موقع الباحث العلمى : سيد جمعة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شــــعار الموقـــــع

تعلموا العلم فإن تعلمه خشية ، وطلبه عبادة ، ومذاكرته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة .. لذلك أبوابنا مفتوحة لكافة الديانات الإلهية .. وجميع منتدياتنا داخل الموقع  مفتوحة للجميع دون قيد أو شرط أجبارى للتسجيل حيث قد وهبنا كافة علومنا لله تعالى كصدقة جارية لنفس آمى ونفسى ، ولا نسألكم سوى الدعاء لنا بالستر والصحة وأن يغفر الله ماتأخر وما تقدم من ذنوب ولله الآمر من قبل ومن بعد .
الباحث العلمى
سيد جمعة
 

حكمـــة الموقـــــع

يزرع الجهل بذرا فتحبوا أغصانه مفترشة عروشا لكروش البهائم   
وتزرع الحكمة بذرا فتستقيم غصونا ملؤها عبير رياحين النسـائم

جديد اصدارات الموقع

 
أهــم المــواضيع الأخــيرة
 
أحدث اصدارات الهيئة المصرية
العالمية للإعجاز العلمى فى
 الرسالات السماوية
      كتـــــــــاب
تأليف الباحث العلمى سيد جمعة
الصورة الخلفية للفئات (اليسرى)
الصورة الخلفية للفئات (اليسرى)

المواضيع الأخيرة

» الآسماء العظمى والآسم الآعظم - علانية لآول مرة على مر تاريخ كافة العصور
الاختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في عدل الصحابة من عدمه Empty1st أكتوبر 2018, 4:52 pm من طرف Reda

» بيان الإعجاز العلمى فى تحديد التبيان الفعلى لموعد ( ليلة القدر ) على مدار كافة الأعوام والآيام
الاختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في عدل الصحابة من عدمه Empty1st يوليو 2016, 2:11 pm من طرف usama

» كتاب اسرار الفراعنة
الاختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في عدل الصحابة من عدمه Empty20th يوليو 2015, 7:11 am من طرف ayman farag

» أسرار الفراعنة القدماء يبحث حقيقة استخراج كنوز الأرض ــ الكتاب الذى أجمعت عليه وكالات الآنباء العالمية بأنه المرجع الآول لعلماء الآثار والمصريات والتاريخ والحفريات ــ الذى تخطى تحميله 2300 ضغطة تحميل
الاختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في عدل الصحابة من عدمه Empty12th يوليو 2015, 4:15 pm من طرف farag latef

» ألف مبروك الآصدار الجديد ( الشيطان يعظ ) ونأمل المزيد والمزيد
الاختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في عدل الصحابة من عدمه Empty26th أبريل 2015, 5:20 pm من طرف samer abd hussain

» ألف مبروك اصداركم الجديد ( السفاحون فى الآرض ) الذى يضعكم على منصة التتويج مع الدعاء بالتوفيق دوما
الاختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في عدل الصحابة من عدمه Empty26th أبريل 2015, 5:17 pm من طرف samer abd hussain

» الباحث الكبير رجاء هام
الاختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في عدل الصحابة من عدمه Empty12th أبريل 2015, 11:14 am من طرف الخزامي

» بيان الإعجاز العلمى فى تبيان فتح مغاليق ( التوراة السامرية ـ التوراة العبرانية )
الاختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في عدل الصحابة من عدمه Empty10th أبريل 2015, 6:11 am من طرف الخزامي

» الرجاء .. ممكن كتاب أسرار الفراعنة المصريين القدماء للباحث العلمي الدكتور سيد جمعة
الاختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في عدل الصحابة من عدمه Empty24th فبراير 2015, 4:37 am من طرف snowhitco

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 38 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 38 زائر

لا أحد


[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 292 بتاريخ 7th أكتوبر 2024, 2:49 pm

دعاء الموقع

اللّهم اهدِنا فيمَن هَديْت و عافِنا فيمَن عافيْت و تَوَلَّنا فيمَن تَوَلَّيْت و بارِك لَنا فيما أَعْطَيْت و قِنا واصْرِف عَنَّا شَرَّ ما قَضَيت سُبحانَك تَقضي ولا يُقضى عَليك انَّهُ لا يَذِّلُّ مَن والَيت وَلا يَعِزُّ من عادَيت تَبارَكْتَ رَبَّنا وَتَعالَيْت فَلَكَ الحَمدُ يا الله عَلى ما قَضَيْت وَلَكَ الشُّكرُ عَلى ما أَنْعَمتَ بِهِ عَلَينا وَأَوْلَيت نَستَغفِرُكَ يا رَبَّنا مِن جمَيعِ الذُّنوبِ والخَطايا ونَتوبُ اليك وَنُؤمِنُ بِكَ ونَتَوَكَّلُ عَليك و نُثني عَليكَ الخَيرَ كُلَّه

أمى وبلدى ودمى وعشقى

زهرة المدائن
 

أعلن لموقعك هنا مجانا

الصورة الخلفية للفئات (اليسرى)

الصورة الخلفية للفئات (اليسرى)

الصورة الخلفية للفئات (اليسرى)


    الاختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في عدل الصحابة من عدمه

    الباحث العلمى سيد جمعة
    الباحث العلمى سيد جمعة
    مدير عام الموقع
    مدير عام الموقع


    عدد المساهمات : 6279
    نقاط : 4031
    السٌّمعَة : 91
    تاريخ التسجيل : 10/09/2008
    الموقع : مصر

    الاختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في عدل الصحابة من عدمه Empty الاختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في عدل الصحابة من عدمه

    مُساهمة من طرف الباحث العلمى سيد جمعة 25th سبتمبر 2008, 7:30 am

    اختلفت السنّة والشيعة في الصحابة ، حيث تدعي السنّة أن لصحابة الرسول (ص) بدون استثناء مكانة رفيعة عند الله ، وأن النبي (ص) مات وهو راضٍ عنهم جميعاً ، وعليه فإن الصحابة جميعاً عدول . وقال علماء السنّة أن الطعن في أحد الصحابة زندقة ، بل أن البغض لأحد من الصحابة كفر ( العقيدة الطحاوية ) . ويعتبر علماء السنّة الصحابي هو كل من رأى أو سمع أو تحدث إلى رسول الله (ص) من المسلمين ، واعتمد فقهاء السنّة أفعال وأقوال الصحابة مصدر من مصادر التشريع من منطلق رواية ( أصحابي كالنجوم بأيِّهم اقتديتم اهتديتم ) .

