من طرف محمد يوسف جبارين 17th نوفمبر 2010, 2:03 am
أنا المرارة فاشربني يا عيد حتى الارتواء - بقلم : محمد يوسف جبارين .. ام الفحم .. فلسطين -
هل استذوق العيد المرارة التي تشيع في أرجائي ، فجاء يشرب منها ليكون بحال مثل حالي ، فيجد اللغة التي أفهمها ، فيحدثني وأحدثه ، ويشرب من شراب البؤس الذي أشربه ، فيحس احساسي ، ويلاطف مني أنفاسي فيكتوي بحرارة ضيقي بما يجري في ظروف بلادي ، فيغدو بحس مثل حسي ، وبفكر مثل فكري ، فتتشكل له ارادة مثل ارادتي ، فيعانقني وأعانقه في صيحة داوية في كل واد : أنا أريد عيد الحرية الآتي في ركاب سيرورة الزحف بالحرية صيرورة تصير حياة عزة وكرامة ، تنتعش بها كل أنفاس العروبة في ربوع بلادي .
ألهذا جاء الآن يدق بابي ، فمن قبل كان دلف الى فضائي ، فوخزته أشواك أحزاني ، فتولى عني يلطم خده أسى على حالي ، فما مجيئه
فعهدي بميزاته ، بصفاته ، بأحواله ، وكما بلغني عنها ، بأنها بهجة وأفراح ، فما محلها من الاعراب عندي ، فهي التي لم أتذوقها يوما ، وانما لاحت في فضاء فكري كرتبة أتوسمها في أحلام يقظة أو في غيبة عقل في نوم ، وحين تشتاقني وأشتاقها ألمسها تجلس عند حافة اصرار على أن أحوزها يوما لتراقص بي كل ذرات التراب في فضائي ، فمتى تراني أداني هذا المسمى فرحا ، أو ابتسامة ، أو شدوا وطربا ، والمسافات اليها تستطيل يوما في اثر يوم ، وما عندي ، في حوزتي ، سوى هذا العقل وهذه الارادة ، والحصار الذي يسد علي كل أفق من آفاقي ، فعقلي غارق في الهموم ، والارادة شاغلها صد ظروف عبوس ، وأنياب حصار تنهش في كل جانب مني . وفي أعماقي وعي بسؤالي عن قدرة أبدل بها في ظروف نحس تمضني ، فأجول بعيون عقلي في جغرافية فيها أهلي وخلاني ، فاذا هو العشق حالم هائم على موج من ضياع بين لاتواصل ولاتفاهم ، فتفريخ لشتات هذه القدرة التي أحتاجها من أجل انعتاقي من عجز يذبحتي ، فاذا هي آمالي تغيم ، وعوائق تشرأب بأعناقها تنازعني أحلامي ، فاذا مشيت ، أو حفرت باطن الأرض كالديدان بحثا عن أمل أو حلم راودني مرة في خيالي ، فاني أظل واقفا أمامي ، ولا أرى غيري سندا يسندني ، يحاول أن يدفعني الى أمامي ، وحدي ، فاذا أنا أتقدم خطوة الى الأمام ، فاذا هو خطوي الى ورائي ، واذا أنا أمامي وورائي ، فمكاني هو مكاني ، لا أنقل خطى الى أمام ولا الى وراء ، فكل أمام وراء ، وكل وراء أمام ، بل الى الوراء أراني مدفوعا دفعا بغيري ، فالى أين يا غيري ، فالشتات ، والقهر في كل واد ، فهل هو شتات الشتات ومفاقمة القهر للقهر ، لكي نخرج من الشتات بالاقرار بأن ليس ثمة ما يدعى شتاتا ، و بأن القهر انما هو نتاج وعي يقرأ بالمقلوب لكل ما يحل بنا ، وانما هو الربيع يوزع أزهاره على أنفاسنا ، وبأن المصيبة تكمن في خلقنا ، في طبيعة تكويننا ، فالحس عندنا به ما يجعله يحس العسل علقما ، ويحس عناق الورد شوكا ينزرع في الصدر والخصر والأوردة ، والعقل يتعقل بمعكوسه ، فيضرب كل شيء بناقص ، فكل شيء بمقداره تحت الصفر ، فهكذا رؤية لحالي ، بأنه في درجات أقل من الصفر ، فتصفيره هو ما يتوجب فعله أولا ، كشرط واجب ، مترافق مع سقايتي الوهم بأن يتم بعدها تدحرجي نحو الأعداد الموجبة ، فكأني لا بد أن أغدو صفرا من أجل أن أكون أكبر من صفر ، وبما أني المقهور الذي لا يساوم في الحق ولا يجانب فهمه الحقيقة في واقع ، ولست ناقصا ولا سالبا ، وانما المنقوصة حقوقه والمسلوبة أرضه ، والمذبوحة أوردته ، والذي ليست ظروف قهره تقرر له ، وانما يغالبها ، وليست ارادته في ثلاجة ، فلهذا تتكالب قوى من كل واد تحاول أن ترسيني على درجات حرارة تحت الصفر لتقيل مني الحركة ، فأصبح متجمدا وغاية ما أتمناه أن أغدو صفرا ، فارغا من كل قدرة على التحدي والتصدي ، وهو وضع يضيف للغرباء أن يلعبوا في أرضي كيفما طاب لهم وشاءوا ، يفرحون باغترابي عن ذاتي ، يرقصون طربا بجهنم التي أنزلوها في أحوالي ، يتغنون بالمصائب التي أسقوها لي في أعيادي ، فعيدهم استيطان بيتي ، وعيدي شتاتي وغربتي عن بيتي وشمسي وقمري ونعناعي وزعتري وهوائي ومائي .
