فراج إسماعيل | 29-06-2010 23:17
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بدأت بالبكاء وصمتت لحظات وقالت: "توسلاته بأن أتركه يعيش لا تغيب عن مسامعى، وجهه وهو يبكى خوفا من الفوطة المبللة بالماء ترعبنى، أريحونى واعدمونى الآن، الفقر وحده هو الذى دفعنى للتخلص من ابنى.. حاولت الانتحار أكثر من مرة بعد قتله، قطعت شرايين يدى، وتناولت سم الفئران لأكون إلى جواره، كنت أتمنى أن أرحل عن الدنيا بكل ما فيها من مآس، واحتفظت بجثة أحمد ٣ أيام، وبعد انفجارها وتحللها توجهت إلى المباحث لمساعدتى على دفنه. أنا أريد الإعدام حتى أرتاح من الدنيا".
هذه المقدمة المبكية ليست مقطعا مأساويا من فيلم سينمائي أو مسلسل تلفزيوني. ليست من الخيال اللا معقول، لكنها كلمات لأم من لحم وشحم تعيش في مصر، اضطرت لقتل ابنها ذي التسع سنوات بعد أن قررت الانتحار هروبا من الفقر، ولأنها لا تريد أن تتركه وحده فريسة للجوع قررت أن تخلصه هو أولا من حياته، فقامت بكتم أنفاسه بفوطة مبللة بالماء، ولم تتراجع أمام توسلاته ودموعه المرتجفة!
لا أدري هل يقرأ الرئيس مبارك ذلك.. هل يطلعه مستشاروه والمقربون منه على ما وصل إليه حال الناس، فيما قلة من علية القوم ترفل في النعيم كله وفي جنات عرضها مصر من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.
شباب يلقي نفسه في النيل، وأمهات يتخلصن من فلذات أكبادهن خوقا عليهم من الموت جوعا.. فماذا ننتظر لوطننا أكثر؟!
أي عاقل وليس متهورا سيموت قهرا وهو يرى النهب والسلب يجري على المكشوف وفي وضح النهار. وزراء توسدوا ولاية الأمر يستولون على أراضي الدولة ويوزعونها على عائلات وندمائهم.. وها هو الرئيس مبارك يتدخل بنفسه بالنسبة لجزيرة أمون، فماذا عن 6 اكتوبر والقاهرة الجديدة والطريق الصحراوي ومناطق من مطروح، ومتى سيتدخل الرئيس ليخلصها من رجالات حكمه الذين استولوا على أراض واسعة منها بأبخس الأسعار أو ببلاش؟!
في مقابل هذا الترف والنعيم، أهل مصر ينتحرون من الفقر. نساء لا يجدن طعاما ولا شرابا فيتخلصن من الأبناء ومن أنفسهن، وأهل الحكم عندنا مشغولون بكوتة المرأة في مجلس الشعب، وبحق المرأة في الولاية. وأهل الشرع لا يقولون كلمة حق لا تخشى سيف السلطان، وتأخذهم توافه الأمور وافتراضاته فيشغلون الناس عنها مثلما فعلت الدكتورة سعاد صالح في حديثها عن افتراض رئاسة مسيحي لمصر، وهو الكلام الذي تراجعت عنه في حديثها لموقع "العربية.نت" بقولها إنها كانت تقصد دولة الخلافة وليست دولة المؤسسات الحالية في مصر.. هل هذا كلام يا دكتورة؟!.. أين نحن ودولة الخلافة؟!
لقد قارنت بين هذه الفتوى الغارقة في الخيال وبين فتوى العالم المصري الشيخ صلاح الصاوي الذي يرأس مجمع فقهاء الشريعة في الولايات التحدة، وهي المؤسسة الفقهية التي تحظى باحترام كبير في الدوائر الأمريكية.
سئل هذا العالم عن حكم نقل المواد التموينية إلى الجنود الأمريكيين الذين يعملون في البلاد الإسلامية مثل العراق وأفغانستان، فأجاب دون مراوغة معتمدا على شرع الله وحده بأن ذلك لا يجوز "لأن من كان على إثم وعدوان لا تشرع إعانته".
طبعا لم يسلم مجمع فقهاء الشريعة من حملة شرسة بدأتها أمس وسائل الإعلام الأمريكية ومنها "السي إن إن" تتهم علماءه بالتشدد والانتماء إلى جذور جماعة الإخوان المسلمين المتشددة في مصر والأزهر والتدريس الديني في جامعة أمريكية مفتوحة يمولها متشددون من السعودية!