    تقول الشيعة أن رواية ( أصحابي كالنجوم ) رواية مكذوبة على رسول الله (ص) ، وُضعت وما على شاكلتها في العهد الأموي لرفع مكانة الصحابة الأمويين الذين استولوا على الخلافة الإسلامية بالقوة لإضفاء الشرعية على أفعالهم . كما أن هذه الرواية وغيرها تهدف لتحجيم المكانة الروحية لأهل البيت لدى المسلمين كمصدر الهداية للسنّة النبوية والقرآن . فكان رفع مكانة الصحابة وخلق الفضائل لهم ليتساوى كفتهم مع كفة أهل البيت هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن لمعاوية أن يوجد البديل للولاء لأئمة أهل البيت الذين شكلوا خطرا على حكمه بسبب مكانتهم . ويرى المسلمون الشيعة أن الصحابة ليس كلهم عدول ، فمنهم من انقلب على عقبيه أثناء حياة الرسول (ص) وغضب منه ومات عليه الصلاة والسلام وهو غاضب منه ، ومنهم من انقلب على عقبيه بعد حياة الرسول (ص) وارتكب المعاصي ، ومنهم من باع دينه من أجل دنياه . ويُحمِّل المسلمون الشيعة بعض الصحابة مسئولية تفرقة المسلمين إلى شيع وأحزاب ، كما اتهمت الشيعة بعض الصحابة بالمسئولية في تحريف السنة النبوية المطهرة . إلى جانب ذلك فإن الشيعة تمجد صحابة آخرين وتقر بمكانتهم الرفيعة خاصة من مدحهم رسول الله (ص) أو لم يذمهم حتى مات (ص) وهو راضٍ عنه ولم يثبت التاريخ لهم سلبيات بعد حياة النبي (ص) . والشيعة يرفضون أن يأخذوا حكماً شرعياً لفعل صحابي لا يوافق القرآن والسنّة النبوية المطهرة . يرى علماء السنّة أن الولاء التام للصحابة ميزان للإيمان ، في حين أن الشيعة يرون ذلك لأئمة أهل البيت فقط ، وبسبب رفض الشيعة إعطاء الصحابة تلك المكانة ، فقد لقّبهم علماء السنّة بالروافض !! إن الاختلاف بين الفرقتين الإسلاميتين السنّة والشيعة في مكانة الصحابة قد لا يثبت ضلال إحدى الفرقتين ، بمعنى أن بغض أو حب كل الصحابة لا يستوجب دخول النار أو الجنة ، إذ لا يوجد دليل قطعي أو آية قرآنية تجزم بذلك . فحب السني لصحابي لا يستوجب دخول الجنة وبغض الشيعي لصحابي لا يستوجب دخول النار . لكن الأمر في غاية الخطورة لو أن السني استحسن فعل صحابي قد خالف أو ناقض ما جاء في القرآن والسنّة النبوية المطهرة .


    إن المنهج الفقهي لدى المذاهب الأربعة السنية فيه الكثير من الأحكام الشرعية اُستمدت من أفعال الصحابة أو أقوالهم ، ومصير تلك الأحكام الشرعية بلا شك تقع تحت رحمة أن يكون هؤلاء الصحابة عند حسن الظن بهم وإلا فإنهم لو لم يكونوا جميعاً عدول وأن بعضهم قد كفر بعد إيمانه وعصى ربه واستحق اللعن كما تدعي الشيعة ، فإن هذه الأحكام ليست شرعية بل ابتعاد عن منهج الله ، الأمر الذي يؤدي بالمنهج الفقهي أن يكون هشاً ، وهنا تكمن الخطورة بأن يقتدي السني بأحد أصحاب النار " ومن يعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى " . بالمقابل فإن الفرقة الإسلامية الأخرى الشيعة قد نجوا لأنهم لم يفعلوا ذلك . أما إذا كان الصحابة عدول كما زعم أهل السنة ، فلا يعدو الأمر أن تكون الشيعة قد خسرت فقط مصدرا من مصادر التشريع دون أن يؤثر ذلك على المنهج الفقهي لديهم . وأما أن لم يكن كل الصحابة عدول فإنهم قد نجوا من احتمال الضلال لعدم أخذهم من صحابي ضل وهذا مكسب كبير في حد ذاته . إن الاختلاف بين السنّة والشيعة في الصحابة والذي ساهم في تباعدهما فقهياً من جهة والبغض لبعضهما من جهةٍ أخرى ، لم يكن ليحدث لو تم مقارنة وجهتي نظرهما في الصحابة على كتاب الله والسنّة النبوية المطهرة . فقد تطرق القرآن الكريم في مواقف كثيرة إلى الصحابة ، كما أن النبي (ص) ذكر صحابته في كثير من الأحاديث الصحيحة أيضا مما تجمع عليها الفرقتين السنّة والشيعة . وهناك في كتب التاريخ الإسلامي الكثير من الأحداث في حياة الصحابة ، من السهل جداً أن تُقيَّم كل فرقة رأيها بشرط أن تتجرد من العصبية المذهبية ، ويتم مقارنة كل صحابي موضع الاختلاف بثوابت من الكتاب والسنة النبوية المطهّرة . من الآيات القرآنية التي تستند المذاهب الأربعة السنية في إثبات المكانة الرفيعة للصحابة ، " إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق الله أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما " ( 10 الفتح) .

    " لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا " (18 الفتح) .

    " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضل من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فأزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزُّرّاع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجر عظيما " (29 الفتح) . قون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم " ( 100 التوبة ) . إن الله تعالى الذي أنزل القرآن أمرنا أن نتدبر آياته ، ومن يتدبر الآيات السابقة يجد أنها تحتوي على أخبار مستقبلية ومصير لمن قصدتهم تلك الآيات ، وتبين أن قسم من الذين قصدتهم الآيات الكريمة السابقة سينحرف ولن يلتزم بالنهج الذي بدأ . فهناك مفردات في الآيات الكريمة لها من الأهمية أن نتدبرها وأن نتمعن بها لنستدل على الحقائق التي أشارت إليها الآيات .

    إن الآية الأولى " إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق الله أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما " ( 10 الفتح) ، قد دلت على أن رضى الله وثوابه في الآخرة مشروط بأن يستمر هؤلاء بما عاهدوا الله عليه ولا ينكثوا ما عاهدوا عليه ، ومن يستمر منهم بما عاهد الله فسيؤتيه أجرا عظيما في الآخرة . وبينت الآية احتمال النكث بالعهد بأن ذكرت حقيقة من ينكث ولولا ذلك لما كانت الحاجة لبيان ذلك . لكن آيات أخرى في القرآن دلت على حدوث النكث بالعهد فيما بعد ، والبعض فقط أستمر بما عاهد الله عليه كما جاء في قوله تعالى " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " (23 الأحزاب) فعبارة " من المؤمنين " تفيد ان ليس كل المؤمنين صدقوا ما عاهدوا الله عليه بل بعضهم صدق ما عاهد الله عليه والباقي نكثوا العهد . لذلك فقد استحق هؤلاء فقط وعد الله الذي وعدهم في الآية الكريمة " إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق الله أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما " ( 10 الفتح) . أما الآخرون فلم يُصْدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فهؤلاء هم قصدهم الله تعالى في الآية " فمن نكث فإنما ينكث على نفسه " ، وبذلك أراد الله من بيان حقيقة من ينكث أن يبين أن قسم من الذين بايع النبي (ص) سينكث العهد . ولعل ما رواه البخاري خير دليل على نكث بعض الصحابة تلك البيعة التي تمت تحت الشجرة ، فقد روى البخاري عن العلاء بن مسيب عن أبيه قال : لقيت البراء بن عازب رضي الله عنهما فقلت طوبى لك صحبت النبي (ص) وبايعته تحت الشجرة ، فقال : يا ابن أخي أنت لا تدري ما أحدثنا بعده ( البخاري كتاب المغازي باب غزوة الحديبية حديث 4170 ) . فهذه الرواية تؤكد أن بعض الصحابة أحدث أشياء نكث بها العهد .

    أما الآية الثانية " لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا " واضح من الآية الكريمة إن رضاء الله عليهم كان وقتيا وقد جزاهم على ذلك في الدنيا بأن أنزل السكينة عليهم ثم أثابهم الفتح وبذلك انتهى الجزاء لهم مقابل رضاء الله عليهم تحت الشجرة . ولو كان لهم جزاء أكبر من ذلك يوم القيامة لبيّن الله ذلك في الآية كأن يقول لهم جنات أو ما شابه ذلك . لكن لم يحدث مثل ذلك وإنما أثابهم ثواب دنيوي حيث أنزل السكينة عليهم ووعدهم بفتح قريب نتيجة رضاه عنهم في ذلك الوقت . ويبدو أن قلوبهم لأول مرة صفت وإلا لما قال تعالى " فعلم ما في قلوبهم " أي أنه كانت قلوبهم على غير العادة ، فلما وجد الله بهم خيرا أنزل عليهم السكينة ووعدهم بالفتح القريب .

    وأما الآية الثالثة " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار " لا تفيد أن كل الذين كانوا مع النبي (ص) استحقوا المغفرة والأجر بل البعض منهم لوجود لفظ ( منهم ) في آخر الآية " وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجر عظيما " ، فكلمة ( منهم ) تفيد البعض وليس الجميع . فالآية لا تتوعد جميع من كان مع النبي (ص) بالمغفرة وإنما المغفرة والأجر العظيم للبعض منهم ، أي البعض الذي يستمر في إيمانه ويعمل صالحا والله وحده يعلم ما في الصدور ، فمن أين يمكن أن يضمن أحدا بصدق إيمان صحابي غير الله ورسوله . ومن يدري ذلك بعد وفاة الرسول (ص) ؟ ألم يخرج البخاري ومسلم وآخرون حديث الحوض أن البعض بدّل بعد أن فارقهم النبي (ص) ؟

    الآية الرابعة " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم " هناك مهاجرون إلى الحبشة قبل الهجرة إلى المدينة فأي السابقون المقصودين ؟ وما الدليل أن المقصودين هم المهاجرون للمدينة فقط وليس للحبشة أيضا ؟ ثم ما الذي يضمن أن من رضي الله عنه في وقت ما لم ينقلب على عقبيه بعد ذلك ؟!!

    وأخيرا هذه الآية لا تعني كل الصحابة بل الأنصار والسابقون الأولون من المهاجرين فقط وليس كل المهاجرين ولا باقي الصحابة الذين لم يهاجروا أمثال أبي سفيان وابنه معاوية وباقي بني أمية وغيرهم ممن لم يهاجروا . فلا تشملهم الآية حيث لم يهاجروا أصلا بل بقوا في مكة حتى عام الفتح حيث انتهت الهجرة كما لا يخفى . وأما الذين أتّبعوا بإحسان لا يعلمهم إلا الله العالم ما في الصدور ، فلا يمكن الجزم بأن صحابيا ما أو تابعي أو غيره اتّبع بإحسان . فالآية الكريمة ليست دليلا على صحة إيمان كل الصحابة ، ومن ينسب أحدا منهم للآية إنما يكون ذلك مجرد ظن وليس اليقين ، وإن الظن لا يغني من الحق شيئا كما قال الله تعالى .

