من المُسلَّم به في عقيدة المسلم أن الحياة الدنيا، والكون كله بجميع موجوداته، وما في السماوات والأرض من سهول وجبال وأحجار وأغراس وعيون وبحار وأنهار وحشرات وحيوانات وطيور... مادة كونية عُظمى معروضة على الإنسان في الحياة للتأمل والتدبر والدراسة والبحث، لأجل إعمار الكون وتحضيره والانتفاع بما فيه وفق ما جاءت به نواميس الشرع من ضوابط وأحكام. وقد اجتهد علماء الغرب في البحث المادي منذ ما يزيد على خمسة قرون، من منطلق النظر العلمي المجرد، والتجربة الميدانية، فاعترف بعضهم بأن ما توصلوا إليه من كشوفات وحقائق يوافق في مجمله ما ورد في القرآن الكريم من إشارات علمية وقوانين كونية، ما نتج عنه إسلام طائفة منهم من أمثال موريس بوكاي Maurice Bucaille، وبرونو كدير دوني Bruno Guiderdoni، وبوكدان كوبانسكي Bogdan Kopanski، وإيفا دفتراي Eva Di Vetray، وغيرهم، حتى قال المرحوم الشيخ الشعراوي في حديث له : "يأخذون سفهاءنا ونأخذ علماءهم".
وعلى هذا يجب أن نركز في أنشطتنا الدعوية، والإرشادية على الجوانب العلمية في القرآن الكريم و السنة المطهرة، لا سيما في مناقشة البُرهانيين والوضعيين والملحدين والمتشككين، وحتى الشباب الذي من طبيعته ألا يتأثر سيكولوجيا إلا بما دل عليه العلم الحديث، وصدقته التجربة، ولم يتعارض مع مكتشفات البحث الميداني، ومن المعروف أن الحقائق العلمية المكتسبة تؤدي إلى الحقائق الروحية والإيمانية الثابتة. فكل العقائد التي تستند في حقيقتها إلى قوة العلم والبرهان، تكون مضمونة في عملية أداء التكاليف على الوجه الذي يؤدي إلى إعمار الكون بشكل إيجابي والمساهمة في تحضيره.
إن مهمة الدعوة والإرشاد الديني في هذا العصر لم تعد تكتفى بالتوجيهات الأخلاقية والأدبية والتفسيرية لتثبيت العقيدة في النفوس و فقط، فدرجة تعقد الحياة في جميع مناحيها تقتضي ممن أسندت لهم هذه المهمة االسامية أن يتحولوا بمكتسباتهم الشرعية والعلمية إلى "كيميائيين" لتحويل كل ما هو مادي محض إلى "روحي". فمن الضرر بالدعوة والإرشاد العملُ على تنفير الناس من ماديات الكون بخطابات ترهيبية بدل "ترويح" هذه الماديات التي لا يمكن أن ينفصل عنها الوجود الإنساني، وإن التحدي الأكبر الذي يواجه العاملين في الحقل الديني في العالم الإسلامي برمته هو وصل الإنسان المسلم بالكون وتربيته على حسن التعامل معه، وليس صرفه عنه وتسويده في نظره. فماديات الكون كلها موضوعة رهن إشارة الإنسان، ولا تكون متاع الغرور إلا حين يرفع مقامها فوق القيم، وتستبد به، وتبعده عن رسالته في الوجود، قال تعالى : "هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا"(1)، وقال : "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها"(2)، وقال : "قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا" (3).
وعلى هذا يجب أن نركز في أنشطتنا الدعوية، والإرشادية على الجوانب العلمية في القرآن الكريم و السنة المطهرة، لا سيما في مناقشة البُرهانيين والوضعيين والملحدين والمتشككين، وحتى الشباب الذي من طبيعته ألا يتأثر سيكولوجيا إلا بما دل عليه العلم الحديث، وصدقته التجربة، ولم يتعارض مع مكتشفات البحث الميداني، ومن المعروف أن الحقائق العلمية المكتسبة تؤدي إلى الحقائق الروحية والإيمانية الثابتة. فكل العقائد التي تستند في حقيقتها إلى قوة العلم والبرهان، تكون مضمونة في عملية أداء التكاليف على الوجه الذي يؤدي إلى إعمار الكون بشكل إيجابي والمساهمة في تحضيره.
إن مهمة الدعوة والإرشاد الديني في هذا العصر لم تعد تكتفى بالتوجيهات الأخلاقية والأدبية والتفسيرية لتثبيت العقيدة في النفوس و فقط، فدرجة تعقد الحياة في جميع مناحيها تقتضي ممن أسندت لهم هذه المهمة االسامية أن يتحولوا بمكتسباتهم الشرعية والعلمية إلى "كيميائيين" لتحويل كل ما هو مادي محض إلى "روحي". فمن الضرر بالدعوة والإرشاد العملُ على تنفير الناس من ماديات الكون بخطابات ترهيبية بدل "ترويح" هذه الماديات التي لا يمكن أن ينفصل عنها الوجود الإنساني، وإن التحدي الأكبر الذي يواجه العاملين في الحقل الديني في العالم الإسلامي برمته هو وصل الإنسان المسلم بالكون وتربيته على حسن التعامل معه، وليس صرفه عنه وتسويده في نظره. فماديات الكون كلها موضوعة رهن إشارة الإنسان، ولا تكون متاع الغرور إلا حين يرفع مقامها فوق القيم، وتستبد به، وتبعده عن رسالته في الوجود، قال تعالى : "هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا"(1)، وقال : "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها"(2)، وقال : "قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا" (3).
1st أكتوبر 2018, 4:52 pm من طرف Reda
» بيان الإعجاز العلمى فى تحديد التبيان الفعلى لموعد ( ليلة القدر ) على مدار كافة الأعوام والآيام
1st يوليو 2016, 2:11 pm من طرف usama
» كتاب اسرار الفراعنة
20th يوليو 2015, 7:11 am من طرف ayman farag
» أسرار الفراعنة القدماء يبحث حقيقة استخراج كنوز الأرض ــ الكتاب الذى أجمعت عليه وكالات الآنباء العالمية بأنه المرجع الآول لعلماء الآثار والمصريات والتاريخ والحفريات ــ الذى تخطى تحميله 2300 ضغطة تحميل
12th يوليو 2015, 4:15 pm من طرف farag latef
» ألف مبروك الآصدار الجديد ( الشيطان يعظ ) ونأمل المزيد والمزيد
26th أبريل 2015, 5:20 pm من طرف samer abd hussain
» ألف مبروك اصداركم الجديد ( السفاحون فى الآرض ) الذى يضعكم على منصة التتويج مع الدعاء بالتوفيق دوما
26th أبريل 2015, 5:17 pm من طرف samer abd hussain
» الباحث الكبير رجاء هام
12th أبريل 2015, 11:14 am من طرف الخزامي
» بيان الإعجاز العلمى فى تبيان فتح مغاليق ( التوراة السامرية ـ التوراة العبرانية )
10th أبريل 2015, 6:11 am من طرف الخزامي
» الرجاء .. ممكن كتاب أسرار الفراعنة المصريين القدماء للباحث العلمي الدكتور سيد جمعة
24th فبراير 2015, 4:37 am من طرف snowhitco