موقع الباحث العلمى : سيد جمعة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شــــعار الموقـــــع

تعلموا العلم فإن تعلمه خشية ، وطلبه عبادة ، ومذاكرته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة .. لذلك أبوابنا مفتوحة لكافة الديانات الإلهية .. وجميع منتدياتنا داخل الموقع  مفتوحة للجميع دون قيد أو شرط أجبارى للتسجيل حيث قد وهبنا كافة علومنا لله تعالى كصدقة جارية لنفس آمى ونفسى ، ولا نسألكم سوى الدعاء لنا بالستر والصحة وأن يغفر الله ماتأخر وما تقدم من ذنوب ولله الآمر من قبل ومن بعد .
الباحث العلمى
سيد جمعة
 

حكمـــة الموقـــــع

يزرع الجهل بذرا فتحبوا أغصانه مفترشة عروشا لكروش البهائم   
وتزرع الحكمة بذرا فتستقيم غصونا ملؤها عبير رياحين النسـائم

جديد اصدارات الموقع

 
أهــم المــواضيع الأخــيرة
 
أحدث اصدارات الهيئة المصرية
العالمية للإعجاز العلمى فى
 الرسالات السماوية
      كتـــــــــاب
تأليف الباحث العلمى سيد جمعة
الصورة الخلفية للفئات (اليسرى)
الصورة الخلفية للفئات (اليسرى)

المواضيع الأخيرة

» الآسماء العظمى والآسم الآعظم - علانية لآول مرة على مر تاريخ كافة العصور
الدجال و الفراعنه و الماسونيه الجزء الاول Empty1st أكتوبر 2018, 4:52 pm من طرف Reda

» بيان الإعجاز العلمى فى تحديد التبيان الفعلى لموعد ( ليلة القدر ) على مدار كافة الأعوام والآيام
الدجال و الفراعنه و الماسونيه الجزء الاول Empty1st يوليو 2016, 2:11 pm من طرف usama

» كتاب اسرار الفراعنة
الدجال و الفراعنه و الماسونيه الجزء الاول Empty20th يوليو 2015, 7:11 am من طرف ayman farag

» أسرار الفراعنة القدماء يبحث حقيقة استخراج كنوز الأرض ــ الكتاب الذى أجمعت عليه وكالات الآنباء العالمية بأنه المرجع الآول لعلماء الآثار والمصريات والتاريخ والحفريات ــ الذى تخطى تحميله 2300 ضغطة تحميل
الدجال و الفراعنه و الماسونيه الجزء الاول Empty12th يوليو 2015, 4:15 pm من طرف farag latef

» ألف مبروك الآصدار الجديد ( الشيطان يعظ ) ونأمل المزيد والمزيد
الدجال و الفراعنه و الماسونيه الجزء الاول Empty26th أبريل 2015, 5:20 pm من طرف samer abd hussain

» ألف مبروك اصداركم الجديد ( السفاحون فى الآرض ) الذى يضعكم على منصة التتويج مع الدعاء بالتوفيق دوما
الدجال و الفراعنه و الماسونيه الجزء الاول Empty26th أبريل 2015, 5:17 pm من طرف samer abd hussain

» الباحث الكبير رجاء هام
الدجال و الفراعنه و الماسونيه الجزء الاول Empty12th أبريل 2015, 11:14 am من طرف الخزامي

» بيان الإعجاز العلمى فى تبيان فتح مغاليق ( التوراة السامرية ـ التوراة العبرانية )
الدجال و الفراعنه و الماسونيه الجزء الاول Empty10th أبريل 2015, 6:11 am من طرف الخزامي

» الرجاء .. ممكن كتاب أسرار الفراعنة المصريين القدماء للباحث العلمي الدكتور سيد جمعة
الدجال و الفراعنه و الماسونيه الجزء الاول Empty24th فبراير 2015, 4:37 am من طرف snowhitco

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 77 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 77 زائر

لا أحد


[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 292 بتاريخ 7th أكتوبر 2024, 2:49 pm

دعاء الموقع

اللّهم اهدِنا فيمَن هَديْت و عافِنا فيمَن عافيْت و تَوَلَّنا فيمَن تَوَلَّيْت و بارِك لَنا فيما أَعْطَيْت و قِنا واصْرِف عَنَّا شَرَّ ما قَضَيت سُبحانَك تَقضي ولا يُقضى عَليك انَّهُ لا يَذِّلُّ مَن والَيت وَلا يَعِزُّ من عادَيت تَبارَكْتَ رَبَّنا وَتَعالَيْت فَلَكَ الحَمدُ يا الله عَلى ما قَضَيْت وَلَكَ الشُّكرُ عَلى ما أَنْعَمتَ بِهِ عَلَينا وَأَوْلَيت نَستَغفِرُكَ يا رَبَّنا مِن جمَيعِ الذُّنوبِ والخَطايا ونَتوبُ اليك وَنُؤمِنُ بِكَ ونَتَوَكَّلُ عَليك و نُثني عَليكَ الخَيرَ كُلَّه

أمى وبلدى ودمى وعشقى

زهرة المدائن
 

أعلن لموقعك هنا مجانا

الصورة الخلفية للفئات (اليسرى)

الصورة الخلفية للفئات (اليسرى)

الصورة الخلفية للفئات (اليسرى)


2 مشترك

    الدجال و الفراعنه و الماسونيه الجزء الاول

    amrharoun2009
    amrharoun2009


    عدد المساهمات : 18
    نقاط : 38
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 16/09/2010

    الدجال و الفراعنه و الماسونيه الجزء الاول Empty الدجال و الفراعنه و الماسونيه الجزء الاول

    مُساهمة من طرف amrharoun2009 24th نوفمبر 2010, 9:08 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم
    و الصلاة و السلام على خير الأنام و رسول الرحمن سيدنا محمد بن عبد الله ،
    أما بعد فإن أفضل الكلام كلام الله و خير الحديث حديث رسول الله ( علية الصلاة و السلام )،
    احمد الله و اشكر فضله علي عبده الفقير بان يسر له السبيل إلى لمحة من علم و تفضل عليه فيسر له السبيل بان يقرأ و يطلع على بعض ممن تفضل عليهم سبحانه بما شاء من علمه ، و رزقه القدرة على أن يعقل و يتفكر ،
    لست بعالم و لا فقيه و لكنني أحب العلم و الفقه و أحاول أن أطلع و اقرأ قدر ما ييسر لي الله سبحانه من ما شاء من علمه الذي تفضل و شاء لهم به ،
    كل ما سوف يرد بعد ذلك هو اجتهاد شخصي مؤيد قدر الاستطاعة بأقوال و اجتهادات و فتاوى العلماء و الفقهاء كل في مجال تخصصه ،
    فإن أصابت وجهة نظري و اجتهادي صواباً فمن الله وحدة لا شريك له في الفضل ،
    و إن أخطأت فمن نفسي و أسال الله العفو و المغفرة ، فإن لم أكن أهلا للعفو و المغفرة فهو سبحانه العفو الغفور ، من ذاته و صفاته اشتقت لفظا و خلقت الرحمة و العفو و المغفرة ،