فتوى سعاد صالح التي تعيش في دولة مسلمة وفي قلب العالم العربي والإسلامي شاطحة في الخيال. ليس هي وحدها بل فتاوى علماء آخرين مثل الشيخ العبيكان في السعودية الذي جدد مؤخرا فتوى إرضاع الكبير، فقد رأي فيها حلا لمشكلة الإختلاط التي تؤرقنا وتسود نهارنا، فقط استبدل مسألة "إلقام الثدي" مباشرة للرضيع الكبير، بالحلب في أوان ثم يشربها الرجال حتى تنتفي حرمتهم على من يخالوطهن!.. لدرجة أن المنتديات تتبادل صورة منتج من الحليب يحول شاربيه إلى إخوة من الرضاع!
علماؤنا الشرعيون يهربون من مشاكلنا المعاصرة الحقيقية والواقعية، فيتسببون في إطفاء أي حماس نحو التغيير الإجتماعي والسياسي، وعلماء من نفس طينتهم وجنسهم عندما انتقلوا إلى الولايات المتحدة، تأثروا بمناخ الحرية والعمل والانتاج فانتجوا فتاوى قوية لا تنسجم مع السياسة الراهنة، لكنها تقول كلمة حق عند سلطان جائر.
لقد رأيت أن أضرب هذين المثلين لعل الرئيس مبارك يقرأهما فيعرف أن "فزاعة" المتدينين أو الإسلاميين لا تمثل أي خطر على مصر، فهم لن يحكموا وليس عندهم برنامجا مستقبليا للتغيير أو الحكم.
الخطر كله من شعب إذا لم يجد أمامه إختيار للهروب من الفاقة والمرض والجهل والجوع سوى قتل فلذات أكباده والانتحار على جثثهم.
لذلك قدمت له الهدية.. قصة قاتلة ابنها كما وردت في بعض صحف القاهرة أمس.
وحتى أزيد من يقرأها من رجال الحكم ألما إذا كانوا يحسون، استكملها بالخاتمة...
"قررت يوم الجمعة الماضى الانتحار للتخلص من الفقر، لكنى خشيت على ابنى من البهدلة، ظللت أفكر كثيرا حتى وصلت إلى قتله والتخلص من حياتى، قررت أكتم أنفاسه بفوطة، لكنه استيقظ من النوم وطلب منى أن أتركه يعيش، تركته وبللت الفوطة بالمياه وكتمت أنفاسه حتى فارق الحياة، وتناولت سم الفئران ونمت إلى جواره، أصبت بقيء وإسهال شديدين، ووجدت نفسى على قيد الحياة.
حاولت مرة ثانية بقطع شرايين يدى اليسرى، ظللت أنزف ٦ ساعات وتوقف الدم، فوجئت بابنى ينتفخ وجثته تتعفن وتنفجر، توجهت إلى المباحث وأبلغت الرائد إبراهيم عبدالقادر، معاون المباحث، بالواقعة وطالبته بأن يصدروا حكماً بإعدامى".
ما اخشاه سيادة الرئيس أن يأتيك يوما الشعب كله لتحكم عليه بالإعدام؟!
1st أكتوبر 2018, 4:52 pm من طرف Reda
» بيان الإعجاز العلمى فى تحديد التبيان الفعلى لموعد ( ليلة القدر ) على مدار كافة الأعوام والآيام
1st يوليو 2016, 2:11 pm من طرف usama
» كتاب اسرار الفراعنة
20th يوليو 2015, 7:11 am من طرف ayman farag
» أسرار الفراعنة القدماء يبحث حقيقة استخراج كنوز الأرض ــ الكتاب الذى أجمعت عليه وكالات الآنباء العالمية بأنه المرجع الآول لعلماء الآثار والمصريات والتاريخ والحفريات ــ الذى تخطى تحميله 2300 ضغطة تحميل
12th يوليو 2015, 4:15 pm من طرف farag latef
» ألف مبروك الآصدار الجديد ( الشيطان يعظ ) ونأمل المزيد والمزيد
26th أبريل 2015, 5:20 pm من طرف samer abd hussain
» ألف مبروك اصداركم الجديد ( السفاحون فى الآرض ) الذى يضعكم على منصة التتويج مع الدعاء بالتوفيق دوما
26th أبريل 2015, 5:17 pm من طرف samer abd hussain
» الباحث الكبير رجاء هام
12th أبريل 2015, 11:14 am من طرف الخزامي
» بيان الإعجاز العلمى فى تبيان فتح مغاليق ( التوراة السامرية ـ التوراة العبرانية )
10th أبريل 2015, 6:11 am من طرف الخزامي
» الرجاء .. ممكن كتاب أسرار الفراعنة المصريين القدماء للباحث العلمي الدكتور سيد جمعة
24th فبراير 2015, 4:37 am من طرف snowhitco