003 م ، وأعادت كل الصحف والمجلات العربية والمصرية نشره ، وعقدت لقاءات تليفزيونية وحوارات طويلة حول الأمر ، والدولة في صمت تام ، حتى جاء الرئيس مبارك ، في منتصف عام 2007 م ، أي بعد أربع سنوات كاملة ، ليصدر تصريحا ينفي هذا .!!

    بلادنا العربية إذن تعاني قصورا شديدا، في نظمها الإعلامية والثقافية، وقصورا أكثر في ردود أفعالها الرسمية ، وبطء تفاعلها مع الأحداث الجارية ، وإصرارها علي تعتيم ساذج ، لم يعد يناسب العصر ،بثورته المدهشة في الموصلات والاتصالات .
    النظم العربية كلها إذن تعاني انعداما تاما في شفافية التعامل مع شعوبها ، وقياداتها تتصور دوما أنها تحكم شعوبا قاصرة ، لن يمكنها أن تفهم أو تستوعب الحقائق ، لذا فإما أن تخفيها عنهم ، أو تعمد إلي تشويهها أو ليها ، أو تحويرها .
    ولكن القاعدة تؤكد انه ، علي الرغم من انعدام الشفافية شبه المطلق ، في نظمنا العربية ، لا انه من النادر أن ينجح أي نظام ، مهما بلغ جبروته ، في إخفاء ما لديه إلي الأبد ، مهما تصرف ، ومهما فعل .

    ولكن المشكلة الرئيسة إننا مصابون بحالة من الهلع ألمعلوماتي ، تجعلنا نخشى كشف المعلومات ، حتى ولو كانت تافهة ، وتستحيل سريتها ، فلو انك سألت مسئول النقل العام مثلا ، عن عدد ركاب أوتوبيس شبرا ، لأصابه الهلع المعلوماتي ، ويخشي أن يفشي هذا السر الأمني الخطير ، ولطلب منك استئذان رؤسائه ، أو إحضار إذن من النيابة ، حتى يكشف هذا السر المهول لك ، ولو انك تستنكر هذا ، فكل ما عليك هو أن تسأل هذا السؤال لأصغر كمسري ، في اصغر أوتوبيس ، وستدرك إننا مصابون بالفعل بهلع معلوماتي عجيب .
    ولهذا السبب الأخير بالتحديد ، لن يمكننا أبدا أن نملا المكتبة العربية بذكريات أو مذكرات رجال مخابرات سابقين ، علي الرغم من الأحداث الهامة والخطيرة للغاية ، التي عايشوها ، أو شهدوها ، وكان من واجبهم نقلها إلي الأجيال التالية .
    كل ما يملا مكتبتنا هو مذكرات رجال السياسية ، والقادة العسكريون والمدنيون ، والتي تحوى كلها السبب الأخير ، الذي يفقدنا الثقة في هذا النوع من الكتابات .

    الرئيس السادات نشر مذكراته الشهيرة (البحث عن الذات) ونسب فيها لنفسه كل نقاط القوة ، فهو الذي أقام تنظيم الضباط الأحرار ، وهو البطل ، وهو القائد ، وهو المؤمن .
    وكل رجال الثورة تقريبا كتبوا مذكراتهم ، وكانوا فيها أبطالا ، شرفاء ، وعظماء حتى إننا نتساءل في دهشة ، لو أن الكل كذلك ، فمن أين أتت النكسة ، ولماذا كل الانهيار والفساد ؟؟؟!!

    طبيعة الشعوب العربية ، وبالذات القادة والكبار ، لا تؤمن بكتابة المذكرات في تلقائية وصدق ، وتفتقر إلي الشفافية ، حتى وهي تنقل تجربتها عبر الأجيال ، لذا فعلي عكس المذكرات أو حتى المذكرات الإسرائيلية التي اختتمت بمذكرات رئيس مخابراتها السابق ، والتي يردد فيها أصحابها كل محاسنهم وعيوبهم ، نجد مذكرات قادتنا أشبه بمذكرات التراث ، كلها عظمة وأساطير وبطولات .
    ولهذا يميل الكل إلي الثقة ، في كل ما ينشر من ذكريات ومذكرات غربية أو أجنبية، والي الشك وعدم الثقة ، وربما الاتهام أيضا ، في كل ما ينشر من مذكرات مصرية أو عربية .

    ولان رجال المخابرات لدينا ، لا يمكنهم رسم صورة بطولية لأنفسهم ، دون سند من الحقيقة ، فهم يكتفون بدورهم الرئيسي ، في حماية الأمن القومي ، وحماية أسرار الوطن ، ويكتمون ذكرياتهم ومذكراتهم ... وخبراتهم أيضا .
    وحتى تتغير كل الظروف والملابسات، ستظل مكتبتنا العربية تفتقر إلي ذكريات ومذكرات رجال المخابرات ... والجاسوسية.
    الباحث العلمى سيد جمعة
    الباحث العلمى سيد جمعة
    مدير عام الموقع
    مدير عام الموقع


    عدد المساهمات : 6279
    نقاط : 4031
    السٌّمعَة : 91
    تاريخ التسجيل : 10/09/2008
    الموقع : مصر

    لماذا لا يكتب مديرو المخابرات مذكراتهم ـ زكريا محى الدين ونشأة المخابرات المصرية Empty رد: لماذا لا يكتب مديرو المخابرات مذكراتهم ـ زكريا محى الدين ونشأة المخابرات المصرية

    مُساهمة من طرف الباحث العلمى سيد جمعة 18th سبتمبر 2008, 5:59 am

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

      الوقت/التاريخ الآن هو 21st نوفمبر 2024, 11:59 am