    مقدمــــــــــة
    انتشرت في الآونة الأخيرة حمى علامات الساعة و قرب نهاية العالم و ظهور أولى علاماتها الكبرى كما أصطلح في ذلك علماء الأديان السماوية الثلاثة ،
    ألا و هو المسيح الدجال ،
    و قد كان لي شخصيا تجربه مع علامات الساعة لن أنساها ما شاء الله لي بالحياة في هذه الدنيا ،
    كنت أعيش حياة شبة لاهية لا ألتزم إلا بصلاة يوم الجمعة ، و لكن و الحمد لله لا ارتكب من المعاصي و الذنوب إلا الصغائر ، و أبعد عن الكبائر بحكم تربيتي و ما غرسه والداي غفر الله لهما في من أخلاق ،
    و ذات يوم رأيت أثناء نومي و كأنني قد استيقظت و فتحت نافذة حجرتي لأجد أن الشمس قد طلعت من المغرب و الناس يهرولون عرايا مذعورين فزعين في الشوارع فنزلت مذعورا فزعا مثلهم فإذا بي أجد شخص يقف مطمئناً باسماً ينظر إلى الناس و يقول " لن ينفع احد اليوم إلا عمله " ،
    فأستيقظ فزعا – في الحلم – و أهرع نحو النافذة لأفتحها و يتكرر ما سبق حرفيا ،
    تكرر هذا في الحلم – أو الرؤيا – ثلاث مرات حتى استيقظت فعلا و أسرعت نحو النافذة و جسدي ينتفض من الخوف لأجد الحمد و الشكر لله الشمس قد طلعت من المشرق ،
    فجلست أرضا و أنا في شبه ذهول لا أعرف هل ما زلت احلم ؟
    أم أنني قد استيقظت فعلاً ؟
    و شاء الله أن يهديني لأن أتوضأ و أصلي ،
    ظللت في حالة من الرعب ملتزم في الطاعات بعيدا عن المحرمات ،
    خائفاً من عاقبتي و نادماً على ما ضاع مني في لهو ،
    قررت هجران الدنيا و العكوف على العبادة فقط و تدارس علامات الساعة و أهوال يوم الدين ،
    و الاستماع و المطالعة لتفاسير كتاب الله ،
    و من رحمة الله أن يسر لي ، و لكل من أسعده الحظ في هذا الوقت ، الاستماع إلى إمام الدعاة و شيخ المائة عام " الإمام محمد متولي الشعراوي " ،
    و كان من مقولاته الشهيرة :
    " من مات فقد قامت قيامته "
    " الدنيا هي الفترة التي تمكث فيها بها منذ و لادتك حتى مماتك "
    " نعيم الدنيا و ملذاتها غير دائمة فهي إما تتركك أو تتركها أنت، أما نعيم و ملذات الآخرة فهو دائم لا يتركك و لا تتركه "
    " قال رسول الله (علية الصلاة و السلام) و ما معناه إذا قامت الساعة و في يد أحدكم فسيلة فليغرسها"
    و قد أطمأن قلبي بكلامه و هدأت و استقرت نفسي على العمل الصالح للتزود به للقائي المحتوم بالمولى عز و جل و ذلك بزوالي عن الدنيا أو زوالها عني خاصة بعدما عرفت أن أهوال يوم الدين لن تقوم إلا على شرار الناس بعد أن يبعث سبحانه ريح تقبض روح كل من في قلبه و لو ذرة من إيمان ،
    و ظللت على هذا المنوال بين عمل صالح و لهو قليل ثم تذكر و توبة طيلة ما يقرب من سبعة عشر عام حتى مع الذعر العالمي الذي عانى منه العالم قبل و أثناء انتهاء الألفية الثانية بعد الميلاد،
    لم يخرجني من صمتي و تجاهلي للتنبؤات و الحسابات التي يجزم أو يرجح أصحابها بقرب يوم الدين أو ظهور علاماته الكبرى إلا مؤخراً ، عندما أخذ إخوتي يلحون علي في مشاهدة مجموعة أفلام قصيرة تتحدث عن المسيح الدجال و قرب ظهوره بالأدلة و البراهين و عن ارتباط ذلك بتنظيم يهودي سري معروف بالماسونيه و الحضارة الفرعونية ،
    و على الفور تذكرت ما كتب فيلسوف العصر الأستاذ الدكتور مصطفى محمود رحمة الله رحمة واسعة بمقال له ضمن مجموعة مقالات عن علاقة نوادي اجتماعيه شهيرة ( الليونز و الروتاري ) واسعة الانتشار بتنظيم سري صهيوني يدعى الماسونية و ما لهذا بعلاقة عن مؤامرة اليهود الكبرى لإيقاع العالم في حروب و صراعات ليفني نفسه بنفسه تمهيداً لسيطرتهم عليه،
    كما تذكرت ما قاله الأستاذ الدكتور أحمد شلبي في كتاب له بعنوان اليهودية ضمن سلسلة كتب في علم مقارنة الأديان ، من أن الأحاديث النبوية التي بها ذكر لظهور المسيح الدجال - في نهاية الزمان كعلامة من علامات يوم الدين الكبرى – هي أحاديث أحاد لا يجوز الأخذ بها في أمر من أمور العقيدة مثل يوم الدين و علاماته و إنما هي إسرائيليات ،
    و أخيراً ذكرني هذا بالكتاب الذي صدر منذ فترة غير بعيدة للكاتب محمد عيسى داوود يجزم فيها أن المسيح الدجال قد ظهر و هو موجود الآن في جزيرة برمودا أحدى ثلاث نقاط تصنع المثلث الوهمي الشهير و المعروف بمثلث برمودا و الذي حدثت به حوادث الاختفاء الشهيرة و الأطباق الطائرة التي تظهر و تختفي ليست إلا أدوات رصد له للعالم الخارجي تمهيداً لظهوره قريباً جداً ليحكم العالم،
    هذه السلسلة السينمائية بعنوان " القادمون " The Arrivals و هي من إنتاج و إخراج مجموعة من الشباب الأمريكيون المسلمين و مقسمة على خمسة أجزاء كل جزء من عشرة أفلام قصيرة ، مبذول بها جهد كبير مشكور بداية من المادة الوثائقية إلى تجميع مقتطفات من الأحاديث التلفزيونية و البرامج التي تدور حول هذا الموضوع إلى اللقطات التي تم تصويرها بمعرفتهم إلى اللقطات الإيحائية و الموسيقى التصويرية المنتقاة من أشهر الأفلام السينمائية الأمريكية إلى المونتاج و باقي العناصر الأخرى التي تدخل في عالم و فن و صناعة السينما ،
    و هم يكررون في بداية و نهاية كل جزء أنهما ليسوا إلا منتجو أفلام و ليسوا علماء أو فقهاء ، و كل هدفهم من هذه الأفلام هو تنبيه العالم لمؤامرة كبيرة تدار بواسطة مجموعة من الناس هدفها السيطرة على العالم لصالح عدو غاشم من عالم أخر أتي لا محالة ليكون أول الغيث في المعركة النهائية الفاصلة بين الخير و الشر ، المؤمنين و الكافرين من الأنس و الجان ،
    و هذه السلسلة السينمائية هي من أكثر السلاسل و الأفلام مشاهدة و مشاركة على اكبر موقع لمقتطفات الفيديو على الشبكة الدولية للكومبيوتر INTERNET، و المعروف بـ U TUBE،
    و هذه السلسلة جهد كبير مشكور خاصة في جزئية الثاني و الثالث اللائي فيهن يتم أولا الكشف عن كيفية السيطرة الماسونية اليهودية على وسائل الإعلام لبث أفكار و معتقدات و أخلاقيات هدامة و مدمرة في شكل أنيق برئ و مبهر إلى أقصى حد في نفس الوقت ، عبر السينما و التليفزيون و القنوات الفضائية و الأغاني التي أصبحت بمثابة أساسيات في حياة كل بني آدم على ظهر كوكب الأرض إلا من رحم ربي ، و ذلك بالصوت و الصورة و باعتراف الكثير من الإعلاميين الشرفاء بأمريكا نفسها ،
    و كذلك الجزء الأخير الذين يتحدثون فيه عن الصراع المحتدم بين أغلب أتباع الأديان السماوية الثلاثة و كذلك بين طوائف و فرق و مذاهب الدين الواحد ، خاصة تلك التي اشتعلت مؤخراً بين السنة و الشيعة المسلمين و يدعوهم جميعاً لنسيان خلافاتهم الفرعية التافهة و الاتفاق و الاتحاد لمواجهة عدوهم الذي يتمثل حالياً في الماسونين و الصهيونية التي تؤجج نار الخلاف بينهم و تسعى جاهدة بالإضافة إلى هذا لهدم و تشويه كل معتقد ديني سماوي و إشاعة الإلحاد و الكفر بين الناس ،
    و لكن شيء ما غير منطقي لم يريحني منذ بداية هذه السلسلة الفيلمية حيث انه كان هناك وصف تاريخي لحركة الماسونية يعود بها إلى ما قبل الميلاد ، إلى عصور المصريين القدماء ( الفراعنة ) ، و يربط بين :
    1- المصريون القدماء و ما هو شائعا عنهم من احتراف و خبرة في السحر،
    2- ما هو معروف من أن الهرم الأكبر بنسبه الهندسية هو أفضل شكل هندسي لاستقطاب الطاقة الكونية و السحر بمعناه الشائع وهو الاستعانة بالجن للقيام بأعمال محرمة خارقة في عالم الأنس،
    3- انتشار البنايات الهرمية و الأهرامات المبنية حديثاً على نفس نسب و شكل الهرم الأكبر في جميع إنحاء العالم و خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية و كذلك الرسم الموجود على العملة الأمريكية و الذي يمثل هرم ناقص القمة تهبط علية القمة في شكل عين واحدة ،
    4- ما هو معروف من كون الولايات المتحدة الأمريكية هي أكبر و أهم ممول و مشجع للحركة الصهيونية العالمية و ما هو شائع عن أن الماسونية هي في الأصل حركة صهيونية يهودية ،
    5- ما هو متفق علية في الدين الإسلامي و اليهودي من أن أول علامات قيام الساعة هو ظهور شخص يتوجه اليهود ملكا و يخوض حربا ضد العالم اجمع ( أي كان مسمى هذا الشخص إذ يختلف فعند اليهود هو المسيح المخلص و عند المسلمين هو المسيح الدجال ) و ما هو شائع و قد أشيع مؤخرا من نظريات عن كون هذا الشخص لن يكون انسياً بل هو من الجن أو على الأخص ابن كبير الشياطين الملعون إبليس ،
