موقع الباحث العلمى : سيد جمعة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شــــعار الموقـــــع

تعلموا العلم فإن تعلمه خشية ، وطلبه عبادة ، ومذاكرته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة .. لذلك أبوابنا مفتوحة لكافة الديانات الإلهية .. وجميع منتدياتنا داخل الموقع  مفتوحة للجميع دون قيد أو شرط أجبارى للتسجيل حيث قد وهبنا كافة علومنا لله تعالى كصدقة جارية لنفس آمى ونفسى ، ولا نسألكم سوى الدعاء لنا بالستر والصحة وأن يغفر الله ماتأخر وما تقدم من ذنوب ولله الآمر من قبل ومن بعد .
الباحث العلمى
سيد جمعة
 

حكمـــة الموقـــــع

يزرع الجهل بذرا فتحبوا أغصانه مفترشة عروشا لكروش البهائم   
وتزرع الحكمة بذرا فتستقيم غصونا ملؤها عبير رياحين النسـائم

جديد اصدارات الموقع

 
أهــم المــواضيع الأخــيرة
 
أحدث اصدارات الهيئة المصرية
العالمية للإعجاز العلمى فى
 الرسالات السماوية
      كتـــــــــاب
تأليف الباحث العلمى سيد جمعة
الصورة الخلفية للفئات (اليسرى)
الصورة الخلفية للفئات (اليسرى)

المواضيع الأخيرة

» الآسماء العظمى والآسم الآعظم - علانية لآول مرة على مر تاريخ كافة العصور
اختلاف السنة والشيعة في الإمامة 00؟؟؟ Empty1st أكتوبر 2018, 4:52 pm من طرف Reda

» بيان الإعجاز العلمى فى تحديد التبيان الفعلى لموعد ( ليلة القدر ) على مدار كافة الأعوام والآيام
اختلاف السنة والشيعة في الإمامة 00؟؟؟ Empty1st يوليو 2016, 2:11 pm من طرف usama

» كتاب اسرار الفراعنة
اختلاف السنة والشيعة في الإمامة 00؟؟؟ Empty20th يوليو 2015, 7:11 am من طرف ayman farag

» أسرار الفراعنة القدماء يبحث حقيقة استخراج كنوز الأرض ــ الكتاب الذى أجمعت عليه وكالات الآنباء العالمية بأنه المرجع الآول لعلماء الآثار والمصريات والتاريخ والحفريات ــ الذى تخطى تحميله 2300 ضغطة تحميل
اختلاف السنة والشيعة في الإمامة 00؟؟؟ Empty12th يوليو 2015, 4:15 pm من طرف farag latef

» ألف مبروك الآصدار الجديد ( الشيطان يعظ ) ونأمل المزيد والمزيد
اختلاف السنة والشيعة في الإمامة 00؟؟؟ Empty26th أبريل 2015, 5:20 pm من طرف samer abd hussain

» ألف مبروك اصداركم الجديد ( السفاحون فى الآرض ) الذى يضعكم على منصة التتويج مع الدعاء بالتوفيق دوما
اختلاف السنة والشيعة في الإمامة 00؟؟؟ Empty26th أبريل 2015, 5:17 pm من طرف samer abd hussain

» الباحث الكبير رجاء هام
اختلاف السنة والشيعة في الإمامة 00؟؟؟ Empty12th أبريل 2015, 11:14 am من طرف الخزامي

» بيان الإعجاز العلمى فى تبيان فتح مغاليق ( التوراة السامرية ـ التوراة العبرانية )
اختلاف السنة والشيعة في الإمامة 00؟؟؟ Empty10th أبريل 2015, 6:11 am من طرف الخزامي

» الرجاء .. ممكن كتاب أسرار الفراعنة المصريين القدماء للباحث العلمي الدكتور سيد جمعة
اختلاف السنة والشيعة في الإمامة 00؟؟؟ Empty24th فبراير 2015, 4:37 am من طرف snowhitco

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 25 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 25 زائر

لا أحد


[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 292 بتاريخ 7th أكتوبر 2024, 2:49 pm

