حارس مرمى إيرلندا يروي قصة إسلامه .. سورة المسد غيرت حياتي

الباحث العلمى سيد جمعة: مدير عام الموقع; عدد المساهمات : 6279
نقاط : 4031
السٌّمعَة : 91
تاريخ التسجيل : 10/09/2008
الموقع : مصر

مساهمة رقم 1

حارس مرمى إيرلندا يروي قصة إسلامه .. سورة المسد غيرت حياتي

مُساهمة من طرف الباحث العلمى سيد جمعة 24th مارس 2010, 7:33 am

كدت أطير في السماء بعدما نطقت الشهادتين
كنت عربيداً والسهر دمر حياتي والإسلام أعادني للرشد
أمنيتي زيارة الأراضي المقدسة وأداء فريضة الحج
سأسخر حياتي للدعوة لهذا الدين

حوار: محمد علي المهندي:
أنتوني مكمولن رياضي إيرلندي وكان حارس مرمى منتخب إيرلندا للناشئين والشباب لعب في نادي ميدلز اسبروه الإنجليزي يبلغ من العمر (28) عاماً اعتزل اللعب مبكراً بسبب عدم انضباطه وعدم التزامه, وابتعد عن الملاعب وأصبح رجل أعمال ناجحاً يدير أعمال العائلة , تمعّن في الإسلام ودخله منذ أربعة شهور ونطق بالشهادتين في الدوحة الرجل فتح قلبه في حوار حصري يروي قصة إسلامه ونصائحه للّاعبين وحثّهم على الابتعاد عن المحرمات والتمسك بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف , وتمنى زيارة الأراضي المقدسة لتأدية فريضة الحج .
-حدثنا عن مسيرتك الرياضية ؟ ومتى اعتزلت اللعب ولماذا ؟
بدأت لعب كرة القدم في مدينة دبلن عاصمة إيرلندا كحارس مرمى وتم انضمامي لفريق البلدية وكان وقتها عمري ( 12) سنة ولعبت لمنتخب مقاطعة (لنستر) وهي أكبر مقاطعة في إيرلندا ومارست اللعب حتى عمر (18) سنة , ولعبت مع منتخب إيرلندا للناشئين تحت (16) عاماً وقد فزنا ببطولة أوروبا عام 1998 التي أقيمت في أسكتلندا , وعندما كان عمري سبعة عشر عاماً عُرض عليّ الانتقال للّعب لنادي ميدل اسبره الذي يلعب في دوري المحترفين الإنجليزي وكان الفريق يضم وقتها لاعبين مشهورين مثل زيزنيو و ريفالي وبال جاكسوين ولعبت في فريق الشباب وتدربت مع الفريق الأول الذي يضم خيرة اللاعبين إبان تلك الفترة , كما لعبت لمنتخب إيرلندا تحت ( 18) سنة ولكن لم أكمل اللعب خلال فترة الشباب التي تتميز بالحيوية والنشاط وذلك بسبب عدم التزامي وانضباطي حيث انجرفت وراء المغريات والملذّات مثل السهر وغيره من المحرمات التي أبعدتني عن الرياضة وعجّلت باعتزالي, بالرغم أن المدرب ( براين كير ) الذي كان مدرب منتخب إيرلندا والآن يدرّب منتخب جزر الفارو , قد أشرف على تدريبي وأشاد بمستواي وكنت يومها حارس مرمى متميّزاً وقال: يعيبك عدم الالتزام والانضباط حتى تصبح لاعباً مرموقاً وقد نصحني بالابتعاد عن المغريات حيث إنني كنت يومها غير منضبط وغير ملتزم ,
وبعد أن دخل الإسلام في حياتي وشعرت بالطمأنينة وغيّر مجرى حياتي تمنيت لو دارت عجلة الزمن للوراء لاستمررت في اللعب مع المنتخب ونادي ميدلز اسبروه لأن الإسلام يحث على الانضباط والالتزام .