    و ذلك في صورة قصة جميله ( لا سند أو برهان لها ) مختصرها أن بعض فرسان المعبد أثناء الحروب الصليبية التي دارت بين العرب ( مسلمين و نصارى ) و نصارى أوروبا قد عثروا على كتب السحر التي كان اليهود قد جاءوا بها من مصر - بعد خروجهم منها مع سيدنا موسى علية السلام و قام بدفنها من بعدة سيدنا سليمان علية السلام تحت عرشه في هيكله ( المزعوم ) بالقدس - و قرروا بناء على ذلك استغلالها و تكوين جمعية سرية هي الماسونية يكون غرضها هو تهيئة العالم لقدوم سيدهم و ملكهم المنتظر وكيل ووريث إبليس اللعين – المسيح الدجال – من عالم الجن ليحكم العالم و ذلك بنشر الفساد و الفاحشة بكل صورها بين البشر و تحسين صورة الملعون لدى الناس من خلال وسائل الإعلام و التكنولوجيا بكافة أنواعها ،
    هؤلاء الفتيه هم منتجو أفلام بارعون حقاً استخدموا سيناريو رسمه كثير من شيوخ العصر الحديث- و خاصة من كان محل إقامتهم بأمريكا – ليصنعوا هذه السلسلة الفيلمية الجميلة ،
    و أصدقكم القول إنني قد تأثرت بها فعلا ،
    و لكن لأن بي طبع غريب بعض الشيء - حيث أنني من كثرة ما قرأت من قصص و أراء و نقيضها لا أثق بقول أو بقصة إلا إذا كانت منطقيه و لها من الأسانيد و البراهين ما يؤيدها - قررت أن أتأكد من هذه القصة فقمت بالبحث عن ما يؤيدها في شبكة الانترنت ،
    فوجدت سلسلة فيلمية أخرى أسمها أم الفتن قام بصنعها و تقديمها مفكر أو باحث أو شخص ذي عقل يحب البحث أسمه أحمد الشورى ، وهي على قدر ما تؤيد إلى حد ما The Arrivals قدر ما هي مختلفة و غريبة إلى حد كبير،
    حيث أن احمد الشورى لا يقدم إلا رؤوس المواضيع و يركز أكثر على التاريخ المصري القديم و على أكثر الأمور جدالاً و غموضا به ألا و هم :
    1- الهرم الأكبر و كيفية بناءة ،
    2- العلم الذي كان لدى الفراعنة و أنهم وصلوا في العلوم إلى أقصى حد مستشهدا لما هو منحوت على احد الآثار المصرية القديمة ( الفرعونية ) من رسوم لطائرة هليكوبتر و سيارة و طبق طائر،
    3- اضمحلال و اختفاء هذا العلم بعد عصر الدولة الوسطى بانتهاء حكم أخناتون و اختفائه و كذلك زوجته نفرتيتي التي يظهر من تماثيلها أنها كانت تعاني من مشكله أو عيب بعينها اليمنى ،
    4- ربط اختفاء العلم و عيب عين نفرتيتي بما هو وارد في الأحاديث النبوية عن كون المسيح الدجال أعور العين ، و حديث الجساسه الشهير و واقعة ابن صياد اللذان يعرفهما كل من قرأ عن علامات الساعة و المسيح الدجال و سوف نذكرهما بالتفصيل في حينه ،
    5- فرعون موسى و طغيانه و ما هو معروف من كونه الملك المصري القديم الشهير باسم رمسيس الثاني و كونه ليس من نسل الملوك و انه واحد من الشعب ،
    6- ما هو مصور على جدران الصروح ( المعابد ) المصرية من صور لبعض ألهتهم - مثل حورس و قد ركز احمد الشورى على حورس خاصة فيما بعد - في شكل إنسان له رأس صقر أو رأس ثور أو خلافه ، و ما هو موجود بالعهد القديم من أن شياطين الجن قد أعجبتهم نساء الأنس فتزوجوا بهم و أنجبوا خليطا إنسيين لهم رؤوس حيوانات و لهم قدرات الجن الخارقة ،
    7- انتقال الحضارة و العلم و الرياده من مصر القديمة إلى روما و الحضارة الرومانية أوروبا و أمريكا بعد ذلك و ما يشاع مؤخراً من أن أصل الأسرة الحاكمة في بريطانيا من أصل فرعوني ،
    و مؤدى كل هذا أو ما يستنتجه الأستاذ احمد الشورى هو قصة جميله أيضا مختصرها أن العلم الذي أختص الله به ادم علية السلام - حيث انه سبحانه قد أعطى آدم العلم كله - قد تركز في مصر و به استطاع المصريون القدماء ( الفراعنة ) بناء الهرم الأكبر حتى استطاع الشياطين عن طريق زواجهم ببنات الإنس المصريات وإنجابهم كما قلنا سابقاً خليطا إنسيين لهم رؤوس حيوانات و لهم قدرات الجن الخارقة أن يجعلوا المصريين و خاصة حملة العلم يكفرون بالله و يعبدونهم و يسلموهم أسرار العلم الذي لديهم فيعطونه لكبيرهم أو ابن كبيرهم الملعون و الذي هو المسيح الدجال متجسداً في صورة الملكة نفرتيتي زوجة أخناتون ليهرب به إلى أوروبا بعد قتل أو موت أخناتون ، فيبدأ في تسريبه شيئاً شيئا عن طريق من يصطفيهم من أتباعه ليضفي عليهم صفة العلماء و يكون الفضل لهم في تطور البشرية و بالتالي تتاح لهم السيطرة على البشر رويدا رويدا حتى الوقت الذي يحددونه و يخططون له ألا وهو 21/12/2012 ليظهر ابن كبيرهم الملعون و تبدأ أحداث أكبر فتنة في تاريخ بني آدم ألا و هي فتنة المسيح الدجال التي حذر منها كل الرسل و الأنبياء و أمرنا خاتم الرسل و الأنبياء محمد عليه الصلاة و السلام بالاستعاذة منها دبر كل صلاة و أحداث النهاية و يوم الدين ،
    و من هاتان السلسلتان اتضح لي أن ما يقوم به كل منهم هو محاولة ربط أكثر الأمور غموضا و جدالاً في الماضي ( الحضارة المصرية القديمة ) و الحاضر ( جمعية الماسونية السرية ) و المستقبل( أحداث النهاية و المهدي المنتظر و المسيح الدجال ) ببعضها عن طريق خلط أو استخدام بعض المعاني و المفاهيم المختلطة والمتناقضة و أكثرها جدلاً و غموضاً ألا وهم :
    1- السحر و العلم
    2- الأنس و الجن
    ثماني مواضيع من أكثر الموضوعات غموضاً و إثارة للجدل في الماضي و الحاضر و المستقبل،
    و سو فنبدأ إن شاء الله و بعونه وحدة كما كان مولانا الإمام محمد متولي الشعراوي يحب أن يبدأ دائماً بتفسير المعاني و وضع أسس و قواعد ننطلق منها لفهم حقيقة الأمر ،
    و نظراً كما قلت لكثرة الجدال و النقاش في هذه الأمور لأنها من أكثر الأمور و المسائل غموضاً سوف نضع البحث في صورة سؤال و جواب مبسطين على قدر الإمكان ،
    س – ما هما القواعد أو الأصول التي سنرجع إليها في بحثنا هذا ؟
    ج –
    بما أن القضية أو المسالة التي نحن بصدد مناقشتها هي قضية عقائدية دينية بالدرجة الأولى سيكون بإذن الله تعالى مرجعنا في البداية و النهاية هو كتاب الله عز وجل " القرآن الكريم "،
    و ليس هذا عن تعصب ديني ، بل لأن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد من الكتب السماوية للأديان السماوية الثلاث الذي لم يتغير فيه حرف منذ خمسة عشر قرن ، و ليس له أكثر من نسخة مثل العهد الجديد " الإنجيل " ، أو مترجم عن لغة غير عربية و به روايات عن أحداث تاريخية لقوم أو شعب معين مثل العهد القديم " التوراة " ،
    ناهيك طبعاً عما به من إعجازات لغوية و علمية و تشريعية تثبت به انه من لدن المولى عز و جل و لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ،
    فإذا لم نجد أو لم نستطيع الوصول إلى غايتنا في كلماته ، فسوف نلجأ إلى الأحاديث النبوية عن رسول الله " محمد " علية الصلاة و السلام الصحيحة و المتفق عليها من علماء العقيدة ،
    ثم العهد القديم " التوراة " حيث انه من أقدم الكتب السماوية و به كثير من سرد للأحداث التاريخية و كذلك تفصيل لأحداث النهاية محاولين قدر الإمكان تجريد هذه النصوص أو مراعاة ما بها من تعصب لبني إسرائيل و تحريف ،
    ثم العهد الجديد " الإنجيل " ، ثم الكتب التاريخية و الأبحاث العلمية التي بها منطق صحيح و مؤيدة بالمستندات و التجارب الصحيحة ،
    ثم يجئ بعد هذا كله الرأي الشخصي الناجم عن استنتاجنا مما سبق و لمن شاء فليقتنع به أو يرفضه لكن إن رفضه فأرجو أن يصححه و يأتي بخير منه فليست غايتنا هي الاستئثار برأينا و لكن غايتنا هي الوصول للحقيقة قدر المستطاع بإذن الله تعالى،
    س- من أين سنبدأ بإذن الله تعالى ؟
    ج –
    سنبدأ من نقطة التقاء المجاهل و الأمور الغامضة السابقة الذكر ،
    سنبدأ من معنى و مصطلح غامض مختلط ،
    نفسر في البداية معناه اللغوي ثم المصطلح علية بين العامة و بين العلماء،
    ثم نشرع في وضع تعريف صحيح له مستعينين بالله أولا و أخيراً ثم بما أعطانا من أسباب القواعد التي أتفقننا عليها سابقاً،
    سنبدأ بإذن الله تعالى و عونه بالسحـــــر