    الباحث العلمى سيد جمعة
    الباحث العلمى سيد جمعة
    مدير عام الموقع
    مدير عام الموقع


    عدد المساهمات : 6279
    نقاط : 4031
    السٌّمعَة : 91
    تاريخ التسجيل : 10/09/2008
    الموقع : مصر

    الاختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في عدل الصحابة من عدمه Empty رد: الاختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في عدل الصحابة من عدمه

    مُساهمة من طرف الباحث العلمى سيد جمعة 25th سبتمبر 2008, 7:30 am

    لقد تطرق القرآن الكريم إلى الصحابة بصورة مباشرة مثل أنتم و منكم و كنتم ، وكذلك بصورة غير مباشرة بلفظ الذين أو ناس أو منهم أو هم وغيرها .

    إن الآيات القرآنية التي قصدت الصحابة تنقسم قسمين ، قسم تمدح بعض الصحابة وقسم آخر تذم بعض الصحابة ، على سبيل المثال " وإذا رأوا تجارة أو لهواً أنفضوا إليها وتركوك قائما " (11 الجمعة) . فبعض الصحابة كانوا إذا رأوا تجارةً أو لهواً انفضوا من حول النبي (ص) وتركوه قائماً في المسجد ، فكان هؤلاء اهتمامهم بالتجارة واللهو أكثر من اهتمامهم بالصلاة وتعلم الشريعة الإسلامية لذا ذمهم الله تعالى في الآية .


    قال تعالى عن بعض الصحابة " ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم أن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين " (65 - 66 التوبة) . لقد هدد الله ووعد بعقابهم لأنهم كفروا بعد إيمانهم .

    قال تعالى " وما منعهم أن تقبل نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون . فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون " (54-55 التوبة) . دلت هاتين الآيتين الكريمتين أن قسم من الصحابة لم يرضى الله عنهم واعتبرهم كفاراً ، فقد كانوا يكرهون الصلاة والإنفاق في سبيل الله ، فوعد الله بعذابهم يوم القيامة .

    هناك مجموعة أخرى من الصحابة من كفر أيضاً بعد إسلامه دون أن يدري وهددهم الله تعالى إما التوبة أو العذاب " يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيراً لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذاباً أليماً في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير " (74 التوبة) ، فهؤلاء الصحابة الذين كفروا بعد إسلامهم من يدري إن تابوا أو لم يتوبوا أو تاب قسم منهم وحق العذاب على القسم الآخر منهم .

    قال تعالى " لو كان عرضاً قريباً وسفراً قاصداً لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشُّقَّة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين " (42-43 التوبة) تدل هاتين الآيتين أن مجموعة أخرى من الصحابة لم يكونوا صادقين مع النبي (ص) بل كانوا يكذبون ليتهربوا من الجهاد . وتفيد الآيات التي تلتها في نفس السورة أن هؤلاء الصحابة ارتابت قلوبهم ، وشككوا في دينهم ، فلم يكن إيمانهم بالله ورسوله راسخاً بل كان ضعيفاً ، وكان لهم دوراً في إضعاف ثقة الناس بالدين والسعي إلى الفتنة واعتبرهم الله ظالمين ( انظر الآيات 45-46-47 التوبة ) . قال تعالى " كيف يهدي الله قوماً كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين أُولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " (86-87 آل عمران) فبتطبيق هاتين الآيتين على هؤلاء الصحابة يتبين أنهم استحقوا لعنة الله والملائكة والناس أجمعين . قال تعالى " وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا " (12 الأحزاب) ، وقال تعالى " ولو دُخلتْ عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لأتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا " (14 الأحزاب) دلت الآيتين على مجموعتين من الصحابة مجموعة منافقين ومجموعة " الذين في قلوبهم مرض " التواقون للفتنة والتفرقة . هناك مجموعة أخرى من الصحابة وعدهم الله بنار جهنم لكونهم نُهوا عن النجوى فلم ينتهوا واستمروا يتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول (ص) قال تعالى " ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وإذا جاءوك حيَّوك بما لم يحيِّك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير " (8 المجادلة) .

    قال تعالى " ألم تر إلى الذين تولوا قوماً غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم يحلفون على الكذب وهم يعلمون أعد الله لهم عذاباً شديداً إنهم ساء ما كانوا يعملون اتخذوا أيمانهم جُنَّةً فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئاً أُولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يوم يبعثهم الله جميعاً فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أُولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون " (14،15،16،17،18،19 المجادلة) هذه مجموعة أخرى من الصحابة اعتبرهم الله أنهم من حزب الشيطان لكون هؤلاء تولوا قوماً غضب الله عليهم ، لأنهم كفروا بالله ورسوله ، وقال تعالى ما هم منكم ولا أنتم منهم ومع ذلك تولى مجموعة من الصحابة أولئك فغضب الله منهم أيضا واعتبرهم جميعا حزب الشيطان .

    قال تعالى " ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون " (3-4 المنافقون) تدل مفردات الآيتين أن هؤلاء الصحابة هم من كبار الصحابة الذين يجلسون قرب النبي ويستمع لآرائهم ولهم القدرة على التأثير عليه ، فقد حذر الله تعالى رسوله (ص) من هؤلاء واعتبرهم العدو الأول لكونهم اتخذوا الدين وسيلة لتحقيق مآربهم . وقال تعالى " يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم " (41 المائدة) .

    هناك الكثير من الآيات القرآنية التي تتعرض لصحابي أو أكثر ، وتتفاوت الأحكام فيها بين من اعتبر كافرا وعده الله بنار جهنم وبين من غضب الله عليه وهدده بالعقاب إن لم يتوب . يتضح مما سبق أن القول بأن جميع الصحابة عدول غير صحيح لتعارض ذلك مع القرآن الكريم الذي اعتبر بعض الصحابة حزب الشيطان ، ولم يرضى الله عنهم ووعدهم نار جهنم . يؤكد ذلك ما رواه البخاري في صحيحه عن رسول الله (ص) إنه قال " يؤتى بأصحاب لي أعرفهم ويعرفونني يوم القيامة ذات الشمال فأقول أصحابي أصحابي فيقال لي إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك " . إن هؤلاء الصحابة علم الله ما في قلوبهم فاعتبرهم كفاراً ، فهم كانوا يتخذون الدين وسيلة لتحقيق أهدافهم بعد رحيل الرسول (ص) ، وكان الرسول (ص) عالما بذلك وحزيناً فأنزل الله تعالى إليه " يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم " (41 المائدة) .


