موقع الباحث العلمى : سيد جمعة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شــــعار الموقـــــع

تعلموا العلم فإن تعلمه خشية ، وطلبه عبادة ، ومذاكرته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة .. لذلك أبوابنا مفتوحة لكافة الديانات الإلهية .. وجميع منتدياتنا داخل الموقع  مفتوحة للجميع دون قيد أو شرط أجبارى للتسجيل حيث قد وهبنا كافة علومنا لله تعالى كصدقة جارية لنفس آمى ونفسى ، ولا نسألكم سوى الدعاء لنا بالستر والصحة وأن يغفر الله ماتأخر وما تقدم من ذنوب ولله الآمر من قبل ومن بعد .
الباحث العلمى
سيد جمعة
 

حكمـــة الموقـــــع

يزرع الجهل بذرا فتحبوا أغصانه مفترشة عروشا لكروش البهائم   
وتزرع الحكمة بذرا فتستقيم غصونا ملؤها عبير رياحين النسـائم

جديد اصدارات الموقع

 
أهــم المــواضيع الأخــيرة
 
أحدث اصدارات الهيئة المصرية
العالمية للإعجاز العلمى فى
 الرسالات السماوية
      كتـــــــــاب
تأليف الباحث العلمى سيد جمعة
الصورة الخلفية للفئات (اليسرى)
الصورة الخلفية للفئات (اليسرى)

المواضيع الأخيرة

» الآسماء العظمى والآسم الآعظم - علانية لآول مرة على مر تاريخ كافة العصور
الخلاف والآختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في شروط الحديث الصحيح Empty1st أكتوبر 2018, 4:52 pm من طرف Reda

» بيان الإعجاز العلمى فى تحديد التبيان الفعلى لموعد ( ليلة القدر ) على مدار كافة الأعوام والآيام
الخلاف والآختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في شروط الحديث الصحيح Empty1st يوليو 2016, 2:11 pm من طرف usama

» كتاب اسرار الفراعنة
الخلاف والآختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في شروط الحديث الصحيح Empty20th يوليو 2015, 7:11 am من طرف ayman farag

» أسرار الفراعنة القدماء يبحث حقيقة استخراج كنوز الأرض ــ الكتاب الذى أجمعت عليه وكالات الآنباء العالمية بأنه المرجع الآول لعلماء الآثار والمصريات والتاريخ والحفريات ــ الذى تخطى تحميله 2300 ضغطة تحميل
الخلاف والآختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في شروط الحديث الصحيح Empty12th يوليو 2015, 4:15 pm من طرف farag latef

» ألف مبروك الآصدار الجديد ( الشيطان يعظ ) ونأمل المزيد والمزيد
الخلاف والآختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في شروط الحديث الصحيح Empty26th أبريل 2015, 5:20 pm من طرف samer abd hussain

» ألف مبروك اصداركم الجديد ( السفاحون فى الآرض ) الذى يضعكم على منصة التتويج مع الدعاء بالتوفيق دوما
الخلاف والآختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في شروط الحديث الصحيح Empty26th أبريل 2015, 5:17 pm من طرف samer abd hussain

» الباحث الكبير رجاء هام
الخلاف والآختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في شروط الحديث الصحيح Empty12th أبريل 2015, 11:14 am من طرف الخزامي

» بيان الإعجاز العلمى فى تبيان فتح مغاليق ( التوراة السامرية ـ التوراة العبرانية )
الخلاف والآختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في شروط الحديث الصحيح Empty10th أبريل 2015, 6:11 am من طرف الخزامي

» الرجاء .. ممكن كتاب أسرار الفراعنة المصريين القدماء للباحث العلمي الدكتور سيد جمعة
الخلاف والآختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في شروط الحديث الصحيح Empty24th فبراير 2015, 4:37 am من طرف snowhitco

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 40 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 40 زائر

لا أحد


[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 292 بتاريخ 7th أكتوبر 2024, 2:49 pm

دعاء الموقع

اللّهم اهدِنا فيمَن هَديْت و عافِنا فيمَن عافيْت و تَوَلَّنا فيمَن تَوَلَّيْت و بارِك لَنا فيما أَعْطَيْت و قِنا واصْرِف عَنَّا شَرَّ ما قَضَيت سُبحانَك تَقضي ولا يُقضى عَليك انَّهُ لا يَذِّلُّ مَن والَيت وَلا يَعِزُّ من عادَيت تَبارَكْتَ رَبَّنا وَتَعالَيْت فَلَكَ الحَمدُ يا الله عَلى ما قَضَيْت وَلَكَ الشُّكرُ عَلى ما أَنْعَمتَ بِهِ عَلَينا وَأَوْلَيت نَستَغفِرُكَ يا رَبَّنا مِن جمَيعِ الذُّنوبِ والخَطايا ونَتوبُ اليك وَنُؤمِنُ بِكَ ونَتَوَكَّلُ عَليك و نُثني عَليكَ الخَيرَ كُلَّه

أمى وبلدى ودمى وعشقى

زهرة المدائن
 

أعلن لموقعك هنا مجانا

الصورة الخلفية للفئات (اليسرى)

الصورة الخلفية للفئات (اليسرى)

الصورة الخلفية للفئات (اليسرى)


    الخلاف والآختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في شروط الحديث الصحيح

    الباحث العلمى سيد جمعة
    الباحث العلمى سيد جمعة
    مدير عام الموقع
    مدير عام الموقع


    عدد المساهمات : 6279
    نقاط : 4031
    السٌّمعَة : 91
    تاريخ التسجيل : 10/09/2008
    الموقع : مصر

    الخلاف والآختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في شروط الحديث الصحيح Empty الخلاف والآختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في شروط الحديث الصحيح

    مُساهمة من طرف الباحث العلمى سيد جمعة 25th سبتمبر 2008, 7:15 am

    إن الاختلاف في شروط الحديث الصحيح عند الفرقتين قد ساهم في زيادة الفجوة بينهما لكون الحديث مصدر من مصادر التشريع . فقد أفتى علماء سنّة بموجب أحاديث ترى الشيعة أنها غير صحيحة ، وبالمقابل أفتى علماء شيعة بموجب أحاديث ترى السنّة أنها غير صحيحة .

    وتعتبر السنّة كتب الحديث لديها صحاح لكونها جُمعت وفق شروط معينة ، وتعتبر صحيح البخاري الكتاب الثاني بعد القرآن الكريم . بينما الشيعة لا يطلقون كلمة صحاح على كتب الحديث لديهم ، ويقولون أن ما من كتاب حديث إلا وفيه الضعيف والمكذوب ، وبالتالي فأن الحديث الصحيح هو ما يوافق القرآن الكريم أو لا يتعارض معه . ويعتبر أُصول الكافي أحد أبرز كتب الحديث عند الشيعة .


    إن مفهوم الحديث الصحيح قد اختلف بين السنّة والشيعة ، فأسلوب تقييم الحديث مختلف بين الفرقتين . ومع أنهما وضعتا شروطاً للحديث الصحيح تتعلق بسند الحديث ومتن الحديث ، إلا أن كلتا الفرقتين وضعت في الاعتبار أمور أخرى . فمثلاً في القرن الثاني للهجرة عندما بدأ علماء السنّة في جمع وتصنيف الحديث ، رفض بعضهم قبول بعض الأحاديث لمجرد وجود راوي من الشيعة ضمن سند الحديث ! كما أن علماء السنّة وضعوا في اعتبارهم حساسية الخلفاء العباسيين وبغضهم لأئمة أهل البيت ، فقللوا الرواية عنهم وعن فضائلهم . ومن ضمن العلماء محمد بن إسماعيل البخاري الذي ترك مقولةً لتبقى شاهدة على العصر حينما قال : تركت من الصحاح ما هو أكثر !! ولعل أسباب ترك البخاري لأحاديث صحيحة يعود إلى كونه وقع تحت تأثير رواسب بغض الإمام علي الذي خلّفه الأمويون لدى الناس على مر سبعين عاماً من حكمهم للمسلمين ، إضافةً لكراهية الخلفاء العباسيين له ولأئمة أهل البيت الذين كانوا مصدر خطورة على حكمهم . وقد لعب إعلام السلطة آنذاك دورا مؤثراً في تهميش دور أهل البيت عامة والإمام علي خاصة ، فأسدلوا الستار على خلافته للمسلمين كرابع الخلفاء مما أدى ذلك إلى تخلي الكثير من المسلمين السنّة عن اعترافهم به إلى أن جاء الخليفة العباسي المأمون الذي أظهر حبا للعلويين ، فتحدث العلماء في فضائل الإمام علي دون خوف وأعيد له مكانته كخليفة رابع للمسلمين .



    تدوين الحديث

    زعم علماء سنّة أن الرسول (ص) لم يأذن بكتابة الحديث ، فقالوا بأن الصحابة استأذنوا الرسول (ص) ليكتبوا الحديث فلم يأذن لهم وقال لا تكتبوا عني غير القرآن فمن كتب غير القرآن فليمحه !! ومعللين هذا السبب وراء تأخر جمع الحديث إلى عهد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز عام 99 للهجرة . حيث أمر بجمع الحديث بعد أن بلغت الروايات المكذوبة أضعاف الروايات الصحيحة ولم يعد بالإمكان الفصل بينها . لذلك حاول عمر بن عبد العزيز إنقاذ ما يمكن إنقاذه بأن أمر بالتدوين فظهرت كتب الحديث في منتصف القرن الثاني ، فيها الغث والسمين !