دعاء الموقع

اللّهم اهدِنا فيمَن هَديْت و عافِنا فيمَن عافيْت و تَوَلَّنا فيمَن تَوَلَّيْت و بارِك لَنا فيما أَعْطَيْت و قِنا واصْرِف عَنَّا شَرَّ ما قَضَيت سُبحانَك تَقضي ولا يُقضى عَليك انَّهُ لا يَذِّلُّ مَن والَيت وَلا يَعِزُّ من عادَيت تَبارَكْتَ رَبَّنا وَتَعالَيْت فَلَكَ الحَمدُ يا الله عَلى ما قَضَيْت وَلَكَ الشُّكرُ عَلى ما أَنْعَمتَ بِهِ عَلَينا وَأَوْلَيت نَستَغفِرُكَ يا رَبَّنا مِن جمَيعِ الذُّنوبِ والخَطايا ونَتوبُ اليك وَنُؤمِنُ بِكَ ونَتَوَكَّلُ عَليك و نُثني عَليكَ الخَيرَ كُلَّه

أمى وبلدى ودمى وعشقى

زهرة المدائن
 

أعلن لموقعك هنا مجانا

الصورة الخلفية للفئات (اليسرى)

الصورة الخلفية للفئات (اليسرى)

الصورة الخلفية للفئات (اليسرى)


    اختلاف السنة والشيعة في الإمامة 00؟؟؟

    الباحث العلمى سيد جمعة
    الباحث العلمى سيد جمعة
    مدير عام الموقع
    مدير عام الموقع


    عدد المساهمات : 6279
    نقاط : 4031
    السٌّمعَة : 91
    تاريخ التسجيل : 10/09/2008
    الموقع : مصر

    اختلاف السنة والشيعة في الإمامة 00؟؟؟ Empty اختلاف السنة والشيعة في الإمامة 00؟؟؟