    إن السنّة الذين يضعون الصحابة جميعاً بدون استثناء في إطار قدسي ويعتبرون أفعالهم مصدر من مصادر التشريع ، فهم معرضون بأن يكونوا قد تولوا من غضب الله منهم ، واعتمدوا في فقههم على أولئك الذين وعدهم الله جهنم يوم القيامة . إن الآيات القرآنية السابقة التي ذكرناها تُكذِّب رواية ( أصحابي كالنجوم ) وتبين زيفها ، فمن الصحابة من كان في قلبه مرض ، ومنهم اتخذ الدين وسيلة لتحقيق مآربه ، ومنهم من كان منافقاً ولم يعلم عنهم إلا الله ورسوله فقط ، أما باقي المسلمين لم يعرفوا إلا القليل منهم ، فكيف يصح أن يوصي النبي أمته بأن يقتدي بأي واحد من أصحابه وفيهم هؤلاء الحثالة الذين ذمهم الله ؟! فالناس لا يعرفونهم كلهم ، بل حتى النبي لم يكن يعرفهم كما قال الله تعالى " ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم " (101 التوبة) أي أن الرسول لا يعلم كل المنافقين والله وحده الذي يعلمهم فكيف يوصي النبي أمته أن يقتدوا بمنافق ؟! فكما يقال ( الغُراب يقود إلى الخراب ) .

    إن الرسول (ص) في واقع الأمر قد حذّر أمته من بعده بمن فيهم الصحابة ، فقد روى أحمد بن حنبل في مسنده ج5 ص325 أن الرسول (ص) قال " سيلي أموركم بعدي رجال يعرفونكم ما تنكرون وينكرون عليكم ما تعرفون فلا طاعة لمن عصى الله تبارك وتعالى " ، فالأخذ بفعل صحابي غيّر في الدين هو عين الضلال . إن الله تعالى قد لعن هؤلاء وأمر بلعنهم " أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " (87 آل عمران) ، فمن يرفع مقام من أمر الله بلعنه قد خالف أمر الله ، فكيف بمن يأخذ بأفعاله وأقواله ؟‍‍‍‍ أليس ذلك هو الضلال المبين ؟

    إن الشيعة عندما يتحفظون على مواقف بعض الصحابة ولا يعطونهم جميعاً تلك المكانة الرفيعة ، فهم ينطلقون في ذلك من واقع القرآن الكريم الذي ذكر أن بعضهم كفر بعد إيمانه وبعضهم اتخذ الدين وسيلة لتحقيق مصالح شخصية . وإن رفع مكانة من لعنه الله يعد نوع من التحدي لله والعياذ بالله .

    إن حديث ( أصحابي كالنجوم ) يفتقد للمنطق ، وقد ذكره الألباني أنه حديث ضعيف ( انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة ) ، وكذلك قال الإمام أحمد بن حنبل ( انظر منتخب ابن قدامة ، ابن حجر العسقلاني في التلخيص ج4 ص190 ) . إن من يعتقد بعدالة جميع الصحابة فهو يناقض واقع آيات قرآنية تكفّر بعض الصحابة وتتوعدهم .

    الصحابة في السنة النبوية

    لقد تطرق الرسول الكريم (ص) في روايات عديدة إلى صحابته بصورة مباشرة كأن استخدم كلمة أصحابي أو فيكم ومنكم وأنتم للدلالة إلى أصحابه . كما استخدم كلمات أخرى قصد بها أصحابه مثل تفعلون بعدي أو تعملون بعدي أو بصيغة الأمر لهم مثل قولوا أو كونوا أو اتبعوا أو اعملوا وغيرها من أفعال الأمر. أخرج البخاري في صحيحه كتاب الفتن عن النبي (ص) أنه قال " ليرفعَّن إليّ رجال منكم حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني فأقول أي رب أصحابي يقول لا تدري ما أحدثوا بعدك " ( البخاري كتاب الفتن ص58 ، مسلم ج1 ص217 ) . وروى البخاري عن الرسول (ص) أنه قال " ليرفعَّن رجال منكم ثم ليختلجن دوني فأقول يا رب أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك " ( البخاري ج8 ص148 ، ص151 ) . لاحظ كلمة ( أصحابي ) هي إشارة مباشرة للصحابة دون غيرهم ، ولاحظ عبارة ( رجال منكم ) أي ممن كان حول النبي وهو يخاطبهم . فكما ورد في الحديث إن هؤلاء الصحابة سيأتون يوم القيامة إلى النبي (ص) وما أن يحاولوا الوصول إليه حتى تأخذهم الملائكة إلى النار فيسأل النبي (ص) عن السبب ، فيقال له أنهم فعلوا شيئا بعد رحيلك يا رسول الله لذا وجب لهم عذاب جهنم . روى مسلم في صحيحه أن الرسول (ص) قال " ليَرِدَّن عليّ الحوض رجال ممن صاحبني حتى إذا رأيتهم ورفعوا إليّ اختلجوا دوني فلأقولن أي رب أصحابي أصحابي فليقالن لي إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك " ( صحيح مسلم ج4 حديث 2304 ) ، ورواية مسلم هذه تأكيد لما رواه البخاري ، لاحظ عبارة ( رجال ممن صاحبني ) . روى البخاري أيضاً عن أبي هريرة أن النبي (ص) قال " أنكم ستحرصون على الإمارة وستكون ندامة يوم القيامة " ( البخاري كتاب الأحكام ج9 ص79 ) يفيد هذا الحديث أن المقصودين في الحديث السابق هم من كبار الصحابة حيث أن الأمارة لا يطمع بها الصغار بل كبار الصحابة . وما جرى في سقيفة بني ساعدة خير دليل على حرصهم على الخلافة حينما أشتد الصراع بين أبي بكر وعمر من جهة والأنصار من جهة أخري للوصول إلى الخلافة . أليسوا هم أولى بالندامة يوم القيامة ؟
    الباحث العلمى سيد جمعة
    الباحث العلمى سيد جمعة
    مدير عام الموقع
    مدير عام الموقع