    س – و ما هو السحـــــر ؟
    ج –
    السِحر في اللغة مشتق من كلمة أو لفظ السَحَر، و يطلق على الفترة التي تعقب صلاة الفجر حيث لا يمكن تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، أي النهار من الليل و هي التي تسبق بقليل شروق الشمس،
    و منها مشتق لفظ السحور و هو الطعام الذي يأكله الصائم قبل أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود ،
    أي هو الوقت الخداع الذي لا تستطيع أن تصفه نهاراً كان أم ليلاً،
    و من هذا المعنى قال العرب القدماء " سحرت الصبي " أي خدعته،
    و يقول الإمام الحافظ ابن حجر في كتابه "الفتح" أن العلماء اصطلحوا على تصنيف السحر إلى ثلاث أنواع ،
    سوف نسردهم هنا بتصرف و شرح مبسط و هم:
    1- استخدام حيل لصرف انتباه من يشاهده بينما يقوم الساحر بعمل شئ آخر يفاجئه به ، أو كما نقول بالعاميه هي خفة يد ، وهو الشائع ، كما يندرج تحت هذا التصنيف ما قد يستخدمه الساحر من بعض التقنيات أو القواعد العلمية للتاثير على من يشاهده و إقناعه بقيامه بأمور غير عادية أو خارقة،
    قال الله تعالى في كتابه العزيز:
    * " قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس و أسترهبوهم و جاءوا بسحر عظيم * و أوحينا إلى موسى أن ألقي عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون "
    * " قال بل ألقوا فإذا حبالهم و عصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى "
    2- ما يحدث عن التعاون مع الشياطين من الجن للقيام بأمور تبدو خارقة لنظرا لتفوق قدراتهم على قدرات الانس المحدودة ،
    قال الله تعالى في كتابه العزيز:
    * " و أتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان و ما كفر سليمان و لكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر"
    * عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
    (اجتنبوا السبع الموبقات). قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: (الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات). من صحيحي مسلم و البخاري
    3- ما يحدث بمخاطبة الكواكب و الأفلاك السماوية للتنبؤ ببعض الأمور ،
    * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    (( من اقتبس علما من النجوم، اقتبس شعبة من السحر. زاد ما زاد )). من سنن ابن ماجة