    مُساهمة من طرف الباحث العلمى سيد جمعة 25th سبتمبر 2008, 7:33 am

    اختلفت السنّة والشيعة في الخلافة أو الإمامة ، ففي الوقت الذي يعتبر علماء السنّة أن الخلافة أو الإمامة هي مسألة خاصة بالمسلمين يختارون الإمام بأنفسهم من منطق الآية " وأمرهم شورى بينهم " (38 الشورى) ، فإن المذهب الشيعي يعتبر الخلافة أو الإمامة أمرها لله تعالى يختار من يشاء ، وعليه فإن الإمامة عند الشيعة أصل من أصول الدين والإقرار بها شرطاً أساسياً لاكتمال الدين ويستندون في ذلك على آية التبليغ " يا أيها الرسول بلغ ما أنـزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته " (67 المائدة) الآية قبل الأخيرة من ختام نـزول القرآن الكريم والتي نـزلت بعد حجة الوداع وفي الطريق بين مكة والمدينة في بقعة يقال لها غدير خم وكما روى الكثير من المفسرين والعلماء السنّة أنها نـزلت في ولاية الإمام علي بن أبي طالب ، حيث بعد نـزول هذه الآية خطب النبي (ص) فقال ضمن ما قال " من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه إلى آخر الخطبة " ثم نـزلت بعد ذلك مباشرة آخر آية قرآنية على النبي (ص) " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " (3 المائدة) وعليه فإن الشيعة تعتبر الإمامة أو الخلافة لرسول الله (ص) أمرا إلهياً أمر بها النبي (ص) أن يبلغ به ، فخطب النبي في المسلمين بعد حجة الوداع مباشرة فقال " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " . ويعتبرون الشيعة الإقرار بها شرط أساسي لاكتمال الدين لكون الدين لم يكتمل إلا بعد تنصيب الإمام علي ولي أمر المسلمين استنادا لقوله تعالى في الآية " وإن لم تفعل فما بلغت رسالته " . فالشيعة ترى أن الخليفة والإمام بعد رسول الله (ص) هو الإمام علي بن أبي طالب والإقرار بذلك هو شرط لاكتمال الدين ، وعدم الإقرار بإمامة علي بن أبي طالب كإمام وخليفة بعد رسول الله (ص) هو رد لأمر الله تعالى ، بل إن الدين من غير الالتـزام بهذا الأمر لا ينفع ، ومن هذا المنطلق تأتي الإمامة عند الشيعة أصل من أصول الدين . أما السنة فهم يفصلون بين الخلافة والإمامة حيث يعتبرون الحقبة في عهد الخلفاء ذات قدسية وامتداد لـزمن رسول الله (ص) وعليه فإنه لا ينبغي لأحد من المسلمين أن يعترض على أمر قد تم في تلك الحقبة خاصةً فيما يتعلق بكيفية حدوث الخلافة بعد رسول الله (ص) وإن حدثت صراعات فيما بينهم فهم أصحاب رسول الله (ص) وكل عمل فعلوه حسن ولا يجب الاعتراض على أحد منهم وبالتالي فإن الإقرار بخلافتهم على النحو الذي تم أمر من حسن الإيمان والاعتراض على خلافة أحدهم زندقة ، وأما الإمامة عند السنة فهي بدأت عهد الدولة العباسية عندما اتخذوا أبا حنيفة أول إمام لهم ثم مالك فابن حنبل وأخيرا الشافعي . وتعتبر السنّة إن الإمامة مسألة تخص المسلمين ، فيختاروا من يشاءوا ليهديهم ويعلمهم أمور دينهم من الكتاب والسنّة فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ الإمام فله أجر واحد . لقد بدأت الإمامة عند المذاهب الأربعة السنية في أواسط القرن الثاني من الهجرة أي بعد حوالي أكثر من مائة سنة على رحيل رسول الله (ص) ، في حين أن الإمامة عند الشيعة بدأت مباشرةً بعد رحيل رسول الله (ص) حيث اتخذوا الإمام علي إماماً لهم . يعتبر أهل السنة الخلفاء الأربعة ومعاوية وباقي حكام بنو أمية هم خلفاء أو أئمة في زمانهم فكل واحد منهم كان إمام زمانه ، وبعد ظهور أئمة المذاهب الأربعة أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل في القرن الثاني من الهجرة ، أصبح هؤلاء هم أئمة المسلمين السنّة منذ ذلك الحين إلى اليوم .الخلافة والإمامة في القرآن إن الخلافة أو الإمامة التي اختلفت فيها الفرقتين الإسلاميتين السنة والشيعة قد ورد بشأنها آيات قرآنية كثيرة ، وبمقارنة مفهوم المذاهب السنيّة للخلافة أو الإمامة بتلك الآيات القرآنية وكذلك مقارنة مفهوم الشيعة بتلك الآيات القرآنية نجد أن رأي الشيعة أقرب لمنطق تلك الآيات ، وبالمقابل فإن رأي المذاهب الأربعة السنية في مفهوم الخلافة والإمامة تصطدم بتلك الآيات القرآنية . إن الكثير من الآيات القرآنية تثبت أن الله تعالى هو الذي يختار ويجعل من يشاء إماماً ، ويتوعد من يتبع إماماً لم يختاره هو سبحانه وتعالى ، ومن ضمن الآيات قال تعالى " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين " (124 البقرة) . أن إبراهيم عليه السلام مع إنه كان نبياً إلا أنه لم يكن إماماً