    إن الذين زعموا أن الرسول (ص) لم يأذن بكتابة الحديث قد أدانوا أنفسهم من حيث لا يدرون ، فإن كان ما يعتقدونه صحيحاً من أن الرسول (ص) نهى عن كتابة الحديث فإن كل كتب الحديث بدعة !! والبدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، لأن الله تعالى قال " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " إذ كيف يفعلون ما نهوا عنه ؟!! فإن قيل إن الحاجة دعت لجمع الحديث ، فإن الله ورسوله كانا أعلم بحاجة الناس ، وإن قيل أنه كان اجتهادا ، فلا اجتهاد أمام النص ، وعليه يعتبر البخاري مبدع وكذلك مسلم وكل من جمع الحديث !

    إن منطق منع الرسول (ص) من كتابة الحديث لا يتفق مع الواقع ، ويبدو واضحاً أن المراد من ذلك تبرير فعل عمر بن الخطاب الذي أحرق الأحاديث التي جمعها من الصحابة أثناء خلافته والتي كانت ستضع حدا للوضع والزيف. وإلى جانب حرقه هدد عمر كل من يروي الأحاديث ! فقد هدد أبا هريرة وقال له لتتركن الحديث عن رسول الله (ص) أو لألحقنك بأرض دوس ( منتخب كنز العمال ج4 ص61 ) . كما أنه كان يطلب من والولاة أن يقللوا الرواية عن النبي (ص) ، وكان كلما يسمع أحدا يروي عن رسول (ص) ، يغضب منه بحجة أنه لم يسمع هذه الرواية ويهدده بطلب شاهدين وإلا يضربه ‍!! وأصبحت رواية الحديث في عهد عمر نوعاً من المجازفة .

    يروي ابن كثير أن أبا هريرة كان يقول إني لأحدث أحاديث لو تكلمت بها في زمان عمر أو عند عمر لشج رأسي وقال صالح بن أبى الأخضر عن الزهري عن أبى سلمة سمعت أبا هريرة يقول ما كنا نستطيع أن نقول قال رسول الله ص حتى قبض عمر ( البداية والنهاية ج: 8 ص: 107 ) .

    لقد كان عمر بن الخطاب ظاهراً وباطناً يحارب توثيق الأحاديث النبوية ، مما سنحت الفرصة للأمويين وعلى رأسهم معاوية لوضع الأحاديث وفقاً لما تقتضيه مصالح بني أمية ، ويؤكد على ذلك توقع عمر بنفسه حينما قال ( ليعورن بنو أمية الإسلام حتى لا يُعرف أين يذهب أو أين يجيء ) بسبب الظروف التي هيئها لهم نتيجة منع كتابة ورواية الحديث .

    لقد دلت الروايات على أن الرسول (ص) لم يمنع كتابة الحديث بل كان يشجع على كتابة الحديث ، فقد رُوي عن أبي هريرة عندما طعن فيه الناس لكثرة ما روى من الأحاديث ، علل أبو هريرة ذلك أنه كان فقيراً لا تجارة له فكان ملازماً للنبي (ص) طوال الوقت وكان ذلك السبب في أنه سمع منه أحاديث كثيرة وقال أن عبد الله بن عمرو بن العاص هو الوحيد الذي يعرف أكثر منه لأن عبد الله كان يكتب الأحاديث أما أبو هريرة لم يكن يكتب لأنه لا يعرف الكتابة . هذه الرواية التي أخرجها البخاري وباقي الصحاح تفند الرأي القائل بأن النبي (ص) منع كتابة الحديث ، فإن كان عبد الله بن عمرو بن العاص يكتب الحديث بناء لقول أبي هريرة فلماذا لم يمنعه الرسول (ص) ؟!! ثم أن الصحابة الذين كتبوا الأحاديث التي أحرقها عمر ، ألم يعلم عنهم النبي (ص) فلم لم يمنعهم ؟! وهل يعقل أن يكون هؤلاء الصحابة قد خالفوا النبي (ص) ولم يكن مثالياً إلا عمر بن الخطاب الذي أحرق الأحاديث ؟!!

    لقد كانت زوجة النبي حفصة ممن لديها أحاديث مكتوبة وكذلك عائشة ، هل يعقل إنه لم يعلم النبي (ص) عنهما فيحرق ما كتبتا من أحاديث ؟!!

    روى الحاكم النيسابوري أن عبد الله بن عمرو بن العاص كان يكتب ما يسمعه من النبي (ص) فقال له بعض الصحابة : أتكتب كل ما تسمع من بشر يتكلم في الغضب والرضا ؟ فأخبر عبد الله بن عمرو بن العاص رسول الله (ص) فأشار (ص) بإصبعه إلى فمه وقال (ص) : أُكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا الحق .( مستدرك الحاكم ج1 ص105 ) .

    إن النبي (ص) أراد أن يكتب بنفسه حديثاً في رزية يوم الخميس عندما قال لهم آتوني بكتاب ودواة أكتب لكم كتاب لن تضلوا بعده أبداً ، لكن عمر بن الخطاب الذي كره كتابة الحديث منع الرسول (ص) ذلك اليوم أن يكتب حديثه . ولو ترك عمر رسول الله (ص) يكتب ذلك الكتاب ، لما دعت الحاجة بعده لصحيح البخاري أوغيره للبحث عن الأحاديث الصحيحة من الموضوعة التي دونت من الوضّاعين والمنافقين والمارقين على الدين ، بل توجه الناس إلى أهل بيت النبوة مصدر الحديث . فالرسول (ص) كان على وشك أن يكتب كتابا يحدد بموجبه الثقلين حيث لن يضل المسلمون بعده أبدا . ولكن بسبب عمر وحزبه لم يتم ذلك ، فاختلف المسلمون فيما بعد في الثقلين .
    الثقلين نموذج للاختلاف بين الفرقتين




    يعتبر حديث الثقلين نموذج للاختلاف بين السنّة والشيعة ، حيث يزعم علماء السنة أن حديث الثقلين نص على أنهما كتاب الله وسنّة النبي (ص) ، فقد روى مسلم وآخرون عن الإمام مالك ( صاحب المذهب المالكي ) أن الرسول (ص) قال إني تاركُ فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي . أما الشيعة فيستشهدون بروايات كثيرة أخرى أخرجها علماء السنة أيضا مثل مسلم والترمذي وابن ماجه وابن حنبل والحاكم النيسابوري وغيرهم .

    إن حديث الثقلين في واقع الأمر يُعد باباً أو مدخلاً مهماً ورائعاً للالتقاء وتوحيد الفرقتين السنّة والشيعة ، ونبذ الخلافات بينهم . فلو تباحث علماء السنّة والشيعة معاً في الثقلين من أجل الوصول إلى الحقيقة ، لأمكن نبذ الخلافات الطائفية بينهما ، ولأصبح المسلمون جميعاً فرقة واحدة . فحديث الثقلين الذي لا تختلف السنّة والشيعة إلا في تحديد ثقل واحد ، فإن السنّة والشيعة قريبين جداً في مضمون ما اختلفوا فيه . فإذا كان الاختلاف في أن الثقل الآخر هو سنتي أو عترة أهل بيتي ، فإن أهل البيت هم أدرى بسنّة النبي (ص) وكما يقول المثل (أهل مكة أدرى بشعابها) . فإذا تمسّك أهل السنة بعترة أهل البيت لن يبتعدوا عن السنّة النبوية المطهرة ، أما السنّة النبوية ما عليها اليوم فقد احتوت على أحاديث ضعيفة وأخرى موضوعة يقر بذلك علماء السنّة أنفسهم ، لذلك من الصعب على الشيعة الأخذ بها والتخلي عن عترة أهل البيت المبينين للسنة النبوية . ومما يدعو إلى التفاؤل بإمكانية توحيد الفرقتين السنّة والشيعة من خلال هذا الحديث هو أن موضع الاختلاف في الحديث بين الطرفين لا يثير الحساسية لدى الطرفين .

    إن المنطق والدلائل تُرجح أن الثقلين هما كتاب الله و عترة أهل البيت ، وفقاً لأسلوب جمع الحديث الصحيح لدى الطرفين . فالثقلين عند السنّة تروى بقسمين ، قسم فيها لفظ ( سنتي ) وقسم آخر ( عترة أهل البيت ) . ونسبة الروايات التي فيها ( عترة أهل البيت ) تفوق نسبة الروايات التي جاءت فيها ( سنتي ) ( أنظر مسلم ج7 ص122 ، الترمذي ج2 ص308 ، مسند أحمد ج2 ص17 ، مصابيح السنة ج2 ص204 ، تاريخ بغداد ج8 ص 443 ، المستدرك ج4 ص109 ، الصواعق المحرقة ص 136 ، مشارق الأنوار ص 146تفسير ابن كثير ج3 ص486 ، وغيرهم ) . وبالمقارنة بين الروايتين يتضح بأن الثقل الآخر هو عترة أهل البيت وفقا لعدة أسباب .

    الباحث العلمى سيد جمعة
    الباحث العلمى سيد جمعة
    مدير عام الموقع
    مدير عام الموقع


    عدد المساهمات : 6279
    نقاط : 4031
    السٌّمعَة : 91
    تاريخ التسجيل : 10/09/2008
    الموقع : مصر

    الخلاف والآختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في شروط الحديث الصحيح Empty رد: الخلاف والآختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في شروط الحديث الصحيح

    مُساهمة من طرف الباحث العلمى سيد جمعة 25th سبتمبر 2008, 7:15 am

    أولا - المقارنة وفقاً لشرط صحة الحديث :

    وضع الشيخان البخاري ومسلم ضمن شروط صحة الحديث أن يكون السند متصلاً إلى رسول الله (ص) .