إن المشكلة ليست في الملعب وإنما في تعاملاتك خارج الملعب , ما أود أن أقوله أن بعض اللاعبين يقومون بتصرفات طائشة تؤثر عليهم مثل السهر والتدخين والانجراف نحو المغريات ولا يهتمون بصحتهم لذلك يقُل عطاؤهم داخل الملعب , والمدرب يحاول أن ينصح اللاعب ويرشده ويصلحه ليُبدع داخل المستطيل الأخضر ويبذل مجهوداً كبيراً ويقدّم عطاء سخياً يتوّج بتألقه وسطوع نجمه لكن بعض اللاعبين لا يسمعون النصيحة وهذا خطأ أتمنى أن لا يقع فيه اللاعبون المسلمون.
نصيحتي أن يحافظ الشباب على صحتهم والاستماع لنصائح المدرب والابتعاد عن المحرمات التي نهى عنها الدين الإسلامي الحنيف , وعندما تكون لاعباً مسلماً يكون عندك التزام طبيعي بسبب محافظتك على الصلوات الخمس في أوقاتها ولا تسهر ومنضبطاً وتركّز في عملك وتبدع أكثر عندما تبتعد عن المحرّمات , ولنأخذ بعض اللاعبين المسلمين قدوة لنا خاصة بعد دخولهم الإسلام مثل اللاعب ( نيكولاس أنيلكا ) و( ريبيري ) الذين أصبحوا أكثر تركيزاً في لعبهم وانضباطاً وتألقاً داخل الملاعب بمساعدة رب العالمين لأن من يحب الله ويخلص له سيساعده ويجعله رياضياً متفوقاً لأنه سيصبح أكثر تركيزاً وأكثر انضباطاً و فوق كل ذلك من يهديه الله لدخول الإسلام سيعلمون بأنه طريق الحق مما يساعدهم على تحقيق أهدافهم .
- حدثنا عن قصة دخولك الإسلام كيف أسلمت ؟ ولماذا أسلمت؟
أشكر الجمعية الإسلامية الإيرلندية التي ساهمت في اعتناقي الإسلام من خلال عمل غير عادي ومجهود كبير وصعب قامت به تجاهي وتم إزالة الحواجز بيني وبين الإسلام وعلمتني لغة لم أستطع فهمها ولكن بتوفيق الله وهدايته وعونه تمكنت من التغلب على الصعاب عن طريق التدبّر وفهم الإسلام وقراءة القرآن الكريم وتدبّر معانيه وتعلمت منه الكثير ولا زلت أتعلم حتى أستفيد وتكون لديّ معلومات وافية لنشر الإسلام والدعوة له , وبقراءتك للقرآن الكريم تشعر بأنه كتاب منزّل من عند الله تعالى وليس من البشر , لقد دخلت الإسلام منذ أربعة شهور ولكن بعد قراءة سورة ( المسد ) وتدبّر معانيها عجلّت بنطقي بالشهادتين عن طريق الاقتناع , لقد رأى أبولهب دين ابن أخيه ينتشر بسرعة في الجزيرة العربية ولم يسلم ووقف ضد الإسلام ولم يستطع أن يرى أمامه عظمة هذا الدين في الوقت الذي أراه أنا بعد ألف وأربعمائة سنة وهو طريق الهداية , بالرغم من أن السورة نزلت في بداية الدعوة وعم الرسول مات كافراً بعد سنوات طويلة من نزول هذه السورة بمرض معدٍ .
أما لماذا أسلمت لقد كنت مسيحياً وأعتقد بالله وقرأت الإنجيل وكنت مؤمناً بالله , وكنت أكره الاعتراف بالذنوب التي ارتكبتها للقسيس لأن هذا بيني وبين ربي , وهذا قريب من الإسلام , كما اكتشفت أن الإنجيل كتب بعد عيسى عليه السلام بسبعين سنة وأن الكاثوليكية أنشئت بعد (325)سنة من غياب المسيح , وعند اجتماع الكنيسة بجميع الكنائس المنسبة لها تم بالتصويت على أن عيسى منزّل من السماء !!
وعندما درست الإسلام والمسيحية شاهدت الفرق بينهما فإذا قرأت القرآن عليك أن تعتقد بأن الإسلام دين الله والقرآن كلمة الله ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين .

كيف كان شعورك بعد اعتناقك الإسلام ونطقك بالشهادتين ؟
شعرت بأن الملائكة ترفعني من الأرض وأنني أطير في السماء .. لقد كانت فرحة كبيرة وعظيمة لا توصف شعرت خلالها بلذة الإسلام وسماحة هذا الدين العظيم , وأصبح لديّ عائلة مسلمة تضم الملايين من المسلمين وأحسست بدفء المشاعر والمحبة وصدق الأحاسيس عندما عانقني وصافحني إخوتي المسلمون من مختلف الجنسيات في المسجد .
لماذا أشهرت إسلامك في قطر ؟
خلال زيارتي لدولة قطر وجدت الترحاب من أهالي قطر الكرام فطيبة شعب هذا البلد ودماثة أخلاقهم ودفء المشاعر وحرارة الاستقبال التي وجدتها و ذلك عندما زرت مجالسهم وخالطتهم , لقد بدأت في تعلّم اللغة العربية بمساعدة الداعية الدكتور الشيخ أحمد الحمادي وهو شخصية ممتازة ويتميّز بالحوار المقنع ويدعو للدخول في الدين الإسلامي بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة , وقد نطقت الشهادتين على يديه أمام جموع المصلين بعد صلاة الجمعة في مسجد مصعب بن عمير في منطقة الدفنة , وهو الذي أقنع والدي بالموافقة عبر اتصال تليفوني وجاءت مباركة والدي بانتسابي لهذا الدين العظيم .
بماذا يتميّز الدين الإسلامي عن باقي الأديان ؟
بالقرآن الكريم الذي حفظه الله فلم يتغيّر على مرّ السنين والعصور لأنه ليس مبنياً على رؤى أو اجتهادات وإنما هو كلام منزّل من رب العالمين , والذي يقول في محكم كتابه العزيز في سورة الحجر الآية (9) ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )صدق الله العظيم .
ما هو موقف أهلك وأصدقائك بعد دخولك الإسلام وهل تغيّرت نظرتهم لك وهل ستتعرض لمضايقات ؟
من ناحية الأسرة بعد مباركة والدي ووالدتي وبما أنني أكبر الأبناء في العائلة فإنه لا أحد يتمكن من معارضتي أما بشأن الأصدقاء فالشعب الإيرلندي طيّب ويشعر بتعاطف مع المسلمين عموماً بسبب معاناته من المستعمرين وهناك تشابه وقاسم مشترك بين الكفاح الإيرلندي والفلسطيني وهو محاربة المستعمر (المحتل ) ودخولي الإسلام لا يشكّل حرجاً أو مشكلة للآخرين .
هل ستساهم في دعوة أسرتك وأقاربك لاعتناق الدين الإسلامي ؟
- بإذن الله سأحاول ذلك وسأبذل قصارى جهدي للدعوة لهذا الدين العظيم , وسأحاول إقناع عائلتي وأقاربي بأسلوب مبسّط ومفهوم وبطريقة الإقناع والهداية من رب العالمين , أما والدتي فهي مسلمة من غير ما تدري فهي لا تحب التعامل بالربا , ولا تشرب الخمر وتمنع التدخين في البيت, ووالدي إن شاء الله على طريق الهداية , فقد توقف عن شرب الخمر والتدخين وبدأ يدرس ويتمعن ويتفهم الدين الإسلامي وأدعو له بالهداية والدخول للإسلام .
- وهل ستتغير حياتك بعد الإسلام ؟
- بالطبع نعم ستتغير كثيراً نحو الأفضل بإذن الله حيث سأكون أكثر انضباطا والتزامي بأخلاق الدين الإسلامي , فالصلوات خمس مرات في اليوم تجعلك منضبطاً وملتزماً وتشعر بالطمأنينة والهدوء وراحة البال , وعندما أرى كثرة المساجد في الدوحة تتحرك لديك العاطفة أكثر فأكثر .
- وهل ستثبت على الإسلام أمام المتغيرات الكثيرة ؟
نعم لأن الله هداني وأرشدني إلى طريق الخير والصواب ونقلني من الظلمات إلى النور , وكيف بعد ما رأيت النور الوهّاج الذي يشرح الصدور أرجع للظلام , وكيف بعدما شعرت بالطمأنينة والأمان وراحة البال أرجع للشقاء والتعب .
- بصفتك لاعباً معروفاً ولك شعبية كيف ستحث أقرانك من اللاعبين لدخول الإسلام ونصيحتك للشباب ؟
- أتمنى لهم الهداية من الله وأنصحهم بالتمسك بالدين الإسلامي والمحافظة على الصلوات الخمس وأركان الدين , والابتعاد عن المغريات والنزوات والشهوات وعدم السهر وكذلك عدم الانجراف وراء تقاليد الغرب المنحرفة , وأتمنى مخلصاً من كل قلبي أن لا تتغير دولة قطر لأنها الآن محتفظة بالأصالة وهي تجمع بين الأصالة والحضارة والمحافظة على الدين الإسلامي والتمسّك بالعادات والتقاليد , ومواكبة التطور الحديث وما يحدث من طفرة هائلة في دولة قطر ومن أمن وأمان وجذبهم للمستثمرين الأجانب ما هو إلا دليل على قوة ومتانة اقتصادها برغم الأزمة المالية العالمية , ونصيحتي لإخواني القطريين المحافظة على بلدهم وهويّتهم وإسلامهم ومواكبة التطوّر العالمي .

