القنابل الذكية.. هدية أمريكية للعرب

الباحث العلمى سيد جمعة: مدير عام الموقع; عدد المساهمات : 6279
نقاط : 4031
السٌّمعَة : 91
تاريخ التسجيل : 10/09/2008
الموقع : مصر

مساهمة رقم 1

القنابل الذكية.. هدية أمريكية للعرب

مُساهمة من طرف الباحث العلمى سيد جمعة 31st ديسمبر 2008, 10:11 am

استخدم سفاحو إسرائيل القنابل الذكية الأمريكية الغبية في غاراتهم الوحشية علي الشعب الفلسطيني في غزة. دليلا جديداً علي التواطؤ الأمريكي مع إسرائيل الهادف إلي فرض الاستسلام علي العرب. والفلسطينيون منهم. لتمرير مخططات الهيمنة الأمريكية والتوسع الإسرائيلي علي حساب الشعوب العربية وآمالها في الحرية والاستقلال والتقدم كسائر الشعوب الأخري.
في الوقت نفسه. تقف الولايات المتحدة الأمريكية بكل ثقلها حجر عثرة في طريق اتخاذ مجلس الأمن الدولي موقفا مسئولا يتفق مع الواجب والضمير يتمثل في مطالبة إسرائيل بالوقف الفوري للمجزرة البربرية التي تمارسها في غزة. وتحاول واشنطن بذلك إفساح المدي الكافي للآلة العسكرية الإسرائيلية كي تنجز مهمتها في الاجهاز علي فصائل المقاومة الفلسطينية. تماما مثلما فعلت واشنطن عندما حرضت إسرائيل وزودتها بالقنابل الذكية نفسها وبالغطاء السياسي كي تدمر وتجهز علي المقاومة الوطنية اللبنانية طوال 33 يوما.. وهو مالم يتحقق.
إن الدور الأمريكي المتواطيء مع إسرائيل لا يخفي علي أحد. فهو سافر سفور القنابل الذكية المدمرة لمنجزات الشعوب العربية في لبنان والعراق بالأمس وفي غزة اليوم ولكن هذه القنابل الذكية غبية في الوقت نفسه لأنها لا تدرك حقيقة خلدها التاريخ وهي أن القوة مهما بلغت لا تهزم الحق أبداً.

الباحث العلمى سيد جمعة

الباحث العلمى سيد جمعة: مدير عام الموقع; عدد المساهمات : 6279
نقاط : 4031
السٌّمعَة : 91
تاريخ التسجيل : 10/09/2008
الموقع : مصر