    إن حديث (كتاب الله وسنتي أو كتاب الله وسنة نبيه) عند أهل السنة ينقطع سنده عند الإمام مالك وهو ليس صحابيا ، وبين زمن ولادة مالك وزمن رسول الله (ص) أكثر من سبعين عاماً ومالك عندما بدأ كرجل دين كان بينه وبين زمن النبي (ص) حوالي مائة عام . وسند حديث ( كتاب الله وسنتي ) ينتهي عند مالك ، وهذا يخالف الشرط الذي وضعه كل من الشيخين البخاري ومسلم في صحة الحديث ، ومع أنه يُعد حديث مرسل ، إلا أنه أعتمد عند السنة كأقوى حديث !! بينما حديث ( كتاب الله وعترة أهل البيت ) الذي أخرجه مسلم وغيره ، فإن هذا الحديث متصل السند إلى رسول الله (ص) ومكتمل الشروط وعن عدة طرق إلا أنه لا يأخذ به !!

    إن حديث (كتاب الله وسنتي) الذي يُروى عن طريق الإمام مالك ، لم يذكر مالك من أبلغه وعن من ، فهل يعقل أن يُأخذ بحديث مرسل ويُترك حديث سنده صحيح متصل ؟!!

    إن مصدر الحديث (كتاب الله وسنتي) بلا شك مرتبط بمالك ، وقد يكون متن الحديث قول يرجع لمالك نفسه وليس لرسول الله (ص) . فقد يكون مالك عندما كان يدرِّس تلامذته قال لهم : إني تركت فيكم كتاب الله وسنة نبيه . تيمنا بقول الرسول (ص) " إني تارك فيكم كتاب الله وعترتي أهل بيتي " ، ولما مات مالك اعتقد تلامذته أن قول مالك ( إني تارك فيكم كتاب الله وسنة نبيه ) كان حديثا نبويا فدونوه في الموطأ على هذا الأساس ، ولذلك كتبوا عن مالك أنه بلغه لأنهم لم يجدوا السند متصلا . ويؤكد ذلك إن تلامذة مالك كثيرا ما اختلفوا في أقواله ، فكان البعض من تلاميذه لا يوافقون كل ما يدون عن مالك من أحاديث ، فعندما كان أحد تلامذته يجمع الأحكام كان تلميذ آخر ينهره ويقول له اتقي الله فإن هذه الأحاديث ليس عليها علم ( جامع بيان العلم ج2 ص195 ) .

    لقد أحتوى موطأ مالك على الكثير من الأحاديث الضعيفة ، قال ابن حزم : في موطأ مالك أحاديث ضعيفة قد رواها جمهور العلماء ( مفتاح السنة للخولي ص24 ) ، وفي موطأ مالك 1720 حديث منها 228 حديث مرسل ينتهي السند عند شخص تابعي لم يرى الرسول (ص) ، ويقول هذا التابعي سمعت بدون أن يذكر ممن سمع من الصحابة ، وكذلك منها 285 حديث هو أقوال للتابعين . أما الأحاديث التي ينتهي سندها إلى النبي (ص) فهي 600 حديث فقط ( أنظر الأمام الصادق والمذاهب الأربعة ج1 ص556 ) .

    وأما الروايات التي سندها متصل عن غير مالك ، فقد ثبت أنها كلها فيها راوي أو أكثر ضعيف أو كذاب منكر متروك الحديث ، ولم يخرج الشيخان حديثهم وحسبك الذي البخاري لم يخرج حديث الثقلين ، مما ينم عن علمه بصحة حديث العترة الذي يخالف خطه . فلو رأى أن الحديث سنتي لما تهاون في إخراجه!

    ثانيا المقارنة وفقاً للمنطق :

    قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، و { ( سنتي ) ( عترتي أهل بيتي ) } ألا و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ".

    دلت مفردات الحديث أن التمسك بالثقلين معاً من شأنه عدم ضلال المسلمين ، كما دلت أيضاً أن الثقلين لن يفترقا حتى يردا على رسول الله (ص) على الحوض يوم القيامة . وقد خلت بعض الروايات في الحديث ( كتاب الله وسنتي ) من الفقرة الأخير التي هي عدم الافتراق حتى يردا على الحوض ، ولكن بحكم أنهما ثقلان لن يضل من يتمسك بهما لابد أن تكون لهما صفة الملازمة والديمومة حتى يوم القيامة ، وعليه فإن الفقرة " لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض " واقع مؤكد في الحديث الشريف . إذن فهناك مدلولين في الحديث الشريف ، الأول إن التمسك بهما يضمن عدم الضلال ، والآخر أن الثقلان متلازمان حتى يردا على الحوض عند رسول الله (ص) يوم القيامة .

    إن العنصر الأول ( لن يضل المسلم إذا تمسك بالثقلين ) لو طُبِّق على أن الثقلين هما ( كتاب الله وسنتي ) فإن الواقع خالف ذلك فقد ضل المسلمون وانقسموا فرقاً وأحزاباً منذ العهد الأموي وتغيّرت السنّة النبوية المطهرة فلم يدرك الناس أية فرقة منها تتبع السنّة النبوية ليتبعها كي لا يضل ، ففي الوقت الذي عرف الناس أحد الثقلين ، فقد احتاروا في الثقل الآخر لأن كل فرقة تدعي أنها تنتهج سنة النبي (ص) وفي نفس الوقت تختلف كثيراً في فقهها عن الفرقة الأخرى وأصبحت سنة النبي (ص) 73 سنَّة على عدد الفرق ، فتفرقت ( سنتي ) عن كتاب الله !! فكتاب الله يوحد المسلمين و( سنتي ) تقسمهم إلى 73 سنّة ، وأصبح المسلمون يعانون من عدم وضوح السنّة النبوية المطهرة منذ العهد الأموي إلى اليوم بسبب كثرة الأحاديث الضعيفة المكذوبة على رسول الله (ص) مما أدى إلى كثرة الفتاوى تتناقض بعضها حتى في مسألة واحدة . لذلك لابد أن يكون الرسول (ص) قد علم بما سيجري على سنته من تغيير فكانت الحاجة إلى حديث الثقلين ( كتاب الله وعترتي أهل بيتي ) ليحمي أمته من الضلال وعليه أوصى المسلمين أن يتبعوا كتاب الله وعترة أهل بيته الحافظين والمحافظين على سنته الصحيحة وبالتالي فهم الضمان لكي لا يضل من يتمسك بهما ، فبهذا أوصاهم .

    أما العنصر الثاني ( لن يفترقا حتى يردا على الحوض عند الرسول ص ) وهي صفة التوافق والديمومة لو طُبِّق على أن الثقلين هما كتاب الله وسنتي فإن الواقع خالف ذلك أيضاً فقد رُوي عن الرسول (ص) الكثير من الأحاديث كانت في الماضي تعد من الأحاديث الصحيحة يفتي العلماء بموجبها ، بينما اعتبرت ضعيفة فيما بعد خاصة بعد تصحيح علماء معاصرين أمثال الألباني ، فكيف رأى الأولون موافقتها للقرآن وكيف رأى الألباني وغيره أنها ضعيفة لا توافق القرآن ؟!! إن عبارة " لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض" تستبعد أن يكون الثقل الآخر ( سنتي ) إذ كيف تأتي السنّة يوم القيامة إلى الحوض ؟!! ولماذا ؟! وما سيكون شكلها ؟! لقد دلت الروايات أن القرآن الكريم يشفع يوم القيامة حيث يكون نور في وجوه المؤمنين لكن لم تذكر أية رواية أن السنّة النبوية يكون لها حضوراً معنوياً أو مادياً يوم القيامة ، فكيف ترد إلى الحوض ؟! وما الحاجة إليها ؟! وبالمقابل فإن أهل البيت يعلمون تأويل القرآن لكريم فالحاجة ماسة إليهم لمعرفة الأحكام الشرعية لكيلا يبتعد الناس عن منهج القرآن الكريم وحضورهم يوم القيامة على الحوض مؤكد . وقال (ص) عن الإمام علي " علي مع القرآن والقرآن مع علي " ، لذلك فأهل البيت وكتاب الله لم يفترقوا إلى يوم القيامة ولهذا أوصى الناس بأن يتمسكوا بهم لكيلا لا يضلوا ، كما أن ورودهم يوم القيامة على الحوض عند رسول الله (ص) واقع محتوم كما بيّنا.



    ثالثا المقارنة وفقا للأحداث

    إن حديث الثقلين الذي قال فيه النبي (ص) " ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي " كان الرسول (ص) بصدد كتابته على ورقة في رزية يوم الخميس عندما قال " آتوني بكتاب ودواة أكتب لكم كتاب لن تضلوا بعده أبداً " ، فقد أراد أن يكتب الثقلين لكن عمر بن الخطاب منعه بشدة من أن يكتب ، فقال عمر حسبنا كتاب الله ( أحد الثقلين ) ، ولو كان الثقلان هما كما يزعم علماء السنّة ( كتاب الله وسنتي ) لقال عمر ( حسبنا كتاب الله وسنّة نبيه ) لكنه نطق بأحد الثقلين فقال ( حسبنا كتاب الله ) كما جاء في الروايات .

    لقد كان عمر ضد الثقل الآخر (عترة أهل البيت) لأنه كره أن يكون الإمام علي خليفة بعد النبي (ص) ، فمنع لكي لا يتمسك الناس بالثقل الآخر وبالتالي تسنح له الفرصة بالخلافة .