    عدد المساهمات : 6279
    نقاط : 4031
    السٌّمعَة : 91
    تاريخ التسجيل : 10/09/2008
    الموقع : مصر

    الاختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في عدل الصحابة من عدمه Empty رد: الاختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في عدل الصحابة من عدمه

    مُساهمة من طرف الباحث العلمى سيد جمعة 25th سبتمبر 2008, 7:31 am

    روى البخاري عن النبي (ص) أنه قال " بينما أنا نائم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلُّم قلت: أين ؟ قال إلى النار والله . قلت : ما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى فلا أراه يخلص منهم إلا مثل هَمَل النعم " ( البخاري ج8 ص150 ) . يؤكد البخاري في هذا الحديث أن الغالبية ممن عرفهم النبي أي أصحابه أخذوهم إلى النار ولم يخلص من صحابته إلا مثل هَمَل النعم أي قلّة قليلة ، والباقي إلى جهنم .

    ذكر ابن كثير عن أبي الدرداء أنه قال : قلت يا رسول الله بلغني أنك تقول ليرتدَّن أقوام بعد إيمانهم قال (ص) : أجل ولست منهم ( تاريخ ابن كثير ج6 ص170 ) . يستدل من رواية ابن كثير أن هناك أيضاً أقوام يرتدوا بعد إيمانهم وكلمة أقوام تفيد الكثرة ، وحرص الصحابي أبي الدرداء على معرفة صحة الخبر من رسول الله (ص) دليل على أن عدد من هؤلاء الأقوام هم من الصحابة ، ورد الرسول (ص) عليه تأكيد على ذلك ، حيث قال له لست منهم ولم يقل ليسوا من أصحابي . روى البخاري أن النبي (ص) قال " ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان ، بطانة تأمره بالمعروف وتحثه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحثه عليه " ( البخاري ج4 ص173 مطبعة الهندي ) يفيد هذا الحديث أن النبي (ص) يعترف بوجود بطانة من صحابته تأمره بالشر وتحثه عليه وهذا تأكيد آخر بوجود صحابة مفسدين حول الرسول (ص) .

    قال رسول الله (ص) " من أصحابي اثني عشر منافقاً فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ، ثمانية منهم تكفيكهم الدُّبيلة " ( صحيح مسلم ج4 حديث 2144 ، مجمع الزوائد للهيثمي ج1 ص110 ) هذا الحديث يثبت ابعض الصحابة منافقين ولا يعرفهم إلا رسول الله (ص) وقد يكون من ضمنهم من يقول المسلمون ( رضي الله عنه ) في حين أنه في الدرك الأسفل من النار ؟!

    نكتفي بهذا القدر من الأحاديث لوضوح المعنى وتحقق الغرض ، وعليه يتضح لنا أن الصحابة ليسوا كلهم عدول كما يزعم أهل السنّة ، ومن الخطأ التسليم بصحة أفعالهم لوجود المنافقين والذين في قلوبهم مرض بينهم ، نحن لا نعلمهم ، الله يعلمهم . وأن الروايات التي ترفع من مقامهم أغلبها روايات مكذوبة على رسول الله (ص) وتناقض آيات القرآن الكريم التي توعدت بعضهم بالعذاب يوم القيامة ، وقد لعنهم الله وأمر ملائكته والناس أن يلعنهم أيضاً .

    إن السنّة الذين وضعوا الصحابة جميعاً في إطار قدسي ، ينبغي عليهم أن يقارنوا هؤلاء الصحابة على أقل تقدير بعضهم ببعض . فمنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلا ، ومنهم من انقلب على عقبيه وارتد كافراً بعد إيمانه . كما أنه ينبغي أن يعرض كل قول أو فعل لأحدٍ من الصحابة على كتاب الله وسنّة رسوله (ص) فإن وافقهما أخذ به وإلا تركه . إن الرسول (ص) قد لعن بعض أصحابه مثل الحكم بن العاص وطرده من المدينة ولعن ما في صلبه ، ومن المعروف أن عثمان بن عفان خالف النبي (ص) وأرجعه إلى المدينة في عهده ودفع له من بيت المال !! ( انظر الإصابة في تمييز الصحابة الجزء الأول ) . كما إن الرسول (ص) أهدر دم الصحابي الذي ارتد عبد الله بن أبي سرح وطلب قتله حتى لو تعلق بأستار الكعبة لأنه كان قد أسلم ثم تحول لمنافق يسيء للدين ويسب ويطعن في القرآن الكريم ويختلق آيات قرآنية لتشويه القرآن فنزلت فيه " ومن أظلم ممن أفترى على الله كذبا " وكان متواجدا في مكة فأمر الرسول (ص) بقتله وعندما فُتحت مكة اختبئ ثم جاء به عثمان لأنه أخوه بالرضاعة ودخل به على النبي يرجو أن يعفوا عنه ويعلن أنه تاب !! فلم يلتفت إليه النبي فعرض عثمان الموضوع ثلاث مرات والنبي لم يلتفت إليه ، ثم سكت عنه فخرج معه عثمان فقال الصحابة للنبي نرى كأنك كنت كارها أن تسكت عنه . فقال النبي أني على عمد لم أجيبه ثلاث مرات وودت أحدكم أن يقوم ليضرب عنقه !! وعندما أصبح عثمان خليفة أكرم هذا الزنديق ودفع له من بيت المال وجعله واليا على مصر يسرح ويمرح لأنه أخوه في الرضاعة ، فأصبح من كان بالأمس معرض أن يهدر دمه وقد نزلت فيه آية قرآنية تتوعده ، جعله عثمان واليا على المسلمين في مصر لينتقم من المصريين ويضيق عليهم سبل العيش ويدخل الرعب في قلوبهم ، فانتقم المصريون من عثمان نفسه وقتلوه !! هذا نموذج من الصحابة الذي يقول السنّة ( رضي الله عنه ) ، ولا ننسى الوليد بن عقبة بن أبي معيط - أخو عثمان من أمه - أنزل الله تعالى فيه " إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا نادمين " فقد عده القرآن فاسقا .