مساهمة رقم 2

رد: القنابل الذكية.. هدية أمريكية للعرب

مُساهمة من طرف الباحث العلمى سيد جمعة 31st ديسمبر 2008, 10:13 am

أسوأ كوارث العام 2008 ليس فقط الأزمة المالية والاقتصادية وتداعياتها ولكن ما يحيط بذلك كله من عمليات فساد ونصب واحتيال واضاعة أموال خاصة وعامة بسبب الطمع والجشع وعدم السرقة.
وحكاية الريان الأمريكي برنارد مادوف نموذج علي الطمع والجشع الذي امتد إلي السوق الأمريكية وقد استطاع ان يجمع 50 مليار دولار لشركة انهارت فجأة مع تداعيات الأيام الأولي للأزمة المالية.
وقد حدث هذا في السوق الأمريكية والتي تضم أكثر من 6 هيئات للرقابة علي أسواق المال والمصارف وغيرها والمهم ليس فقط اجهزة الرقابة ولكن الأهم التنفيذ وان تؤدي هذه الأجهزة دورها بكفاءة ولكن يبدو ان لغة الفساد المالي كانت أقوي فقد قام هذا الرجل بإنشاء شركة وهمية جمع لها 50 مليار دولار.
وتوالت الأحداث وانكشف المستور وكان يعطي الفائدة للقدامي من أموال الجدد كما كانت تفعل شركات توظيف الأموال في مصر في الثمانينيات وظهرت مرة أخري في الخانكة بالقليوبية والجيزة وأسيوط ودخلت مجال كروت شركات المحمول وضاعت أموال وفقد البعض كل ثروته وربما آخر ما نتذكره هو الريان الشريك لابن الوزير الذي قام والده بتسوية بعض الأوضاع وهرب المتهم الحقيقي خارج الحدود ومن أسف ان مادوف صاحب شركة الاستثمار أو صندوق التوظيف الأمريكي خدع شركات وبنوكا وهيئات قدمت له عن طيب خاطر أموالها للاستثمار وآخر ضحايا مادوف هذا الرجل الفرنسي الذي فقد 5.1 مليار دولار في الصندوق الملعون وحبس في شقته وانتحر حزنا وكمدا.
أما مادوف أو ريان أمريكا فقد ظهر في صورة مختلفة ويبدو متمسكا ولم ينكر جريمته واحيل إلي المحكمة بتهمة الاحتيال والفساد وقررت المحكمة فرض الاقامة الجبرية عليه وسمحت له فقط بمغادرة شقته للضرورة وخصوصا لزيارة محاميه وأجبر الريان الأمريكي علي تسليم جواز سفره ووضع في معصمه سوار اليكتروني لمراقبة تحركاته وافرجت المحكمة عنه بضمان مالي 10 ملايين دولار ومنها شقة يملكها في نيويورك تبلغ قيمتها 7 ملايين دولار وسلمت زوجته جواز سفرها وتم رهن ممتلكاتها العقارية في نيويورك وبالم بيتش في فلوريدا.
ومن المؤلم ان مؤسسة بيكور وهي احدي المؤسسات التعليمية الرائدة في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تمول ابحاثا علمية في جامعات الولايات المتحدة الأمريكية وقد أعلنت انها ستغلق ابوابها بسبب هذه الخسارة وشركات وبنوك وأفراد من أوروبا وامريكا يحددون الآن حجم خسارتهم بعد أن ظهر مادوف وهو لا يملك ما يرد به هذه الأموال لأصحابها.
وربما يري البعض في هذه الكارثة أمرا عاديا ولكنها تكشف ان جزءا كبيرا من الأزمة المالية العالمية يرجع إلي الفساد والانحراف المالي وفي الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بتسويق خبراتها في الرقابة المالية وتقدم النصائح لدول أخري بالتزام الرقابة والاشراف علي المؤسسات المالية ولكن يبدو ان المثل الشائع في مصر والذي يقول "باب النجار مخلع" فإن الولايات المتحدة وكارثة مادوف كانت الأجدر بهذه النصائح.
والأمر لا يتعلق بعدم وجود بنوك قوية.. فالبنوك في الولايات المتحدة تكاد تزاحم المطاعم ولا يخلو شارع أو حي من العديد من البنوك المختلفة وهل يمكن ان يعود هذا إلي الهرولة بحثا عن مكسب سريع ودون فحص أو دراسة هل الثقة الزائدة في النظام المالي سابقا كانت سببا في هذه الأزمة وغيرها وباعتبار أنه في ظل اقتصاد أكبر دولة في العالم لا يمكن ان يحدث مثل هذا الخداع والنصب والاحتيال ولم أشعر بالدهشة لما جري لأن السؤال الذي كان يجب أن يظهر مع بداية الأزمة المالية هل هناك علاقة بين ما جري والفساد.
وقد لا أكون بعيدا عن الحقيقة أن يتم تملق مادوف ويختفي أو ربما ينتحر بعد ان عجز عن تقديم المدخرات التي قام بجمعها ولا يمكن ملاحقته وأسرته وحتي ولو تم هذا فإن ما لديه من عقارات وممتلكات حتي الآن لا يكفي شيئا وستقول المحاكم الأمريكية للضحايا انتظروا أو ربما تقول لهم.. لم نجد لديه شيئا وعفا الله عما سلف.
وربما تستعين أسرة مادوف والمحامي الموكل له بالخبرة التي نجح بها محامون مصريون في الدفاع عن لصوص توظيف الأموال القدامي والجدد واصبحوا الآن ينعمون بأموال وثروات الآخرين الذين يتجرعون اليأس والمرارة والاحباط ويقدم بعضهم علي الانتحار فقد أصبح فقيرا بعد أن كان صاحب أموال.
وماذا نقول الا أنه جزاء وعقاب للجشع والطمع سواء كان هذا لضحايا النصب والغش في مصر أو في أمريكا وهي صفحات ستظل مفتوحة لتكشف إلي أي مدي خسر هؤلاء وتكشف عن ثروات خفيفة للبعض وآخرون خسروا وأصبحوا يتسولون لمواجهة نفقات المعيشة العادية.
انها معركة الفساد التي يمكن أن تكون علي سلم الأولويات حتي يمكن بناء نظام مالي عالمي جديد لا يظهر فيه نصابون محترفون أو شركات وهمية أو تدليس وخداع والاغتراف من المال العام والهروب خارج الحدود.
ما أظلم من يعطيك من جيبه
ليأخذ من قلبك