    أن حديث الثقلين الذي قال فيه النبي (ص) " لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض " استخدم النبي نفس العبارة خاص بالإمام علي في حديث آخر حيث قال (ص) " علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض " (مستدرك الحاكم ج3 ص124 ، تاريخ بغداد للبغدادي ج14 ص321 ، الصواعق المحرقة لابن حجر ص191 ) . ويؤكد هذا الحديث أن الثقل الثاني هم أئمة أهل البيت التي رمز إليها النبي (ص) في الحديث السابق بشخص الإمام علي إن رواية كتاب الله وسنتي قد تكون من اختراع مالك حيث ذكر سنتي بدلا من عترتي لبغضه للإمام علي الذي ظهر جليا عندما لم يروي حديثاً واحداً للإمام علي !! يؤكد ذلك قول مالك أن أفضل الناس بعد الرسول (ص) أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم قال هنا يتساوى الناس يريد بذلك أن يقول إن الإمام علي شأنه كشأن باقي الناس أي ليس له أفضلية لا على أبي بكر ولا عمر ولا عثمان ولا أحد من المسلمين ‍‍‍!! وهذا بالطبع يناقض حقيقة الفضائل الكثيرة للإمام علي التي ذكرها أصحاب الصحاح وغيرهم من المؤرخين . فقول مالك يعد إجحافا لمكانة الإمام علي مما يكشف عن حقدٍ تجاه الإمام علي . وقول مالك ذلك يقودنا إلى أمرين أثنين ، فإما أنه قال ذلك إرضاءً للخلفاء العباسيين الذين كانوا يكرهون الإمام علي ، وهذا لا يجوز ، لكونه إمام للمسلمين ينبغي مراعاة الله في قوله ولا يقول إلا الحق . وإما إنه قال ذلك عن قناعة فيثبت على نفسه أنه قليل المعرفة والعلم بأصحاب رسول الله (ص) . فإن كان لا يعلم فتلك مصيبة يفتي بها وإن يكن يعلم ذلك فالمصيبة أعظم .
    تناقض الأحاديث
    .
    الباحث العلمى سيد جمعة
    الباحث العلمى سيد جمعة
    مدير عام الموقع
    مدير عام الموقع


    عدد المساهمات : 6279
    نقاط : 4031
    السٌّمعَة : 91
    تاريخ التسجيل : 10/09/2008
    الموقع : مصر

    الخلاف والآختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في شروط الحديث الصحيح Empty رد: الخلاف والآختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في شروط الحديث الصحيح

    مُساهمة من طرف الباحث العلمى سيد جمعة 25th سبتمبر 2008, 7:16 am

    لقد حاول أصحاب الصحاح جمع الأحاديث الصحيحة من بين الغث والسمين ، لكنهم وقعوا ضحايا لتناقضات عجيبة . وكان ذلك نتيجة للهالة القدسية التي وضعوها حول الصحابة . ولمجرد رفع شأن بعض الصحابة ، دونوا أحاديث تعارض بعضها البعض !! بل تعارض آيات قرآنية !! فعلى سبيل المثال حديث ( لا تسبوا أصحابي ) الذي يتعارض مع حديث ( أصحابي كالنجوم ) اعتبرا الحديثين صحيحين . فمعاوية ( صحابي ) أمر بسب الإمام علي ( صحابي ) على 70 ألف منبر لسنوات طويلة وتبعه في ذلك أبنه يزيد ومن بعده مروان بن الحكم وباقي الخلفاء الأمويين إلى عهد عمر بن عبد العزيز ، فكيف ( لا تسبوا أصحابي ) وهم يسبون بعضهم ؟!! . وإذا كان ( أصحابي كالنجوم ) والإقتداء بمعاوية جائز ، جاز على رأيه سب الإمام علي والعياذ بالله . إن أصحاب الصحاح حكموا بفسق من يسب صحابي ، فمن باب أولى أن يكون من الفسق الإقتداء بالفاسق . فكيف يقتدي المرء بمعاوية ؟!!

    إن حديث ( أصحابي كالنجوم ) الذي اعتبرا صحيحا وأدى مفعوله السحري في القرون الأولى ، قال فيه ابن قيم الجوزية أنه حديث موضوع مكذوب على رسول الله (ص) ( أعلام الموقعين ج2 ص223 ) . وكذلك طعن فيه الإمام الذهبي ( انظر ميزان الاعتدال ج1 ص412 ) .


    حديث المبشرين بالجنة يتعارض مع ما رواه مسلم عن النبي (ص) أنه قال " لا يدخل أحد منكم عمله الجنة ولا يجيره من النار ولا أنا إلا برحمة من الله " ( مسلم كتاب صفة القيامة والجنة والنار باب لن يدخل الجنة أحد بعمله ) . فهذا الحديث يدل أن لا أحد مضمون دخوله الجنة . وكذلك ما ذُكر عن النبي (ص) أنه قال " قاربوا وسددوا واعلموا أنه لن ينجو أحداً منكم بعمله قالوا يا رسول الله حتى أنت ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمةٍ منه وفضل " . فهذا الحديث يؤكد عدم ضمان دخول أحد الجنة فكيف يكون الرسول قد بشَّر العشرة بالجنة ؟‍! ويكفي أن عمر نفسه لو كان مبشراً بالجنة لما قال عندما طُعن بالخنجر : والله لو أن لي طلاع الأرض ذهباً لافتديت به من عذاب الله قبل أن أراه ( البخاري كتاب فضائل الصحابة مناقب عمر ) .

    الحديث وأثره في الاختلافات الفقهية


    من الطبيعي أن تكون هناك مدارس فقهية تختلف فيما بينها فالسنة والشيعة كل منها لها مدارسها الفقهية ، ولا توجد مدرستين فقهيتين في أية من الفرقتين تتشابه في كل المسائل الفقهية وإلا لأصبحتا مدرسة واحدة . لكن ما يميز مدارس الفقه السنية ومدارس الفقه الشيعية أن كل فرقة منها تنظر في المسائل الفقهية ضمن إطار يختلف عن الآخر . فالمدارس الفقهية السنية تنظر في إطار لابد أن يكون فيه رموز معينة من شخصيات إسلامية أمثال عائشة زوجة النبي (ص) وأبو هريرة وعبد الله بن عمر . أما مدارس الفقه عند الشيعة فتنظر في إطار لابد أن يكون فيه الإمام علي وباقي أئمة أهل البيت ، لذلك فإن الأحكام الشرعية عند السنّة تتقيد بذلك إطار ، وكذلك الحال بالنسبة لمدارس الشيعة . وحيث أن تلك الرموز الإسلامية يتبعون شريعةً واحدةً وكتاباً واحداً ونبياً واحداً فإن ذلك انعكس على المدارس الفقهية عند الفرقتين مما أدى إلى التشابه أو التقارب في الأحكام الفقهية المتشابهة أو المتقاربة بين السنة والشيعة . أما ما اختلفت الفرقتين السنة والشيعة فيها ، فإن ذلك كان نتيجة اختلاف الروايات وكذلك بسبب خلافات تلك الرموز الإسلامية فيما بينها . فالرموز التي تولتها السنّة كانت تكن العداء والكراهية وتخالف الرموز التي تولتها الشيعة .

    لقد ذكر التاريخ أحداث ووقائع مؤلمة وتصادمات وكراهية بين عائشة والإمام علي ، وعبد الله بن عمر لم يبايع الإمام علي من واقع الحقد الموروث حيث كان من حزب أخته حفصة وعائشة ضد البيت العلوي ، وأبو هريرة الذي ساند معاوية إعلاميا في حربه ضد الإمام علي ، فكل هؤلاء لم يبايعوا الإمام علي لغايات مختلفة في نفوسهم . فمنهم من حارب الإمام علي ومنهم عمل على طمس فضائله فيما بعد ومنهم من أظهر الضغينة تجاهه وساهم في رفع شأن أعدائه ، مما نتج عن ذلك ظهور تيار معادي لأهل البيت بشكل سافر فيما بعد . وحيث أن ذلك التيار قد مر في العصر الأموي الذي لم يكن متحمساً للدين ، وتداخلت المفاهيم الإسلامية بمفاهيم الأديان الأخرى واختلطت الثقافات ، وبسبب البغض للإمام علي وأهل بيته فقد عمد ذلك التيار إلى مخالفة كل رأي فقهي للإمام علي بغضاً فيه ، بل تعدى ذلك إلى مخالفة كل رأي فقهي لأحد أئمة أهل البيت فيما بعد فتشكلت أصول فقهية مغايرة لأصول الفقه عند أهل البيت . فبينما كان أئمة أهل البيت يستمدون الحكم الشرعي من روايات البيت النبوي ، فإن ذلك التيار المضاد في العصر الأموي كان يخالفه إلى روايات البيت الأموي والموالين لهم مستغلين الخلاف الذي كان بين عائشة والإمام علي . ومن جهةٍ أخرى يأخذون للرأي الذي فيه عائشة دون غيرها من نساء النبي لموقفها السلبي من الإمام علي وأهل بيته . ومع مرور الزمن تشكلت قاعدة فقهية مضادة لفقه أهل البيت .

    لقد أعتمد الفقه السني في المنهج على نقل الأخبار من شخصيات أغلبها كانت تكن البغض للإمام علي بن أبي طالب وبقدر بغض تلك الشخصيات للإمام علي بقدر ما تم الأخذ عنها ، أي كلما ازدادت الشخصية بغضاً للإمام علي ازدادت الروايات التي تنقل عن تلك الشخصية . لذلك أصبحت كتب الحديث التي تقلل الرواية عن فضائل أهل البيت كصحيح البخاري الذي تحاشى تماماً ذكر فضائل أهل البيت معتمدا في الفقه السني بالدرجة الأولى وأُعتبر ثاني كتاب بعد القرآن . بينما جاء مسلم بالمرتبة الثانية لأنه جاء بعد البخاري في قلّة ذكر فضائل أهل البيت ، في حين نجد أن النسائي ومسند ابن حنبل في المراتب الأخيرة لأنها تحتوي على الكثير من فضائل أهل البيت وهكذا فكلما احتوى ما يسمى بالصحيح على فضائل أهل البيت كلما تم تصنيفه درجة أقل وكلما كانت الروايات عن فضائل أهل البيت أقل كلما جاء ترتيب هذا الكتاب في المقدمة ولولا هذا التصنيف لما عُد صحيح البخاري ثاني كتاب بعد القرآن عند السنّة . ولو اتخذ ابن حنبل هذا الأسلوب لاعتُبر مسنده ثاني كتاب بعد القرآن . ولعل هذا التصنيف كان نتيجة بغض الخلفاء العباسيين لأهل البيت ، والناس على دين ملوكهم ، والفقهاء يراعون توجيهات السلطان لتفادي غضبه أو قبول رضاه والنتيجة سيطرة السلاطين على الناس دنيا ودين .