    إن الشيعة يرفضون إعطاء أمثال هؤلاء المكانة القدسية ، ويستندون في رأيهم على القرآن الكريم والسنّة النبوية المطهرة ، فمثل هؤلاء ارتكبوا أعمالاً مشينة يستوجب إدانتهم وتطبيق الحدود والأحكام الشرعية عليهم . فالصحابة ليسوا فوق مستوى الإدانة إذا ارتكبوا الظلم أو المعصية . وليسوا خارج نطاق تطبيق الحدود والحكم الشرعي عليهم . فمنهم من قتل بريئاً متعمداً كما فعل خالد بن الوليد عندما قتل الصحابي مالك بن نويرة ودخل على زوجته دون عدة في نفس اليوم ، فكان ينبغي إدانته وتطبيق الحد عليه لأنه أرتكب فعلا مخالفا للشرع ، لا أن تُرفع مكانته ويُعظم . وعندما يخالف الخليفة سنّة النبي (ص) ينبغي إدانته لا أن يتبع الناس ما أحدثه من تغيير على السنّة بحجة أنه صحابي وكأنما هو فوق مستوى الإدانة ! وعندما يعادي صحابي أو تابعي أهل بيت النبي (ص) ويقتِّلهم ويشرِّدهم كما فعل يزيد بن معاوية وغيره من حكام بني أمية ، ينبغي إدانته لا أن تُضفى صفة شرعية على ما فعله فيقال أنه اجتهد وله أجر واحد إن كان على خطأ ! أية موضع في كتاب الله يثبت أن لقاتل المؤمن أجراً إذا ارتكب خطأ ؟!! فكيف يؤجر على قتاله للمؤمن عن سبق إصرار وترصد ؟!!

    كيف يكون حب هؤلاء الصحابة الفاسقين واجب ومقياس لصحة دين المسلم ؟

    إن حب الصحابة أو بغضهم هو تحصيل حاصل لا ينبغي أن تُكفَّر فئة من المسلمين بسبب بغضهم لمن أدانه القرآن الكريم أو حتى التاريخ . إننا كمسلمين عندما نقرأ القرآن الكريم لابد أن نتدبر آياته ، وهناك آيات قرآنية تفيد صراحة أن من الصحابة من نزلت فيه آية أو أكثر تكفره أو تذمه أو حتى تلعنه . وبعض تلك الآيات قد دلت على شخص الصحابي باتفاق المفسرين مثل ثعلبه بن حاطب الذي كان يصلي كل فرض خلف النبي (ص) ثم طلب من النبي أن يدعو الله أن يرزقه فدعا له النبي (ص) واستغنى ، ولما نزلت آية الزكاة رفض أن يدفع الزكاة فنزلت فيه الآية " ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكون من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون " (75،76 التوبة) فقال الرسول (ص) هلك ثعلبه ، ورفض أن يأخذ منه الزكاة لأن الله لم يتوب عليه فأصبح من أهل النار . وبعض تلك الآيات لم يعرف المسلمون المقصودين من الصحابة ، بل اقتصر العلم بهم على الرسول (ص) . ولكي نعرفهم نحن المسلمون ينبغي علينا أن نبحث في التاريخ لنعرفهم من خلال ما ارتكبوا من تجاوزات . ومن نجده قد ارتكب الخطأ ، لابد أن يكون هو المقصود . وكل حسب خطأه ندينه ونستنكر فعله ، لا أن نقول رضي الله عنه والله قد سخط عليه وأعد له عذاب يوم القيامة .

    إن الخطأ الأكبر أن يتم تكفير فئة من المسلمين لأنهم أدانوا هذا الصحابي الذي توعده الله يوم القيامة . إن الشيعة عندما يرفضون إعطاء الصحابة جميعاً الحصانة القدسية ، فهم يستندون في رأيهم على ما جاء في القرآن الكريم والسنّة النبوية ، وما ذكره التاريخ الإسلامي من أحداث كشفت الذين اتخذوا إيمانهم جُنَّة فصدوا عن سبيل الله ، وكذلك من لم يلتزم بما عاهد الله عليه .

    لقد تطرق التاريخ إلى أحداث في عصر الصحابة لا تدع مجالاً للشك بمسئولية البعض من كبار الصحابة في تضعيف الدين من خلال التجاوزات على الحدود الشرعية ، وعدم الالتزام بما جاء في القرآن الكريم والسنّة النبوية المطهّرة . وما جرى في سقيفة بني ساعدة من صراع بين أبي بكر وعمر من جهة والأنصار من جهة أخرى للفوز بالرئاسة كان بداية التمرد والانقلاب على الدين . فبعد أن جعل الله الإمام علي ولي أمر المسلمين بعد النبي (ص) ، انقلب القوم على ما أمر الله به وطمعوا بالخلافة ، وليتهم توقفوا عند هذا الحد بل استغل البعض الرئاسة ليغيّر في السنّة النبوية المطهّرة . فأبدع وقال يالها من بدعة حسنة وأصبحت البدعة الحسنة ليست بدعة !! ولم يكتفي بذلك بل سعى إلى التغيير في الدين فتحول الحلال حراماً ، والحرام حلالاً ، وبما يراه حسناً . فأخذ يضعف الدين شيئاً فشيئاً ، وكان لأفعاله تلك إن جاء بعده رؤساء جهال اتخذوا الدين هزواً فعملوا بأهوائهم حتى عُمي الإسلام فلم يُعرف أين يذهب أو أين يجيء .