    و الآن لنرى ما قاله المولى عز و جل في القرآن الكريم،
    لقد ورد ذكر السحر بتصريفه ( سحر أو السحر أو سحروا أو سحرهم) في القرآن الكريم ( 20 ) مرة،
    شامل اتهام الكافرين للأنبياء و المرسلين بالسحر،
    و أشهر و أعم الآيات التي تتحدث عن السحر هي الآية التي بها تبرئة سيدنا سليمان من السحر و الآيات التي بها ذكر حادثة التحدي بين سيدنا موسى و السحرة،
    بسم الله الرحمن الرحيم
    1- " و أتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان و ما كفر سليمان و لكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر و ما انزل على الملكين ببابل هاروت و ماروت و ما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء و زوجه و ماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله و يتعلمون ما يضرهم و لا ينفعهم و لقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق " سورة البقرة آية ( 102 )
    2- " قالوا يا موسى إما أن تلقى و إما أن نكون نحن الملقين * قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس و أسترهبوهم و جاءوا بسحر عظيم * و أوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون * فوقع الحق و بطل ما كانوا يعملون" سورة الأعراف آية ( 116 )
    3- " فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر فإن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين " سورة يونس 81
    4- " .... إنه لكبيركم الذي علمكم السحر " سورة طه الآية 71
    5- " إنا أمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا و ما أكرهتنا عليه من السحر... " سورة طه الآية 73
    6- " ... و لئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين " سورة هود الآية 7
    صــــــدق الله العـــــــــظيم
    كما نجد في صحيح البخاري و مسلم عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها حديث مختصره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله ، حتى دعا الله سبحانه و تعالى فجاءه ملكان في صورة رجلين أخبراه أنه مطبوب و أن من طبه هو يهودي يدعى لبيد بن الأعصم وأن ما طبه به موضوع في بئر فذهب علية الصلاة و السلام في نفر من أصحابه إلى البئر فاستخرجوه و أبطله علية الصلاة و السلام ، و قيل أبطله بما أوحى الله إليه من سورتي الفلق و الناس ،
    و قد أعترض بعض العلماء على هذا الحديث و أضعفوه لقولهم أنه علية الصلاة و السلام معصوم من الناس وهو نبي فكيف يسحر النبي ؟ ،
    و هو قول مردود عليه بأن موسى عليه السلام أيضاً نبي و قد سحرت عينه كما سحرت أعين كل المشاهدين للتحدي بينه و بين سحرة فرعون فرأى حبالهم و عصيهم و كأنها حيات و ثعابين تسعى،
    مما سبق و بالنظر و التدبر في آية تبرئة سيدنا سليمان عليه السلام و آيات التحدي بين سحرة فرعون و سيدنا موسى عليه السلام، نجد أنه :
    1 – يوجد فعلا ما يمكن أن نطلق عليه سحر الخداع و الإغواء و هو ما أستخدمه سحرة فرعون لتضليل المشاهدين لهم بما فيهم سيدنا موسى عليه السلام و إيهامهم بأن الحبال و العصي تتحرك مثل الثعابين و الحيات بأن فعلوا مثل ما قال الإمام القرطبي وحشوها بالزئبق لتتحرك أو بأي طريقة أخرى فأبطل الله ما فعلوا من الإفك ( الكذب أو الخداع ) بأن حول عصى موسى لحية حقيقية و أمرها بأن تأكل الحبال و العصي المتمثلة إفكاً في صورة حيات و أفاعي ،
    2- و كذلك ما يوجد ما يمكن أن نطلق عليه سحر الإعاذة،
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( و إنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً ) صدق الله العظيم ،
    و هو ليس المقصود به تسخير الجن كما كان مسخرا لسيدنا سليمان عليه السلام ، بل هو نوع من التعاون و تبادل المصالح ، فهناك من الأنس من يعوذون ( يلجئون طلبا للعون و الحماية ) برجال من الجن ليعطوهم بعض متاع الدنيا الزائلة من مال أو نفوذ أو قوه بقدراتهم التي تتجاوز قدرات الإنس نظراً لطبيعة خلقهم و البعد الذي يعيشون فيه يروننا منه و لا نراهم ، و ذلك في مقابل أن يكفروا بالله عز و جل بطقوس أو بغير طقوس ( فهم بمجرد اعتقادهم بأن من بيده ضرهم أو نفعهم مخلوق غير الله يعوذون به و يلجئون إليه و يستعينون به فقد كفروا ) ، بسم الله الرحمن الرحيم
    (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم و ما كانوا مهتدين ) صدق الله العظيم
    3- كما أنه لا يمكن أن نطلق على النوع الثالث أسم سحر (و هو بمخاطبة الكواكب و الأفلاك السماوية ) فالمعروف عنه أنه يطلق عليه التنجيم و مُمارٍسُهُ كاهن و ليس ساحر و لكن كما قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فإن به شعبة من السحر حيث أن الكهانة بها إفك و خداع و إيهام بشيء غير حقيقي و قد تغري ممارسها بسحر الخداع و الغواية أو سحر الاستعاذة ليؤكد بها ما يدعيه ،
    4- بالتأمل و التدبر في آية براءة سيدنا سليمان عليه السلام من تهمة السحر و الكفر التي ألصقتها به الشياطين نجد
    أن العلماء قد اختلفوا في تفسيرها و كان اختلافهم على رأيين حول لفظ "ما " في قوله تعالى:
    " و ما أنزل على الملكين "،
    الرأي الأول
    فسر" ما " بأنها نافية أي لم ينزل السحر على الملكين،
    و المقصود بالملكين هنا هما جبريل و ميكائيل حيث أن اليهود كانت تقول أن السحر أنزل عليهما ببابل،
    و استدلوا على ذلك بنفي الله سبحانه و تعالى تهمة السحر و الكفر عن سيدنا سليمان عليه السلام في بداية الآية بلفظ " ما " حيث يقول سبحانه و تعالى " و ما كفر سليمان " ،
    كما أن الله سبحانه و تعالى لا ينزل من عنده شراً ليتعلمه الناس ،
    أما هاروت و ماروت فقد قال البعض أنهم قبيلتان من الجن وهو قول غريب كما يقول الإمام الحافظ أبن كثير ،
    و قال البعض أنهم قبيلتان من الأنس ببابل تعلما السحر من الشياطين ، حيث أن " و ما أنزل على الملكين " تكون جملة اعتراضية القصد منها نفي أن يكون السحر قد انزل على جبريل و ميكائيل ، و يكون التفسير كالآتي :
    " الشياطين كفروا يعلمون من الناس قبيلتي هاروت و ماروت ببابل السحر "