    إن الفقه السني الذي ترعرع في أحضان الخلفاء الأمويين ومن ثم العباسيين ، اعتمد في حقيقة الأمر على مبدأ يمكن تسميته بمبدأ مناوئ لأئمة أهل البيت ، لكن هذا المبدأ لم يكن شعاراً بل توجهاً ضمن مسار الفقه السني ، لأنه من الصعب رفع شعار البغض لأهل بيت النبي (ص) فلا يوجد مسلماً يقول أنا أكره أهل بيت النبي (ص) ، لذلك أُخفي هذا التوجه من خلال ما يطمس معالمهم والتركيز على الشخصيات التي كانت تكن الكراهية لهم كعائشة وعبد الله بن عمر وأبي هريرة .

    أولاً - عائشة

    كان للنبي (ص) تسع زوجات منهن عائشة بنت أبي بكر ، وكان النبي يقسم أوقاته الأسرية بين التسع زوجات بالتمام والكمال ولم يبقي على واحدة منهن أكثر من غيرها ومن يقول غير هذا فقد افترى على النبي (ص) واتهمه في دينه لأن الله تعالى أمره بالعدل بين نسائه والرسول أولى بعدم مخالفة أمر ربه . لقد كانت عائشة وحفصة زوجتا النبي (ص) الوحيدتان اللتان تبغضان الإمام علي وزوجته فاطمة عليهما السلام لكون النبي (ص) لم يخفي حبه لابنته فاطمة وابن عمه الإمام علي عليهم السلام وكان يفضلهم على غيرهم ، وكان ذلك يثير حفيظة عائشة وحفصة فانطلق البغض بدءاً من هذا الاتجاه وازداد بعد وفاة الرسول (ص) عندما تصادم الإمام علي وفاطمة عليهما السلام مع خلافة حزب أبي بكر وعمر فأصبحت عائشة وحفصة في جانب أبويهما ، وازداد البغض مع مرور الوقت بلغت لدرجة خروج عائشة لقتال الإمام علي في معركة الجمل التي قُتل فيها آلاف الأبرياء من المسلمين وانتهت بهزيمة جيش عائشة .

    لقد كانت عائشة تحقد على الإمام علي بن أبي طالب وتكره من يذكره عندها وتنزل من مقامه وترفع من مقام أعدائه أينما وجدوا . ومن هذا المنطلق اُعتبرت عائشة من الشخصيات المرغوبة للاعتماد عليها في الرواية لكونها تجمع ثلاث خصال فهي زوجة النبي (ص) وتبغض أهل البيت لذلك لن تروي عن فضائلهم بل لها مواقف يمكن استغلالها لطمس الحقائق المتعلقة بفضائل أهل البيت ، إضافةً أن الخلفاء العباسيين يقبلون بها ولن يعترضوا عليها لكونهم يتبعون نفس خط العداء لأهل البيت ، ولهذا أصبحت عائشة الأكثر ذكراً من بين زوجات النبي (ص) في الفقه السني حيث رووا عنها ما يقارب 2210 احاديث عن رسول الله (ص) ، وتأتي في المرتبة الثانية بعد أبي هريرة الذي كان رفيق درب معاوية بن أبي سفيان ألد أعداء الإمام علي ، فكان أبو هريرة مصدر روايات تمجد أبا بكر وعمر وعثمان ومن وقف ضد الإمام علي بعد وفاة النبي (ص) .

    ولقد ركز المذهب السني على عائشة وحفصة دون الأخريات من زوجات النبي (ص) كأم سلمة لأنها كانت تحب علياً وفاطمة وأبناءهما وإنما تم التركيز على عائشة وحفصة علما بأن الآيات القرآنية التي ذمت نساء الرسول (ص) جميعها قد نزلت في عائشة وحفصة دون غيرهما من نساء النبي . ولو تم تصنيف نساء النبي (ص) وفقاً لحقيقة القرآن لاستوجب أن تكونا عائشة وحفصة في آخر القائمة منزلةً ، فقد كانتا تكيدان وتدبران المقالب وتحرجان النبي (ص) وقد ذكرت كتب التاريخ اعترافات لهما بهذا الصدد . روى البخاري أن النبي (ص) قام يوماً خطيباً فأشار نحو سكن عائشة فقال " ها هنا الفتنة ، ها هنا الفتنة ، ها هنا الفتنة من حيث يطلع قرن الشيطان " ( انظر البخاري أيضاً كتاب الجهاد والسير ص46 طبعة أوفست دار الفكر وكذلك ج4 ص100 مطابع الشعب ، مسند أحمد ج2 ص23) . ويكفي لإثبات صحة هذا الحديث ، رواية خروج عائشة في معركة الجمل لقتال الإمام علي . فمع أن الله تعالى قال لنساء النبي (ص) : " وقرن في بيوتكن " (33 الأحزاب) إلا أن عائشة لم تلتزم بأمر الله وخرجت لما هو يغضب الله ورسوله لقتال إمام المسلمين علي ابن أبي طالب . وتعترف عائشة بالحزبية فتقول : إن نساء النبي كُن حزبين ، حزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة والحزب الآخر فيه أم سلمة وسائر نساء رسول الله ( البخاري ج3 كتاب الهبة ص454 ) . وروى البخاري رواية تبين نكد عائشة وحفصة للنبي (ص) حيث يروى عن عائشة أنها قالت : كان رسول الله (ص) يشرب عسلاً عند زينب ابنة جحش ويمكث عندها ، فواطأت أنا وحفصة عن أيَّتنا دخل عليها فلتقل له : أكلت مغافير ، إني أجد منك ريح مغافير ، فلما جاء النبي وقالت له ذلك قال النبي : لا ولكني كنت أشرب عسلاً عند زينب ابنة جحش فلن أعود له ( انظر البخاري كتاب الأدب ص295 ) . ومن المعروف أنه بعد ذلك نزلت الآية القرآنية التي تذمهما وهي " يا أيها الرسول لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم " (1 التحريم) .

    ذكر البخاري أيضاً أنها تطعن في الله سبحانه وتعالى حيث قالت : كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن إلى رسول الله (ص) . فلما أنزل الله تعالى " ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت فلا جناح عليك " قلت : ما أرى ربك إلا يسارع في هواك !!! ( انظر البخاري كتاب الأدب ص295 ) . فهذه عائشة تنظر إلى شريعة الله على أنها مصدر هوى لرسول الله (ص) . وإن دل ذلك على شيء إنما يدل على أن عائشة تعطي مبرراً قوياً لتأكيد قول المستشرقين الذين أنكروا نبوة محمد (ص) واتهموه أنه كان شهوانياً صاحب هوى والعياذ بالله ، ويبدو أنهم بنوا رأيهم وفقاً لرواية عائشة تلك . إن كانت تكيد للنبي (ص) فهل تمتنع عن الكيد لأهل البيت ‍‍؟!!

    إن مواقف عائشة لا تدل أنها أفضل زوجات النبي (ص) بل على العكس فإن مواقفها السلبية كثيرة . ذهبت عائشة وحفصة يوما إلى عثمان أثناء خلافته وطالبتا بالميراث من رسول الله (ص) !! فقال لهما عثمان : لا والله ولا كرامة لكن أجيز شهادتكما على أنفسكما عند أبويكما أبي بكر وعمر إنكما سمعتما من رسول الله (ص) أنه لا يورَّث ما ترك وقد لقنتما أعرابياً جلفاً يبول على عقبيه يتطهر ببوله (مالك بن الحرث بن الحدثان) فشهد معكما ، أما والله ما أشك أنه كذب على رسول الله (ص) وكذبتما عليه معه . فإن شهدتما بحق فلا حق لكما وإن كنتما شهدتما على باطل فعليكما وعلى من أجاز شهادتكما لعنة الله !! وعليه رفض عثمان إعطاء عائشة وحفصة حقهما في الميراث . فهذه الرواية تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن سبب منع أبو بكر منح فاطمة حقها في فدك وباقي حقها في إرث أبيها رسول الله (ص) كان بسبب عائشة وحفصة اللتين اخترعتا حديثاً ليمنع بموجبه أبيها الخليفة إعطاء فاطمة حقها في الميراث لبغض عائشة للإمام علي وفاطمة ثم جاءتا في عهد عثمان تطلبان ذلك الحق ففضحهما عثمان .

    ذهبت عائشة إلى أسماء بنت النعمان والتي كانت عروس زُفت إلى النبي (ص) فقالت لها : إن النبي يحب من المرأة إذا دخل عليها أن تقول له أعوذ بالله منك . ففعلت أسماء وقالت ذلك للنبي فغضب ولم يدخل عليها . فاستطاعت عائشة أن تنجح في منع النبي الزواج منها ، ولما علم النبي بعد ذلك غضب من عائشة. (انظر الإصابة لابن حجر ج4 ص233 ، تاريخ اليعقوبي ج2 ص69 ، الطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص145 طبعة بيروت ، مستدرك الحاكم ج4 ص37) . لقد كانت عائشة ترغب في أن يكون النبي (ص) يستثنيها دون غيرها من زوجاته ليبقى معها أكثر لكن الرسول (ص) لم يكن ليعصي ربه في العدل بين زوجاته . وقد اشتكت يوماً رسول الله (ص) إلى أبيها أبي بكر وقالت للنبي أمام أبيها وبلغة الأمر : أعدل !! فضربها أبو بكر حتى نزل الدم على ملابسها . (النص والاجتهاد ص417 ،إحياء علوم الدين للغزالي ج2 ص35) .