    إن عمر بن الخطاب نفسه يتحمل المسئولية الكاملة عما جرى للدين الإسلامي من ضعف وانقسام المسلمين إلى أحزاب وطوائف بعد أن ضلوا طريق الهداية بسبب ما فعله بنو أمية . فقد جاهد عمر بن الخطاب في رزية يوم الخميس في منع الرسول (ص) من أن يكتب كتاباً لن يضل بعده المسلمين كما ورد في الصحاح ، ثم قام أثناء خلافته بالتغيير في السنّة النبوية المطهّرة ، فأصبح الناس عرضة للضلال . وقد كان للخليفة الثالث عثمان بن عفان دور كبير أيضاً لما جرى للمسلمين من انقسام نتيجة أخطائه الكثيرة التي أدت إلى الفتن ، وأدت لقتله . فهو مهّد لدولة بني أمية بعد أن قوى شوكتهم حتى أصبحوا فوق القانون وخارج نطاق السيطرة عليهم ، فاستولوا على بيت المال وتصرفوا به كيفما شاءوا ، مما أغضب الصحابة الآخرين الذين قاموا بقتل الخليفة عثمان عندما لم يستجيب لندائهم . ثم قام بنو أمية بالانقلاب والثورة ضد حكم الخليفة الرابع الإمام علي تحت شعار قميص عثمان . ولما سيطروا على الحكم ، جعلوا الإسلام أعمى لا يُعرف أين يذهب أو أين يجيء كما توقع عمر الذي زرع البذرة الأولى لهم عندما جعل معاوية والياً على الشام وتركه بدون رقيب ولا حسيب يقيم دولة داخل الدولة الإسلامية . لقد ذكرت كتب التاريخ والسير والصحاح إن بعض الصحابة ارتكب أفعال ضد الدين والسنّة ، أقر بها علماء السنّة أنفسهم . يروي ابن الأثير عن الحسن البصري إمام أهل البصرة بعد أن مات معاوية قال : أربع خصال كن في معاوية لو لم تكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة ، إنتزاءه على هذه الأمة بالسيف حتى أخذ الأمر من غير مشورةٍ وفيهم بقايا الصحابة وذوي الفضيلة ، واستخلافه بعده ابنه يزيد سكيراً خميراً يلبس الحرير ويضرب بالطنابير، وادعائه زياداً وقد قال رسول الله (ص) الولد للفراش وللعاهر الحجر ، وأخيراً قتل حجر بن عدي وأصحاب حجر بن عدي فيا ويلاً له من حجر وأصحاب حجر ( الكامل في التاريخ لابن الأثير ج3 ص487 ) . وقال أحمد بن الحسين البيهقي : خرج معاوية من الكفر إلى النفاق في زمن رسول الله (ص) وبعده رجع إلى كفره الأصلي ( تاريخ الطبري ج3 ص117 ) . وقال ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج : طعن كثير من أصحابنا في دين معاوية وقالوا إنه كان ملحداً لا يعتقد النبوة ونقلوا عنه في فلتات كلامه ما يدل عليه. وقال الإمام أحمد بن حنبل : هل يحب يزيد أحداً يؤمن بالله واليوم الآخر . فقيل له كيف ذلك ؟ فقال أليس هو الذي فعل لأهل الحرّة ما فعل . وقال أحمد بن حنبل إن القرآن قد لعن يزيد بن معاوية . فقال أبنه عبد الله : يا أبي أني لم أرى في القرآن آية تلعن يزيد ، فقال أحمد : ألم تقرأ قوله تعالى " فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أُولئك الذين لعنهم الله " يا بني وأي رحم أكبر من رحم رسول الله (ص) الذي قطعه يزيد بن معاوية وقتل المؤمنين في المدينة يوم الحرّة . إن الشيعة عندما تتهم هؤلاء الصحابة بتغيير السنة النبوية الشريفة وترفض الالتزام بما غيروا في السنّة ، فهم يستندون في ذلك على الحقائق التي ذكرها التاريخ الإسلامي وأقرها علماء السنّة أنفسهم . وهم بذلك أكثر صحة في اتباعهم للسنة النبوية الحقيقية ، أما أتباع المذاهب الأربعة الذين ينكرون تغيير السنة النبوية المطهرة ويدَّعون أنها اليوم ما كانت على عهد النبي (ص) فإن هذا الرأي غير صحيح ويتعارض مع الحقائق التاريخية التي يقرونها . كما أن النبي (ص) قد أخبر بهذا التغيير كما جاء في رواية عبد الله بن مسعود أن النبي (ص) قال " سيلي أموركم بعدي رجال يطفئون السنة ويعملون بالبدعة " ( سنن ابن ماجه كتاب الجهاد ج2 ص956 وصحيح سنن ابن ماجه ج2 ص142 وسلسة الأحاديث الصحيحة ج2 ص139 ) . وقال النبي (ص) " لتتبعن سنن من كان قبلكم كحذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب دخلتم قالوا من يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال فمن ".


    إن الفرقتين الإسلاميتين السنة والشيعة اللتين اختلفتا في عدالة الصحابة هما في واقع الأمر قد اختلفتا في فهم القرآن الكريم ، فمنطق الشيعة أقرب لمنطق القرآن الكريم الذي ذم ووعد بعض الصحابة بنار جهنم ، أما منطق المذاهب السنية فهو يتعارض مع القرآن الكريم والأحاديث الشريفة ، بل حتى يتعارض مع منطق العقل إذ أن التاريخ قد ذكر أخطاء لكثير من الصحابة في حياة النبي (ص) وبعد رحيله استوجب إدانتهم إلا إذا كانت أحكام القرآن لا تسري عليهم !!
    الباحث العلمى سيد جمعة
    الباحث العلمى سيد جمعة
    مدير عام الموقع
    مدير عام الموقع


    عدد المساهمات : 6279
    نقاط : 4031
    السٌّمعَة : 91
    تاريخ التسجيل : 10/09/2008
    الموقع : مصر

    الاختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في عدل الصحابة من عدمه Empty رد: الاختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في عدل الصحابة من عدمه

    مُساهمة من طرف الباحث العلمى سيد جمعة 25th سبتمبر 2008, 7:32 am

    الاختلاف بين ( السنة : الشيعة ) في عدل الصحابة من عدمه 340-bl10

      الوقت/التاريخ الآن هو 21st نوفمبر 2024, 6:56 pm