    الرأي الثاني
    ذهب إلى أن ما ليست نافيه و أن المقصود بها أن السحر أنزل على الملكين هاروت و ماروت ببابل ،
    و أوردوا القصة المشهورة عن الملكين و مختصرها:
    " أن الله سبحانه و تعالى لما خلق آدم قالت الملائكة ، كما هو وراد أول في سورة البقرة :
    " أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك "
    و كان ذلك سراً في أنفسهم و علمه الله فما كان إلا أن :
    " علم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء عن كنتم صادقين "
    ثم بعد أن كثر بنو آدم و كثرت ذنوبهم قال الملائكة لما يفضل الله هذا المخلوق علينا و قد كثرت ذنوبه و معاصيه و نحن لا نعصيه سبحانه طرفة عين و نسبح بحمده،
    و كان ذلك أيضاً سراً في أنفسهم و علمه الله فما كان إلا أن أختار من الملائكة أثنين هم هاروت و ماروت و بث أو خلق فيهما شهوة بني آدم ثم أنزلهم للأرض ببابل ،
    فوجدا بها امرأة جميلة جداً تدعى الزهرة فراوداها عن نفسها فرفضت إلا بعد أن يسجدا لصنم فرفضا،
    فظلت تراودهما حتى شربا خمرا فلما سكرا سجدا للصنم و وقعا بها
    فعاقب الله المرأة بأن مسخها كوكبا، و خير الملكين بين عقاب الدنيا و عقاب الآخرة فاختارا عقاب الدنيا،
    فهما معلقان حتى الآن بين جبلين ببابل عقاباً لهما و الذي يأتيهما يعلماه السحر فتنة من الله "
    قصة مأخوذة من أحاديث غير معلوم صحتها غير واردة بأي من الصحيحين ( البخاري و مسلم ) و لم يرد بأي منها أن الله تعالى قد أنزل السحر على هذين الملكين،
    و المتأمل في هذه القصة يجد أنها إلى حد كبير من المصطلح على تسميته بين العلماء " إسرائيليات "، و هي الأحاديث الموضوعة من قبل اليهود و المأخوذة عن التوراة و تم نسبتها إلى الرسول علية الصلاة و السلام،
    و بهذه الأحاديث كثير من الافتراءات على رسل الله و ملائكته و ذاته سبحانه و تعالى عما يشركون،
    لكن العبد الفقير لله له رأي أخر غير أراء السلف من أساتذة المفسرين و التي سار عليها كثير من أساتذة المفسرين المحدثين، مع احترامي و تقديري لهم جميعاً و اعترافي بأنني لست نداً لهم و لو بمقياس واحد على المليون،
    و رأيي الشخصي ( وله من وجهة نظري ما يدعمه)،
    هو و الله اعلم أن هناك أمر آخر تعلمه الشياطين للناس اقترن بالسحر وهو " ما أنزل " على الملكين ببابل،
    أمر آخر غير السحر، لأننا إذا تأملنا في نص الآية جيداً نجد أن:
    1- نص الآية :
    " الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر و ما أنزل على الملكين ببابل "
    مشابه لقول:
    " المدرسون يعلمون التلاميذ الحساب و ما توصل إليه العلماء في مجال التكنولوجي "
    فهذا شيء و هذا شيء آخر،
    و ما يدعم استنتاجنا هذا عبارة " أنزل على الملكين " ،
    فكلمة " أنزل " قد وردت (83) مرة في القرآن الكريم و كلها تقريبا تنزيل من الله عز و جل بالخير ( إما مطر أو كتاب أو علم أو سلطان )،
    و سبحانه لا ينزل على عباده ( من البشر أو الملائكة ) شيء ليتعلموه أو يعلموه إلا خيراً ،
    إذا فما نزل على الملكين ببابل ليس شر بل الذين يتعلمونه من الناس و الذين يعلمونهم من الشياطين هم الذين يستخدمونه في الشر و الكفر،
    " و يتعلمون ما يضرهم و لا ينفعهم "
    2- " إنما نحن فتنة فلا تكفر"
    فما هي الفتنة ؟
    الفتنة ابتلاء من الله لعبادة بالخير أو بالضر، ليميز الخبيث من الطيب،
    و ليس تمييز علم ، سبحانه و لكن تمييز لإقامة الحجة و الدليل على من يقعون فيها ،
    فالمال فتنة و الأولاد فتنة( قلت أو كثرت )، والصحة فتنة و السلطة فتنة( قلت أو كثرت )،
    " و اعلموا أنما أولادكم و أموالكم فتنة و أن الله عنده أجر عظيم " سورة الأنفال
    " أنما أولادكم و أموالكم فتنة و أن الله عنده أجر عظيم " سورة التغابن
    " فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثُم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ... " سورة الزمر
    " فأما الإنسان إذا ما أبتلاه ربه فأكرمه و نعمه فيقول ربي أكرمني و أما إذا ما أبتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانني " سورة الفجر
    ( و لنا بإذن الله تعالى وقفة مع الفتن عند وصولنا إلى " فتنة المسيح الدجال " بالتفصيل بمشيئة الله )
    و كذلك العلم فتنة ،
    فهل أبالغ حين أقول أن ما أنزل على الملكين ليس بسحر بل هو علم ؟
    علم لدني ليس بعلم وضعي و لا شرعي (و سوف نأتي على شرح و تفصيل أنواع العلم عند حديثنا عنه بإذن الله)،
    علم مثل الذي أوتي العبد الصالح ( الخضر ) و ذهب إليه سيدنا موسى عليه السلام ليتعلمه منه ،
    " فوجدا عبداً من عبادنا أتيناه رحمة من عندنا و علمناه من لدنا علما " سورة الكهف
    و مثل الذي عند وزير سيدنا سليمان عليه السلام و تفوق به على قدرات العفريت الذي من الجن،
    " قال الذي عنده علم من الكتاب أنا أتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك "
    و لينتبه القارئ جيداً قلت مثل و ليس هو نفس العلم،
    و لنسترجع معاً الجزء الأخير من قصة الخضر مع سيدنا موسى،
    " و أما الجدار فكان لغلامين يتيمن في المدينة و كان تحته كنز لهما 0000 "
    الم يكن في وسع الخضر أو أي شخص مكانه لديه هذا العلم أن يستعمل العلم الذي عنده استعمال آخر و يأخذ الكنز ؟
    و لا تنسوا أن إبليس عليه لعنة الله كان عالماً و وصل بعلمه لمرتبه عاليه تمكنه من أن يكون مع الملائكة ،
    و كذلك كان قارون صاحب القصة الشهيرة ،
    " قال إنما أوتيته على علم عندي " ،
    إذن فهناك علم و هناك سحر ( سحر الإعاذة ) و هناك علم يسخر لخدمة السحر ( سحر الخداع ) ،
    إذن فما هو العلم ؟
    هل مللتم أم أكمل ؟