    قبيل وفاتها شعرت عائشة بقرب أجلها وتذكرت تلك السلبيات فقالت : إني قد أحدثت بعد رسول الله (ص) فادفنوني مع أزواج النبي (ص) (طبقات ابن سعد ج8 ص51) . فهي لم تدفن في بيتها كما كانت تريد أن ، وقد منعت الإمام الحسن بن علي سبط رسول الله (ص) أن يدفن عند الرسول بحجة أنها تريد المكان لنفسها في حين أنها كانت تبغضه لأنه ابن الإمام علي وفاطمة عليهما السلام ، وقبل أن تموت أدركت أنها لا تستحق ذلك المكان فطلبت أن تدفن في مكان آخر! لقد كانت عائشة زوجة مشاكسة للنبي (ص) إذ لا غرابة أن تقف ضد من هو أحب إلى النبي (ص) منها فتعاديه حتى لو كان ابن عمه أو ابنته .

    إن قول عائشة للإمام علي : ليس لي من رسول الله (ص) إلا يوم من تسعة أيام أفما تدعني يا ابن أبي طالب ويومي ( شرح النهج ج6 ص217 ) يدل على أنها لم تكن في واقع الأمر ترى رسول الله (ص) إلا يوماً من تسعة أيام فلماذا التركيز عليها في الفقه السني دون باقي نساء النبي (ص) ؟!



    ثانيا - أبو هريرة

    يعتبر أبو هريرة الشخصية الرئيسية التي أُعتمد عليها في نقل الأخبار والروايات في الفقه السني ، واختيار أبو هريرة جاء لكونه كان في صف معاوية ضد الإمام علي . يروي الإمام محمد عبده في مقدمة على رسالة التوحيد ( ص 7 8 ) بأن معاوية وضع قوماً من الصحابة والتابعين على رواية أخبار سيئة في علي بن أبي طالب تطعن فيه والبراءة منه منهم أبو هريرة . وتقديرا لموقف أبو هريرة تلك أُعتمد له في الفقه السني خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعين حديثاً !! وقد روى البخاري عنه أربعمائة وستة وأربعين حديثاً علماً بأن أبو هريرة لم يصاحب النبي (ص) أكثر من ثلاث سنوات من حياته في حين أن باقي الصحابة الذين صاحبوا النبي لعقود طويلة من الزمن لم يروي عنهم البخاري سوى مائة حديث فقط !!
    من هو أبي هريرة ؟ قيل أنه كني أبا هريرة لكونه كان مغرماً بهرة صغيرة كان يضعها في كُمه دائماً ، أما اسمه غير معروف وأبوه هو عمير بن عامر من قبيلة دوس في اليمن . نشأ فقيراً لا يجد ما يأكله فكان يتنقل من أجل الطعام ويقبل أي عمل من أجل الطعام فقط ، أي كان الطعام هدفه الوحيد في الحياة . أسلم أبو هريرة في العام السابع الهجري بعد فتح خيبر فانتقل إلى المدينة وبايع رسول الله (ص) وكان الطعام لازال هدفه .

    يقول أبو هريرة : كنت يوماً صائماً فأمسيت وأنا أشتكي بطني فذهبت إلى عمر بن الخطاب فقلت : أقرئني وما أريد إلا الطعام . قال : فأقرئني آيات من آل عمران . فما بلغ أهله دخل وتركني على الباب فأبطأ فقلت ينزع ثيابه ثم يأمر لي بطعام ، فلم أرى شيئاً فلما طال عليَّ قمت فاستقبلني رسول الله (ص) فانطلقت معه حتى أتى بيته.( الحلية لأبي النعيم الأصبهاني ج1ص387 ) هكذا كان يذهب أينما كان طعاما .

    الباحث العلمى سيد جمعة
    الباحث العلمى سيد جمعة
    مدير عام الموقع
    مدير عام الموقع


    عدد المساهمات : 6279
    نقاط : 4031
    السٌّمعَة : 91
    تاريخ التسجيل : 10/09/2008
    الموقع : مصر

    الخلاف والآختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في شروط الحديث الصحيح Empty رد: الخلاف والآختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في شروط الحديث الصحيح

    مُساهمة من طرف الباحث العلمى سيد جمعة 25th سبتمبر 2008, 7:17 am

    لم يكن أبي هريرة مؤمنا صواما بل كان يصوم من أجل أن يستعطف الآخرين لإطعامه فزيف إيمانه واضح حيث يروي الحاكم في المستدرك أن أبا هريرة ممن فر من الزحف يوم مؤته (مستدرك الحاكم ج3 ص42) ولو كان مؤمنا حقا ما فر من الزحف . وقد عيَّنه عمر أثناء خلافته والياً على البحرين عام 21 للهجرة بعد موت العلاء بن الحضرمي ، ثم خلعه عمر بعد سنتين بعد أن استدعاه وقال له : علمت أني استعملتك على البحرين وأنت بلا نعلين ثم بلغني أنك ابتعت أفراساً بألف دينار وستمائة دينار . وأمره برد المال الذي معه إلى بيت المال ، فرفض أبو هريرة ، فقام إليه عمر بالحذاء وضربه حتى أدماه وأخذ المال منه الذي حصل عليه بدون وجه حق ( انظر العقد الفريد ج1 باب فيما يأخذ به السلطان ) . ظل أبو هريرة كما هو يبحث عن الترف بعد أن ذاق طعمه حتى فتح له معاوية باب ليروي ويختلق الروايات مقابل المال والطعام ! فقال أبو هريرة ما شاء وحصل على المال والجاه الذي أراده . يروي ابن كثير عن أبى هريرة أنه صلى بالناس يوما فلما سلم رفع صوته فقال الحمد لله الذي جعل الدين قواما وجعل أبا هريرة إماما بعدما كان أجيرا لابنة غزوان على شبع بطنه وحمولة رجله ( البداية والنهاية ج 8 ص 110 ) . فأبي هريرة كان ممن يضع الطعام فقط نصب عينيه يدور حيث دار .

    إن أبا هريرة الذي أكثر الحديث قد نسي أن التاريخ يوما يحاسبه على أقواله . فذات مرة قال : ما من أصحاب النبي أحداً أكثر حديثاً مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو بن العاص فإنه كان يكتب وأنا لا أكتب ( البخاري ج1 كتاب العلم ص22 ) . وقد ثبت أن عبد الله بن عمرو بن العاص الذي قال عنه أبو هريرة أنه كان يعرف أحاديث أكثر منه لم يروي أكثر من 700 مسند كما جاء في إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري للقسطلاني ج1 ص 373 ، فمن أين جاء أبو هريرة بـ 5374 حديث ؟!!


    إن هذا الكم الهائل من الأحاديث التي رواها أبو هريرة فإن الصحيحة منها لاشك أنها لن تشتمل على فضائل أهل البيت ، وإن الأحاديث الغير صحيحة تحتوي على فضائل لمن عادى أهل البيت كمعاوية وغيره الذي دفع له المال من أجل خلق فضائل له وللصحابة الآخرين الذين اصطدموا بخط أهل البيت . ولاشك بأن بعض الروايات قد طُمس فيها فضائل أهل البيت بناءً لطلب معاوية ، فالمحصلة النهائية هي أن روايات أبا هريرة ليست في صالح أهل البيت ، من هنا جاء أهمية إعطاء أبا هريرة دور بارز في الفقه السني ونقل الأخبار عنه . فالخلفاء العباسيين لن يعترضوا على أبي هريرة لأنه يوافق خطهم المعادي .

    لقد كان أبو هريرة مكشوفاً لدى باقي الصحابة وكانوا يتوقعون من أبي هريرة ما فعله لأنه كان مستعداً لأي شيء مقابل بطنه ، فقد قال الإمام علي : ألا أكذب الناس على الرسول (ص) لأبي هريرة الدوسي ( شرح النهج للإسكافي ج1 ص360 ) . وروى مسلم أن أبا هريرة جلس يوماً عند حجرة عائشة يروي عن الرسول (ص) وعائشة تسبِّح فقالت عائشة بعد فراغها : ألا يعجبك أبو هريرة يجلس إلى جنب حجرتي يحدِّث عن النبي يُسمعني ذلك ؟ وكنت أُسبِّح فقام قبل أن أقضي سبحتي ولو أدركته لرددت عليه الحديث ( صحيح مسلم ج2 ص358 ، ص538 ) . وذكر أحمد أمين في كتابه فجر الإسلام في نهاية الصفحة 263 وما بعدها عن فقه الحنفية فقال إن أبا حنيفة لم يأبه بحديث أبي هريرة وكان يترك أحاديثه التي تتعارض مع فقهه واعتبر أبا هريرة صاحب أحاديث لا ينبغي الأخذ بها كلها لعدم الثقة به !! وقال مصطفى الرافعي في كتابه آداب العرب كان عمر وعثمان وعلي وعائشة ينكرون على أبي هريرة ويتهمونه وهو أول الرواة أُتهم في الإسلام وكانت عائشة أشد إنكاراً عليه ( آداب العرب ج1 ص282 ) .