-ماذا استفدت من الرياضة ؟
لقد استثمرت في الرياضة منذ سنوات مضت وأصبحت أدير أعمالي وأعمال عائلتي وسأفتتح قريباً مشروعا عبارة عن فندق في إيرلندا لا يقدّم المحرمات ويصلح لإقامة الرياضيين والمسلمين وكذلك ستساهم الجمعية الإسلامية معي بنسبة وسأخصص بعضاً من ريع المشروع للمساهمة في نشر الدين الإسلامي , وكذلك كوّنت لي الرياضة علاقات وصداقات وخبرات , والأهم أتمتع بصحة جيدة وذاكرة قوية وجسم قوي سليم و أدعو الله أن يمنّ علينا بالصحة والعافية .
- متى ستزور بيت الله الحرام ؟
هذه أمنية أتمنى تحقيقها في أقرب فرصة ممكنة لمشاهدة بيت الله وزيارة الكعبة المشرّفة والمدينة المنوّرة وتأدية فريضة الحج لإكمال أركان الإسلام الخمسة وأتمنى أن أجد من يحققها لي .
- لدينا في قطر لاعبون محترفون في الدوري القطري من غير المسلمين برأيك كيف تتم دعوتهم للإسلام ؟
- من خلال زملائهم اللاعبين بالدعوة لهذا الدين السمح بالتزامهم بأداء الشعائر الدينية والأخلاق الحميدة التي يدعو إليها الإسلام وبالإقناع والحوار والكلمة الطيبة ومن خلال وسائل الإعلام والمقالات في الصحف اليومية , وبصفتي لاعباً سابقاً فإن كرة القدم (20 % ) مهارات وتطبيق خطط و (80 % ) تطبيق والتزام وانضباط واندفاع وحماس ,وصدقني لو اعتنقوا الإسلام سيكونون متألقين بسبب تطبيقهم ( 80 %) وأتمنى من الله أن يدخل الإسلام كل اللاعبين .
- ذكرت في كلمتك بالمسجد أن بعض وسائل الإعلام ضللت الرأي العام بشأن الإسلام كيف كان ذلك ؟
- بالفعل وسائل الإعلام الغربية والعالمية تضلل الرأي العام فمثلا هم يشوهون الصورة الحقيقة لما يحدث في فلسطين ولا ينقلونها على حقيقتها,فلو قتل جندي إسرائيلي سترى العالم كله يتعاطف معهم بسبب الإعلام , في حين عندما قامت الطائرات بإلقاء قنابل على مدرسة الأونروا وقتل عدد كبير من الأطفال الأبرياء لم تتحدث عنهم وسائل الإعلام وإنما كان هناك نوع من الشجب البسيط على استحياء مع خلق أعذار واهية !!
- كما أذكر لك حادثة عندما سمعت صوت ( الله أكبر ) توقعت بأن هناك أحداً سيقتلني لأنني لم أفهم معنى الكلمة !!
علينا كمسلمين أن نوضح الكلمات مثل الله أكبر وسبحان الله الحمد لله وغيرها من الكلمات باللغات الأخرى ليفهمها عامة الناس لتضيّق الهوة بين الإسلام والحضارات الأخرى وكسر الحواجز, الإعلام الغربي والعالمي حرّف كل شيء وتعامل مع الكلمات الإسلامية كأنها كلمات إرهابية !!
يجب علينا مواجهة الحملة الشرسة التي تشن ضد الإسلام والمسلمين .
في نهاية هذا اللقاء أشكركم على هذه المقابلة وأهل قطر الكرام على كرم الضيافة وحسن الاستقبال , وأتمنى أن نتعاون مع بعضنا يداً بيد لخدمة الإسلام والمسلمين في شتى بقاع المعمورة وإبلاغ رسالة الإسلام السامية كما وصلتنا من رسولنا الكريم للعالم , وكل مسلم يساهم في ذلك من غنيّ وفقير كل بطريقته الخاصة حتى المريض شفاه الله بالدعاء .