    س - ما هو العلم ؟
    ج-
    العلم في اللغة مشتق من فعل عَلِــمَ بمعني عرف أو فهم أو أستوعب أو أدرك،
    و قد أصطلح العلماء على تقسيم العلم إلى ثلاثة فروع رئيسية و هي من الأدنى للأعلى:
    1- علم أو علوم وضعية:
    و يندرج تحتها كل العلوم التي وضعها البشر استنادا إلى القواعد و الثوابت التي تم اكتشافها من القوانين التي وضعها الله عز و جل في مخلوقاته ( بشر أو حيوان أو جماد أو نبات ) ،
    مثل الطب و الهندسة و المحاسبة ..... الخ،
    بسم الله الرحمن الرحيم
    " الشمس و القمر بحسبان " سورة الرحمن
    " و السمـــــاء رفعها و وضع الميزان " سورة الرحمن
    " وهو الذي جعل الشمس ضيــاءاً و القمر نوراً و قدره منازل لتعلموا عدد السنين و الحساب " سورة يونس
    " و جعلنا الليل و النهار آيتين فمحونا آية الليل و جعلنا آية النهار مبصراً لتبتغوا فضلاً من ربكم و لتعلموا عدد السنين و الحساب " سورة الإسراء
    صدق الله العظيم
    2- علم أو علوم شرعية:
    و يندرج تحتها كل العلوم التي وضعها البشر لفهم و استخراج و استنباط الأحكام و الحدود و القوانين من الرسالات المنزلة وحياً من الله على من اصطفى من عبادة من الرسل ،
    مثل علم الحديث و علم الفقه و علم المواريث ..... الخ،
    بسم الله الرحمن الرحيم
    "الرحمن * علًمَ القرآن * خلق الإنسان * علمه البيان " سورة الرحمن
    " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها " سورة محمد
    " وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحيُُُ يوحى " سورة النجم
    " و ما أتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا ... " سورة الحشر
    صدق الله العظيم
    3- علم أو علوم لدنيه:
    و يندرج تحتها كل العلوم التي يعلمها الله سبحانه لمن يشاء و يصطفي من عبادة مباشرة و سميت لدنيه لأنها من لدن الله عز و جل لا دخل لاستنباط البشر بها ،
    بسم الله الرحمن الرحيم
    " و لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شـــــــــاء " آية الكرسي من سورة البقرة
    " فوجدا عبداً من عبادنا أتيناه رحمة من عندنا و علمناه من لدنا علما " سورة الكهف
    " قال الذي عنده علم من الكتاب أنا أتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك "
    " و علم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين " سورة البقرة
    صـــــــدق الله العــــــــــظيم
    و لا يشترط أن يكون من انعم الله عليه بالعلم اللدني لديه قوانين و قواعد لهذا العلم ،
    مثل العبد الصالح " الخضر " ، الذي أنعم الله عليه بقواعد و قوانين ما أنعم الله عليه به من علم لدني ،
    لذلك أرشد الله إليه سيدنا موسى عليه السلام ليتعلم منه، و لو لم يكن لديه قواعد و قوانين لهذا العلم اللدني ما قال له سيدنا موسى عليه السلام : "هل اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشداً " سورة الكهف
    فقد ينعم الله على من يشاء من مخلوقاته بالعلم في صورة وحي أو إلهام،
    أي ينعم الله عليه باستخدام العلم فقط و ليس بقواعده و أصوله،
    و شتان بين معرفة قواعد و قوانين العلم و استخدامه،
    فلا يشترط أن أكون عالماً بقوانين الكهرباء كي استخدمها، و لا عالماً بقوانين الميكانيكا كي أركب سيارة،
    و قد يكون العلم في صورة موهبة،
    مثل موهبة قراءة الأفكار أو التأثير في الناس أو تحريك الأشياء بدون لمسها.... الخ،
    هل العلم اللدني هو علم الغيب ؟
    نعم
    و قبل أن يتهمني أحد بالكفر أو السفسطة، أود أن أبين بعض النقاط،
    أولا :
    نعم لا يعلم الغيب إلا الله ،
    و لكن الم يقل سبحانه:
    " و لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شـــــــــاء " آية الكرسي من سورة البقرة
    ثانياً :
    تعالوا نحاول أن نفهم معنى كلمة " علم الغيب"،
    إن العلم كما قلنا سابقاُ معناه مشتق من فعل " علم " أي فهم أو أدرك أو أستوعب أو عرف،
    أما الغيب فهو كل ما غاب عن إدراكنا أو فهمنا أو حواسنا،
    إذن علم الغيب هو إدراك أو معرفة أو تعلم ما غاب عن إدراكنا، أليس كذلك ؟
    إن كل علم شرعي أو وضعي قبل أن يأذن الله لعبد من عباده بان يكشف عن قوانينه و قواعده كان علم غيب أو علم من علوم الغيب ،
    و قد أجمع كل علماء العلم الشرعي و الوضعي بأن كل ما أكتشف من قواعد و قوانين لعلوم حتى الآن ما هو إلا نقطة في بحر العلم الكلي،
    و الذي هو نقطة في محيط من علم الله سبحانه و تعالى ،
    " و يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا " سورة الإسراء
    و لأن أثار استخدام هذه العلوم اللدنيه و كذلك قوانينها مجهولة لأغلب الناس فهي بالنسبة لهم مثل السحر أو بمعنى أصح مثل ما هو شائع عندهم من مفهوم للسحر،
    فالشائع عند أغلب الناس عن السحر:
    أن ممارس يستطيع أن يسخر الجن بسحره لخدمته و فعل ما يأمرهم به،
    ( أو ليس هذا ما كان الله – سبحانه و تعالى - قد أنعم به من استخدام لعلم لدني على سيدنا سليمان عليه السلام ؟)
    و يستطيع كذلك بسحره أن يعرف عن الناس أشياء خاصة لا يعرفها أحد سواهم،
    ( أو ليس هذا أيضاً ما كان الله – سبحانه و تعالى - قد أنعم به من استخدام لعلم لدني لسيدنا يوسف عليه السلام ؟)
    " و كذلك يجتبيك ربك و يعلمك من تأويل الأحاديث " سورة يوسف
    " قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلك مما علمني ربي " سورة يوسف
    كما يستطيع أن ينقل الأشياء و الأشخاص من أماكن إلى أماكن أخرى في طرفة عين،
    ( أو ليس هذا أيضاً ما كان الله – سبحانه و تعالى - قد أنعم به من استخدام لعلم لوزير سيدنا سليمان عليه السلام ؟)
    " قال عفريت من الجن أنا أتيك به قبل أن تقوم من مقامك و أني عليه لقوي أمين * قال الذي عنده علم من الكتاب أنا أتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رءاه مستقراً عنده قال هذا من فضل ربي "
    و أيضاً يستطيع أن يجعل الأشياء و الأشخاص تبدو للناظر في صورة غير حقيقتها أو يخفيها،
    ( و إن هذا فعلا لمن قدرات الساحر لأنه من الخداع و الوهم كما فعل سحرة فرعون قبل أن يؤمنوا عندما تبين لهم أن ما فعله سيدنا موسى علية السلام ليس خداع بل هو قدرة إلهية قلبت المادة الصماء الجامدة – العصا – إلى كائن حي يأكل و يتنفس )
    و على هذا المنوال يعزي الناس أي شيء غير مألوف و يبدو لهم خارق للعادة إلى السحر و السحرة،
    و لذلك أتهم كل العلماء العظام في أوروبا في أوائل القرن الثامن عشر بالسحر و كان عقابهم الحرق أحياء،
    و حرقت كتبهم و أبحاثهم ،
    و لذلك نجد هناك دائماً خلط بين العلم و السحر ،
    و بين القدرة الإلهية في معجزاته سبحانه لأنبيائه و رسله و السحر،
    و قد اتهم كل الأنبياء بلا استثناء بالسحر،
    و لكن لماذا سيدنا سليمان عليه السلام خاصة الذي نزلت فيه آية تبرئة من تهمة الكفر لممارسة السحر ؟
    سيدنا سليمان عليه السلام هو ثاني ملك نبي في تاريخ بني إسرائيل و قد وهبه الله سبحانه و تعالى ملكاً لم يؤتى مثله أي ملك أو نبي من بعده ،
    بسم الله الرحمن الرحيم
    " و لقد فتنا سليمان و القينا على كرسيه جسداً ثم أناب * قال ربي أغفر لي و هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب * فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب * و الشياطين كل بناء و غواص * و آخرين مقرنين في الأصفاد " سورة ص
    صدق الله العظيم
    المتأمل و المتدبر في هذه الآيات التي يخبرنا فيها المولى عز و جل عن سيدنا سليمان و ملكه،
    يجد أنه قبل أن يهب الله لسيدنا سليمان ملكه الذي لم ينبغي لأحد من بعده قد فتن سيدنا سليمان أي عرضه لمحنه،
    فإذا نظرنا إلى تاريخ بني إسرائيل و أقوال المفسرين في هذه الآيات وجدنا الآتي:
    " ورث سيدنا سليمان عليه السلام الملك عن أبيه داوود عليه السلام الذي كان أول ملك و نبي في تاريخ بني إسرائيل و ذلك لما أتاه الله من العلم و الحكمة و كانت آية بداية ملكه أن فصل في نزاع بين أثنين من بني إسرائيل و حكم بينهم حكماً خير من حكم أبيه ،
    و كانت علامة ملكه في خاتمة الذي عليه أسم الله الأعظم و الذي يعطيه القوة و الملك، و كان إذا دخل الخلاء لقضاء حاجته خلعه و أعطاه لجارية له حتى يعود و لكن ذات مرة وهو في الخلاء تمثل شيطان من مردة الجن في صورته و اخذ الخاتم من الجارية ثم جلس على كرسيه و أرتدي الخاتم فصدقت بني إسرائيل و الجن انه هو و لم يستطيع سيدنا سليمان أن يسترد ملكه مرة أخرى إلا بعد أن دعا الله و تاب من أن يكون قد أصاب نفسه شيء من الغرور من ملكه الذي وهبه الله له و هو القادر على أن يسلبه إياه و قتما يشاء سبحانه،
    بل و زاده سبحانه في ملكه بأن سخر له الرياح و جعل له بأذنه سلطان على مردة الجن الكفرة ( الشياطين ) لا المؤمنين منهم فقط يسجنهم و يقيدهم في الأصفاد إن شاء "
    فإذا راجعنا هذا مع ما ورد في مستدرك الحاكم عن هاروت و ماروت ،
    ] و هي رواية من خمس روايات ( في سنن البهيقي و سنن ابن حبان و مصنف بن أبي شيبه و مسند الإمام احمد و مستدرك الحاكم ) لقصة هاروت و ماروت التي قرنها الله سبحانه و تعالى ببراءة سيدنا سليمان من تهمة السحر التي أدعتها عليه الشياطين ليبروا للناس ملك سليمان و سلطانه عليهم ، ورد في أربع منها قالوا ما قلنا سابقاً في الرأي الثاني لتفسير الآية عند حديثنا عن السحر و قلنا ما نرى – و الله أعلم – بأن بها شبهة كبيرة من كونها من الإسرائيليات [
    " إن هاروت و ماروت ملكين أنزلهما الله الأرض ليحكما بين الناس فكانا يفعلان هذا بالنهار فلما يأتي الليل يصعدا إلى السماء مرة أخرى و كانت الزهرة امرأة جميله و ذات نفوذ في أهل بابل فلما رأتهما جاءت إليهم فأعجبا بها و راوداها عن نفسها فأبت إلا أن يعلماها بما يطيرا في السماء و كانا يفعلا ذلك باسم الله الأعظم فأخبراها فلما نطقت به طارت في السماء فمسخها الله كوكبا أحمر و خير الملكين بين عذاب الدنيا و عذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا "
    نجد هنا في ثنايا الرواية و التفسير قاسم مشترك هو سر ملك سيدنا سليمان عليه السلام و هو ما أفشياه الملكان و عوقبا بسببه في الدنيا ،
    إنه كما قلنا سابقاً علم،
    العلم باسم الله الأعظم ،
    هل أبالغ ؟!
    لا أظن و الله اعلم،
    و حتى أبرهن أكثر على ما أقول تفكروا معي في الآتي،
    و لنقرنه بما توصلنا إليه سابقاً،
    بسم الله الرحمن الرحيم
    " و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك قال أني أعلم ما لا تعلمون * و علم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين * قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم*قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال الم لكم أني اعلم غيب السماوات و الأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون" صدق الله العظيم