    لقد كان أبو هريرة يكذب على رسول الله (ص) ويروي أحاديث غير صحيحة منذ وفاته (ص) حتى أن عمر قال له : أكثرت يا أبا هريرة من الرواية وأحرى بك أن تكون كاذباً على رسول الله (ص) ( شرح النهج للحميدي ج1 ص360) . وقيل أن رسول الله (ص) بينما كان يوماً خارجاً من المسجد وجد ثلاثة أشخاص يتجاذبون أطراف الحديث بينهم أبي هريرة فقال لهم " إن منكم رجلاً لضرسه في نار يوم القيامة أكبر من جبل أُحد " . ولما خرج النبي ، تبعه أبو هريرة وقال له : من يا رسول الله أنا ؟ فلم يرد عليه الرسول (ص) فطلب أبو هريرة بعد ذلك من أحد الصحابة بعد أن أخبره بالموضوع ليستفسر من رسول الله (ص) إن كان يقصده ، فلم يقبل الرسول أن يجيب ذلك الصحابي ، لكن اهتمام أبو هريرة بالموضوع دليل على شعوره بأنه المقصود الأول كما يقال في المثل ( من على رأسه بطحة يحسس عليها ) . وما يؤكد أن الرسول (ص) كان يقصد أبا هريرة أنه لم يقبل أن يصرح باسمه أمام الصحابي الآخر ، إذ لو قال نعم أبو هريرة لفتح باباً لن يُغلق ، ولو قال له ليس هو ، لأُعتبر ذلك كذباً والكذب لا يجوز للرسول (ص) ولذلك لم يقبل بالتصريح باسم أبي هريرة . ولو لم يكن أبو هريرة هو من قصده الرسول لأخبر ذلك الصحابي في غياب الباقين ليهدأ بال أبي هريرة ، لكن لم يحدث ذلك ، فمن يكون عساه غيره ؟! لقد كان أبو هريرة مستعداً أن يفعل أي شيء في سبيل أن يشبع بطنه حتى لو كان على حساب الدين ، لذلك لم يتأخر في إسناد ما يرغبه معاوية إلى النبي (ص) . لقد قام النبي (ص) ذات مرة ولعن الحكم بن العاص الأموي وما في صلبه وطرده من المدينة فأصبح مكروهاً ، وعليه طلب معاوية من أبي هريرة تعديل صورة الحكم بن العاص ومن في صلبه ( مروان ابن الحكم وأبناءه ) فاختلق أبو هريرة حديثاً عن رسول الله (ص) أنه قال : اللهم فأيما مؤمن آذيته أو سبيته أو لعنته أو جلدته فاجعلها كفارة وقربة تقربه بها إليك !! ولم يتأخر البخاري ومسلم في اخراج هذا الحديث بالطبع !!

    لا أدري أي عاقل يقبل التصديق بهذا الحديث ، كيف يمكن أن يلعن الرسول أو يسب أو يؤذي من لا يستحق ذلك ؟ أليس من يفعل ذلك فقد طُبقت عليه الآية " والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا " ؟! (58 الأحزاب) . فهل يعقل أن يفعل ذلك الرسول (ص) والله تعالى يقول عنه " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى " وقال تعالى له " وإنك لعلى خلق عظيم " ؟!!

    وعندما ذهب الصحابي أنس بن مالك إلى الشام في زمن معاوية بكى فقيل له ما يبكيك يا عم ؟ قال إني لا أجد من الإسلام ما كان على عهد حبيبي رسول الله (ص) قالوا له حتى الصلاة ؟ قال حتى الصلاة والله !! فكان قوله ذلك فضيحة لمعاوية وحكمه فما كان من المنقذ أبي هريرة إلا أن يجد حلاً ليغلق الباب الذي فتحه أنس بن مالك وفضح به الأمويين فقال أبو هريرة : كان أنس بن مالك أكثر الصحابة تشبهاً برسول الله (ص) في صلاته وخلقه !! وأراد بذلك أن يفهم أهل الشام أن قصد أنس بن مالك قصد أنهم ليسوا شبها برسول الله تعبدا !! وبالطبع هو أمر طبيعي إذ من الصعب التشبه برسول الله في شيء ، وبذلك نجح أبو هريرة فيما أراد دون أن يعلم أهل الشام أن صلاتهم قد تغيرت ودينهم تبدل بسبب غزو علماء اليهود والنصارى لهم بتشجيع من معاوية الذي وُلد كافراً وأسلم منافقاً ثم رجع إلى كفره الذي مات فيه .

    لقد كان أبو هريرة ضالة من كان يبحث عمن يدعم موقفه أو حتى دينه وقد استغله اليهودي كعب الأحبار أيما استغلال بعد أن تظاهر بالإسلام ، فقد استطاع من خلال أبي هريرة تمرير الإسرائيليات كالسهم إلى جسد الإسلام . يقول ابن كثير في كتابه البداية والنهاية : وقال الإمام أحمد بن حنبل حدثنا حجاج حدثني ابن جريج أخبرني إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة عن أبي هريرة قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال خلق الله التربة يوم السبت وخلق الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الاثنين وخلق المكروه يوم الثلاث وخلق النور يوم الأربعاء وبث الدواب يوم الخميس وخلق آدم بعد العصر يوم الجمعة آخر خلق خلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل وهكذا رواه مسلم عن سريج بن يونس وهرون بن عبد الله والنسائي عن هرون ويوسف بن سعيد ثلاثتهم عن حجاج بن محمد المصيصي الأعور عن ابن جريج به مثله سواء وقد رواه النسائي في التفسير عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني عن محمد بن الصباح عن أبي عبيدة الحداد عن الأخضر بن عجلان عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي فقال يا أبا هريرة إن الله خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش يوم السابع وخلق التربة يوم السبت وذكر تمامه بنحوه فقد اختلف فيه على ابن جريج وقد تكلم في هذا الحديث على ابن المديني والبخاري والبيهقي وغيرهم من الحفاظ قال البخاري في التأريخ وقال بعضهم عن كعب وهو أصح يعني أن هذا الحديث مما سمعه أبو هريرة وتلقاه من كعب الأحبار فإنهما كان يصطحبان ويتجالسان للحديث فهذا يحدثه عن صحفه وهذا يحدثه بما يصدقه عن النبي صلى الله عليه وسلم فكان هذا الحديث مما تلقاه أبو هريرة عن كعب عن صحفه فوهم بعض الرواة فجعله مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأكد رفعه بقوله أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي ثم في متنه غرابة شديدة فمن ذلك أنه ليس فيه ذكر خلق السموات وفيه ذكر خلق الأرض وما فيها في سبعة أيام وهذا خلاف القرآن لأن الأرض خلقت في أربعة أيام ثم خلقت السموات في يومين (البداية والنهاية ج 1 ص 17 ) . وروى ابن كثير عن بكير بن الأشج قال قال لنا بشر بن سعيد اتقوا الله وتحفظوا من الحديث فوالله لقد رأيتنا نجالس أبا هريرة فيحدث عن رسول الله ص ويحدثنا عن كعب الأحبار ثم يقوم فأسمع بعض ما كان معنا يجعل حديث رسول الله (ص) عن كعب وحديث كعب عن رسول الله (ص) ، وفى رواية يجعل ما قاله كعب عن رسول الله وما قاله رسول الله عن كعب فاتقوا الله وتحفظوا في الحديث . وقال يزيد بن هارون سمعت شعبة يقول أبو هريرة كان يدلس أي يروي ما سمعه من كعب وما سمعه من رسول الله (ص) ولا يميز هذا من هذا ذكره ابن عساكر وكان شعبة يشير بهذا إلى حديثه من أصبح جنبا فلا صيام له فانه لما حوقق عليه قال أخبرنيه مخبر ولم أسمعه من رسول الله (ص) وقال شريك عن مغيرة عن إبراهيم قال كان أصحابنا يدعون من حديث أبى هريرة .

    ولعل الروايتين التاليتين لابن كثير تبيّن كم كانت مصداقية أبي هريرة عند أهل زمانه فقد روي عن أبى رافع أن رجلا من قريش أتى أبا هريرة في حلة وهو يتبختر فيها فقال يا أبا هريرة إنك تكثر الحديث عن رسول الله (ص) فهل سمعته يقول في حلتي هذه شيئا ؟!! ( البداية والنهاية ج 8 ص 108 ) . وروي عن عروة بن الزبير بن العوام قال : قال لي أبي الزبير ادننى من هذا اليمانى يعنى أبا هريرة فانه يكثر الحديث عن رسول الله ص قال فأدنيته منه فجعل أبو هريرة يحدث وجعل الزبير يقول صدق كذب صدق كذب قال قلت يا أبة ما قولك صدق كذب قال يا بنى أما أن يكون سمع هذه الأحاديث من رسول الله (ص) فلا أشك ولكن منها ما يضعه على مواضعه ومنها ما وضعه على غير مواضعه ( البداية والنهاية ج 8 ص 109 ) .

    الباحث العلمى سيد جمعة
    الباحث العلمى سيد جمعة
    مدير عام الموقع
    مدير عام الموقع


    عدد المساهمات : 6279
    نقاط : 4031
    السٌّمعَة : 91
    تاريخ التسجيل : 10/09/2008
    الموقع : مصر

    الخلاف والآختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في شروط الحديث الصحيح Empty رد: الخلاف والآختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في شروط الحديث الصحيح

    مُساهمة من طرف الباحث العلمى سيد جمعة 25th سبتمبر 2008, 7:17 am

    كان عبد الله بن عمر يحرص أن يبايع إمام زمانه من منطلق الحديث " من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتةً جاهلية " فقد بايع أبا بكر وعمر وعثمان لكنه لم يبايع الإمام علي !! وبايع حتى الحجاج بن يوسف الثقفي الذي تسلط على رقاب الناس وقتل من الأبرياء المئات ، والذي قال فيه عاصم ما بقيت لله عز وجل حرمة إلا وقد ارتكبها الحجاج ( تاريخ ابن كثير ج9 ص132 ) . وقال فيه عمر بن عبد العزيز : لو جاء كل أمة بخبيثها وجئنا بالحجاج لغلبناهم ( الكامل لابن الأثير ج4 ص226 إلى ص271 ) . ومع ذلك وجد عبد الله بن عمر أن الحجاج أهلا للبيعة إلا أن ابن عمر لم يرى وجوبا في مبايعة الإمام علي من واقع الحقد الموروث ، حيث غادر إلى مكة أثناء مبايعة الناس ليتفادى بيعة الإمام علي وبقي هناك مدة من الزمن حتى خرج الإمام علي من المدينة وسكن الكوفة .