، أواه أواه با بلدي ، أواه من زمن أبكي فيه في العيد ويبكيني ، وليس لدي سواها مرارتي شرابا ، فاذا أصافحه ودمعتي على خدي ، أقول له : أنا المرارة فاشربني يا عيد حتى الارتواء ، واحزن معي على هويتي وأحوالي ، ولا تبحث عن عذر لي فيما أنا فيه ، ولا تفتش عن همس من ابتسام في نفسي ، فلقد سبقتك وفتشت في كل أرجائي ولم أجد بارقة أمل في اطلالة نسمة من نسائم بسمة ما بين أقطاري ، فلا فكاك لي من تمرمري ، فقد ترعرعت في أحوال شبعت من مرارة الأحزان والشقاء ، أتنفسها وتتنفسني ، وآكل من لحمها وتمزقني وتكاد تأكلني ، فحالي على ما فيه من البؤس ، ليس اختياري ، وانما هو محمول على عجز أسقانيه زماني ، أورثوني ضعفي ودمعي ، وما لي الا أن أخرج حيا ماردا من قبري ، لأعيد ترتيب أمري ، وهيكلة خطوي ، وحتى أشب عن طوقي وأقوى على كسر قيدي ، تظل المصائب تتدفق شلالا من حنايا ظرفي ، وتحط وتضرب بقسوة على رأسي ، فكيف أقوم من بين مرارتي وأحزاني ، هو سؤالي الذي لا يفارقني حين عقلي يجوب أحوالي ، أو حين أفر من شدة آلامي الى مخيالي ، أبحث هناك عن استراحة من أوجاعي ، فيجب أن أولد من جديد ، فالميلاد تجدد ، وتجددي لا يكون بغير ذات لي أستخرجها من ذاتي ، فهذه بعجزها قد صدأت ، ولا حل لها بغير قبرها ، يلتقمها قبر وأرتاح منها ، فهي شلل وجود يتواثب على آماله ، فليذهب الشلل وما يعنيه الى القبر ، قد حان الوقت لكي أورايها التراب ، فهي أشبه برمة ، تتنفس موهومة بحياة ، وليس بها سوى اللطم على الخد والبكاء ، فهي قيد على ذاتي الرابضة في أعماقها ، سوف أحطم هذا السجن وألقيه في القبر خارج الحياة ، وآتي من داخل قبر أرادوه لي في الحياة بكل عنفوان العزم ، بوقد الحرية آت ، فلا مفر ، رغما عن كل نحس ينحسني وبؤسي يقيدني ، وسوف أقيم لذاتي ما يريحها ، مما يرين عليها ، من أثقال الزمان التي ناخت بكل الجهل على صدري ، وأشرعت كل بوابة أمام الغرباء ، ليأتوا بسهولة بكل أشكال الذبح في حاضري ومستقبلي ، فهذه قيامتي ، فلا بد منها، وهي حتم يلازم فاعلية ارادتي المطوقة بكل عصف وقهر ، فلا حل سواه أن آتي بالأمل يضيء أفقا للخلاص ، رغما عن ظرف يحوطني وأهلي بسياج من عذاب حصار ، لا يتوقف عن صرف حقده وغله ، ينهش في لحمي وعظمي ، ولا يكف في ليل ولا في نهار عن مضاعفة في بؤسي ، وأمد البصر كل حين في كل حدب وصوب ، فلا تعانق عيناي أزهارا بغير دمع ، ولا أرى زيتونا بغير كسر ، ولا نخيلا بغير قصف ، فلا فرح يداعب جفنا ، ولا هديل في فم حمام ، ولا زقزقة عصفور تقر في أذن بغير أسى تبقيه في نفسي ، فلا شيء تحت الاحتلال تتورد به حياة ، فكل وكشرته ودمعته ، فبين يديه كل ما يشقيه ويزعله .
1st أكتوبر 2018, 4:52 pm من طرف Reda
» بيان الإعجاز العلمى فى تحديد التبيان الفعلى لموعد ( ليلة القدر ) على مدار كافة الأعوام والآيام
1st يوليو 2016, 2:11 pm من طرف usama
» كتاب اسرار الفراعنة
20th يوليو 2015, 7:11 am من طرف ayman farag
» أسرار الفراعنة القدماء يبحث حقيقة استخراج كنوز الأرض ــ الكتاب الذى أجمعت عليه وكالات الآنباء العالمية بأنه المرجع الآول لعلماء الآثار والمصريات والتاريخ والحفريات ــ الذى تخطى تحميله 2300 ضغطة تحميل
12th يوليو 2015, 4:15 pm من طرف farag latef
» ألف مبروك الآصدار الجديد ( الشيطان يعظ ) ونأمل المزيد والمزيد
26th أبريل 2015, 5:20 pm من طرف samer abd hussain
» ألف مبروك اصداركم الجديد ( السفاحون فى الآرض ) الذى يضعكم على منصة التتويج مع الدعاء بالتوفيق دوما
26th أبريل 2015, 5:17 pm من طرف samer abd hussain
» الباحث الكبير رجاء هام
12th أبريل 2015, 11:14 am من طرف الخزامي
» بيان الإعجاز العلمى فى تبيان فتح مغاليق ( التوراة السامرية ـ التوراة العبرانية )
10th أبريل 2015, 6:11 am من طرف الخزامي
» الرجاء .. ممكن كتاب أسرار الفراعنة المصريين القدماء للباحث العلمي الدكتور سيد جمعة
24th فبراير 2015, 4:37 am من طرف snowhitco