    1 - عندما خلق الله تعالى آدم عليه السلام فضله و ذريته على إبليس و ذريته وكذلك الملائكة و أمر كل المخلوقات الحاضرين لواقعة الخلق - و هم الملائكة ( المجبرين اختيارا) و كذلك إبليس عليه لعنة الله الذي كان في مكانة لم يسبقه إليها أحد ( حتى لحظة خلق الله لآدم ) لعلمه و عبادته التي تفوق بها على قبيلة و بني جنسه من الجن – أن يسجدوا له ( انحناء تحية و احترام لمن تكرم المولى عليه و خلقة بيديه لا سجود عبادة ) ، فامتثلت الملائكة لأمر الله و أبى الملعون و كانت حجته تبجحا على الله عز و جل علانية :
    " قال أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين " سورة ص

    2- سأل الملائكة المولى عز و جل - بعد إطاعتهم لأمره لهم بالسجود ( لكونهم مجبرين اختيارا للطاعة ) و عصيان إبليس و لعنه بطردة من مكانته العالية بين الملائكة و حرمانه من رحمة الله - عن حكمته في خلق آدم و تفضيله عليهم بأن جعله خليفة في الأرض من دونهم و هم الذين يسبحون بحمد الله و يقدسوه و لا يعصوه طرفة عين بينما هذا المخلوق المختار يمكن أن يفسد في الأرض ،
    فقال لهم سبحانه بان لديه من العلم ما لم يعلمه لهم ( فهو بالنسبة لهم علم غيب ) و قد علمه لهذا المخلوق و لذا فهو قد فضله عليهم " بالعلم اللدني الذي علمه سبحانه و تعالى له مباشرة " ،
    و أود أن أقول لمن ينظر إلى ظاهر آية الخلق في سورة البقرة فيقول إن حدث السجود قد سبقه حدثين آخرين هما حدثا سؤال الملائكة لله تعالى عن حكمة خلقة لخليفة في الأرض و تعليم المولى عز و جل لآدم،
    أن بن كثير قال في تفسيره أن حدث السجود - و امتثال الملائكة لأمر المولى عز و جل و عصيان الملعون كما قلنا سابقاً - سابق لحدث السؤال و التعليم،
    إذن فما العلم الذي علمه الله لآدم عليه السلام و فضله به و ذريته على الملائكة و أعلم علماء الجن ؟
    "و علم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين "
    الأســـــــــــــــمـــــــاء !!!!
    يقول بن كثير في تفسيره على لسان أغلب علماء التفسير من السلف ، أن الله سبحانه علم آدم أسماء المخلوقات كلها ( مثلا رجل ، كلب ، شجرة ، حجر .....الخ حتى الفسوة و الفسية ) و كذلك صفاتها و أفعالها ،
    أنا آسف و لكن هذا التفسير أو الشرح لم يكن و لن يكون مقنعا لي أبدا، لأنني أراه غير منطقي،
    فهل يعقل أن ملائكة الله لا يعلمون مسميات المخلوقات التي خلقها المولى عز وجل ؟
    و لنفرض هذا،
    فهل الملعون إبليس الذي هو اعلم الجن و وصل إلى أن كان مع الملائكة نظراً لعلمه و عبادته لا يعلمها ؟
    و لنفرض هذا أيضا ،
    ألا يكون من المنطقي أنه بعد أن أنبأهم آدم بأسماء المخلوقات و صفاتها و أفعالها لم يعد هناك لديه علم يفضل به عليهم بعد أن علموه هم من آدم بعد أن علمه هو من الله ؟
    إنني - و الله أعلم - اقول أن مفتاح الإجابه عن سؤال ما هي الاسماء التي علمها الله تعالى لآدم هي ما قاله الله تعالى للملائكة بعد أن عرض عليهم الأسماء ؟
    " أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين"
    و لنحاول ان نركز جيداً على كلمة إن كنتم صادقين ؟
    صادقين بماذا ؟ ،
    بقولهم للمولى عز و جل عند سؤالهم عن حكمة خلقه لخليفة في الارض :
    1- أنه سوف يفسد في الأرض و يسفك الدماء ،
    2- و انهم يسبحون بحمده و يقدسوه عز و جل ،
    فبما يكون التسبيح و التقديس لله عز وجل ؟،
    اليس بأسماءه و صفاته سبحانه و تعالى ؟،
    لذلك فإن التفسير الوحيد الذي أجده مقنعا هو ما قاله الباحث العلمي دكتور سيد جمعه في إطار نظريته " التكامل الطبائعي" ( و لمن شاء فليراجعها على موقعه www. Aleijazat.com ) ،
    و مفادها أن ما علمه الله سبحانه و تعالى لآدم عليه السلام و فضله به على كل مخلوق
    abugabr
    abugabr
    عضو جديد
    عضو جديد


    عدد المساهمات : 5
    نقاط : 8
    السٌّمعَة : 3
    تاريخ التسجيل : 19/11/2010

    الدجال و الفراعنه و الماسونيه الجزء الاول Empty رد: الدجال و الفراعنه و الماسونيه الجزء الاول

    مُساهمة من طرف abugabr 25th نوفمبر 2010, 4:16 am

    شكرا للباحث القدير على أفكاره الجديدة

      الوقت/التاريخ الآن هو 21st نوفمبر 2024, 5:19 am