    إن عبد الله بن عمر (فقيه أهل السنة) لو كان فقيها حقا لتوصل إلى حكم الشرع في تخاذله عن بيعة الإمام علي ونصره استنادا لقوله تعالى " قاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله " فلم يقف مع الإمام علي ضد معاوية بعد أن تبين له أن معاوية الفئة الباغية بعد مقتل عمار بن ياسر الذي قال النبي (ص) عنه " تقتله الفئة الباغية " فلم يقف عبد الله بن عمر مع الإمام علي ضد معاوية . ولم يقف ابن عمر مع أهل المدينة يوم وقعة الحرة ضد جيش يزيد الباغي على أهل المدينة بقيادة مسلم بن عقبة . تلك الواقعة التي بسببها الإمام أحمد بن حنبل كفَّر يزيد لمجرد ما فعل جيشه في المدينة . حيث أجاز لعن يزيد استناداً إلى الآية " فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض " فأين الفقيه عبد الله ابن عمر من ذلك ؟! فعندما قُتل الإمام الحسين سبط رسول الله (ص) وهاج أهل المدينة على فعل يزيد بن معاوية وفسقه وفسق نظامه وتمردوا على حكمه ، كان عبد الله بن عمر يوبخ أهل المدينة على ذلك !! وكأن حكومة يزيد لم ترتكب شيئاً بحق الدين وحق النبي وأهل بيته ، وعندما استباح جيش يزيد المدينة بقيادة السفاح الفاجر مسلم بن عقبة لينتقم من أهلها وارتكبوا المجازر وهتكوا الأعراض وقتلوا الكثير من الصحابة والتابعين منهم حفظة القرآن وابتغوا فساداً بمدينة رسول الله (ص) ، كان عبد الله بن عمر يشمت في أهل المدينة بدلاً أن يستنكر على يزيد فعله !! وكأنما أراد الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف !! فكم كان تصرفه ذلك نفاق علني ليزيد بن معاوية وقائد جيشه اللعين مسلم بن عقبه .


    لقد سكت ابن عمر لقاء المال الذي استلمه من معاوية عندما كان الخليفة . فقد أرسل إلى عبد الله بن عمر مائة ألف درهم فقبلها فلما ذكر البيعة ليزيد قال عبد الله بن عمر : هذا أراد ( الكامل ج3 ص506) . لقد بايع عبد الله بن عمر يزيد من أجل الثمن الذي قبضه من معاوية لذلك التزم بوعده تجاه يزيد على حساب أهل المدينة ومشاعرهم لمقتل سبط رسول الله (ص) وفساد الدين . لقد كان عبد الله بن عمر في البداية رافضا بيعة يزيد فعندما حج معاوية وحاول أخذ البيعة لابنه يزيد من أهل مكة والمدينة قال له عبد الله بن عمر : نبايع من يلعب بالقرود والكلاب ويشرب الخمر ويظهر الفسق ، ما حجتنا عند الله ؟ ( تاريخ اليعقوبي ج2 ص228 ) . ولكن الحال تغيّر بعد أن قبض الثمن !! لو كان فقيها عبد الله بن عمر وعالما بالقرآن لاستوعب " والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء " (72 الأنفال) التي تدعوا صراحة عدم جواز ولاية معاوية وأبنه يزيد على المسلمين المهاجرين لأنهما لم يكونا من المهاجرين ، لكنه بايع هؤلاء ورفض مبايعة الإمام علي بغضا فيه !!



    لم يكن النقل عن الشخصيات المناوئة لأئمة أهل البيت عاملا وحيدا لترسيخ مبدأ الفقه المناوئ لفقه أهل البيت ، بل تم الاعتماد على أسلوب متقن في جمع الحديث حيث الانتقائية لأحاديث معينة بهدف تمرير أحاديث أخرى غير صحيحة تهدف لإضفاء الشرعية على مخالفة أهل البيت والاقتداء بأعدائهم . وتعدى الأمر بعد ذلك إلى خلق الروايات لحفظ معالم هذا الفقه المناوئ ، حيث وضعوا أحاديث بهدف رفع مكانة المذهب السني مثل أبو العشائر البلوى كان من المغالين في السنة ويكذب ( شذرات الذهب ج5 ص43 ) وأيضاً نعيم بن حماد كان يضع الحديث لتقوية السنة (شذرات الذهب ج2 ص67). وكذلك فعل أحمد بن عبد الله الأنصاري من الوضاعين للحديث لنصرة السنة ( لسان الميزان ج4 ص193 ) وأبو بشر أحمد بن عمر الكندي نفس الشيء ( مرآة الجنان ج2 ص287 ) وعبد الله بن الحارث التميمي الحنبلي ( تاريخ بغداد ج10 ص462 ) وآخرين مثل أحمد بن محمد بن حرب الحنبلي وإسماعيل بن عبد الله الأصبحي وأحمد بن محمد بن عمر المروذي قال عنه الدارقطني إنه كان عذب اللسان وحافظاً لكنه يضع الحديث ( تذكرة الحفاظ ج3 ص24 ) قيل إنه وضع عشرة آلاف حديث ليدعم مذهبه ‍‍!! ووُضعت أحاديث للخلفاء العباسيين ليتفوقوا على أعدائهم من أئمة أهل البيت ، فكذبوا على رسول الله ورووا عنه " اللهم اغفر للعباس ولولد العباس ولمن أحبهم "( تاريخ بغداد ج10 ص39 ) وكذلك " اللهم اغفر للعباس . ومن ذريته إلى يوم القيامة " ( شرح الهمزية لابن حجر ص318 ) .

    إن الاختلافات الفقهية بين الفرقتين هي نتيجة سياسة رسمت ليتحقق هدف الخلفاء الأمويين والعباسيين ويدوم الحكم لهم بعد أن كان أهل البيت مصدر خطر عليهم . وأما الاختلافات الفقهية التي جاءت فيما بعد الحقبة الأموية والعباسية ، فهي نتيجة للاختلاف في فهم نصوص الأحاديث وعدم تمييز الغث من السمين منها . فقد وجد السنّة صعوبات كثيرة في معرفة الغث من السمين وبقيت تحت رحمة الوضاعين الذين اختلقوا آلاف الروايات لذلك تعرضت الأحاديث عندهم لموجات التصحيح على مر التاريخ إلى يومنا هذا . أما الشيعة فكانوا أكثر حظا إذ أخذوا النصوص مباشرة من مصدرها ( أئمة أهل البيت ) . ذكر النجاشي أن أول من جمع الحديث هم أصحاب الإمام علي ، وكان ذلك في زمن الإمام علي حينما بدأ أبو رافع مولى رسول الله (ص) يكتب الحديث ويرتبه في كتاب سُمي ( السنن والأحكام والقضايا ) ، ثم قام سليم بن قيس الهلالي فدوَّن الأحداث منذ عهد رسول الله (ص) إلى عهد الإمام علي ، ثم جاء علي بن أبي رافع كاتب الإمام علي فألّف في الفقه مستفيداً من وجود الإمام علي . وذكر السيوطي أن الإمام علي قال : إذا كتبتم الحديث فاكتبوه بسنده ( تدريب الراوي للسيوطي ص63 ) ونفس هذا المضمون جاء في كتاب تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية ص252 . في حين أن السنّة اعتمدوا على الأحاديث دونت بعد عام 99 هجرية ( فتح الباري ج1 باب كتابة العلم ) أي بعد أكثر من نصف قرن من بدأ الشيعة بتدوين الحديث . يقول عبد الحليم الجندي المستشار في وزارة الأوقاف المصرية في كتابه ( الإمام الصادق ) ، إن أهم ما يميز الشيعة عن باقي الفرق هو القول بإمامة الاثني عشر الذي يتمشى مع الحديث الصحيح الذي روي في البخاري ومسلم وباقي الصحاح عن النبي (ص) إنه قال " إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة " . ويقول : المذهب الجعفري يحمل اسم جعفر الصادق لأنه صاحب مدرسة سقيت منه السنةّ الصحيحة ومصادر الفقه العظيم والمنهاج السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي نهجه تابعوه . ويقول كان الشيعة أول المستفيدين بالتدوين الباكر لأُولئك الذين يلوذون بالأئمة من أهل البيت فيتعلمون شفاها وتحريرها أي من فم لفم أو بالكتابة . فما تناقلته كتب الشيعة من الحديث هو التراث النبوي في صميمه بلغه الشيعة في يسر طوع لعلمهم الازدهار في حين لم يجمع أهل السنة هذا التراث إلا بعد أن انكبَّ عليه علماؤهم قرناً ونصف قرن .. وهكذا حال كافة الآديان وتشيعهم فرقاء ومذاهب وكأن الله تعالى أنزل الآديان وأنزل معها ملاحق التشيع والتذهب والفرقة والفرقان بين أصحاب الدين الواحد .

    ولا عزاء فى الرسالات السماوية .
    الباحث العلمى سيد جمعة
    الباحث العلمى سيد جمعة
    مدير عام الموقع
    مدير عام الموقع


    عدد المساهمات : 6279
    نقاط : 4031
    السٌّمعَة : 91
    تاريخ التسجيل : 10/09/2008
    الموقع : مصر

    الخلاف والآختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في شروط الحديث الصحيح Empty رد: الخلاف والآختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في شروط الحديث الصحيح

    مُساهمة من طرف الباحث العلمى سيد جمعة 25th سبتمبر 2008, 7:18 am

    الخلاف والآختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في شروط الحديث الصحيح 340-bl10

      الوقت/التاريخ الآن هو 21st نوفمبر 2024, 6:22 pm