للناس شرعاً حتى اختاره الله وجعله إماماً للناس وأصبح على الناس أن يتخذوه إماماً ، فالله هو الذي جعل إبراهيم إماماً وليس المسلمون . وقال تعالى " وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا " (73 الأنبياء) ، وقال تعالى " وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون " (24 السجدة) ، وكذلك " واجعلنا للمتقين إماما " (74 الفرقان) ، وقال موسى مخاطبا ربه " واجعل لي وزيراً من أهلي " (29 طه) فمع أن موسى أصبح نبياً لم يكن من حقه أن يجعل أخاه وزيرا أو يستخلفه إلا بأمر الله فطلب أن يجعل الله أخاه هارون وزيرا . وقال تعالى " يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض " (26 ص) فالله هو الذي يجعل من يشاء خليفة . وقال تعالى " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة " (30 البقرة) فالخلافة الربانية في الأرض يجعلها الله بأمره ، وخليفة الله في الأرض ليست بالضرورة تعني النبوة بل من يشاء الله أن يحكم بحكمه في الأرض وقد ذكر القرآن الكريم شخصيات قال العلماء أنهم ليسوا أنبياء مثل لقمان الحكيم وقالوا الخضر أيضا وذو القرنين . فالإمام أيضا هو خليفة الله على الأرض وحجة الله على البشر والأنبياء شهداء عليهم " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " (41 النساء) . وقال تعالى " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين " (5 القصص) وبالمقابل توعد الله الأئمة الذين لم يأذن الله لهم فقال تعالى " وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون " (41 القصص) فمع أن الناس اختاروهم أئمة فقد تدخل الله في تلك الإمامة وجعلها إمامة ضلال .
    إن الآيات القرآنية السابقة تبين أن الخلافة والإمامة شأن رباني لا ينبغي تدخل أحد فيها " ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلاً " (49 النساء) " وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحانه وتعالى عما يشركون " (68 القصص)
    إن الله تعالى توعد الذين لم يلتـزموا بالإمام الذي أختاره فقال " يوم ندعو كل أناس بإمامهم فمن أُوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤون كتابهم ولا يظلمون فتيلا ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا " (71،72 الإسراء) فالناس الذين تبعوا الإمام الذي أراده الله تعالى سوف يؤتون كتابهم بيمينهم ، أما الذين اختاروا إماماً غير من أراده الله تعالى فقد شبههم الله تعالى بالعميان ، لأن الأمر كان واضحاً ولم يلتـزموا به بالتالي يُبعثون يوم القيامة عميٌ وأضل سبيلا.
    إن هاتين الآيتين (71 ، 72) من سورة الإسراء تفيدان وحدهما أن هناك شيئا ما ومصير مرتبط بالإمام وأعطى الله مثالا فقال " من كان في ذلك أعمى " ومن أسلوب المثال يتضح أن هناك أمام يفترض إتباعه لكن البعض لا يتخذه إماما وكأنه لا يراه إماما ، فشبهه الله بالأعمى ، وعليه سيبعث أعمى " فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا " . إن قول المذاهب الأربعة السنية بأن الخلافة أو الإمامة قد ترك اختيارها للمسلمين يعد نوع من المجازفة وتلاعب بالمصير يوم القيامة ، فبحكم الآيتين السابقتين يعتبر مصير كل فئة من الناس متعلق بمصير الإمام الذي اختاروه ، فإن كان اختيار الإمام خطأ فالمصير العمى يوم القيامة بغض النظر عن العمل والعبادة في الدنيا حيث لن يقبلها الله وستكون هباءًا منثورًا " وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورا " (23 الفرقان) .
    قال تعالى " وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " ، وقال تعالى " وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم " (33 محمد ) لقد جاء لفظ " ولا تبطلوا أعمالكم " للتذكير بطاعة الإمام الذي أمر الله طاعته ، فاستبدلت العبارة " أولى الأمر " ( أي وأطيعوا الإمام الهادي ) بعبارة " ولا تبطلوا أعمالكم " لأن عدم الاقتداء بذلك الإمام يؤدي إلى بطلان العمل ، فالعبارة " لا تبطلوا أعمالكم " ليس المقصود بأن عدم طاعة الله والرسول يبطل العمل لأن بدونها لن يقبل العمل أصلا ، ولكن العبارة تشير إلى أن هناك عمل صالح ( طاعة الله وطاعة الرسول ) لكنه معرّض أن يبطل . فالطاعة لله والرسول ينبغي لها أن تكمل بطاعة ذلك الإمام الهادي الذي أمر الله بطاعته . وقوله " ولا تبطلوا أعمالكم " هو تذكير وتحذير لقوله تعالى " وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا " ، وكأن الله تعالى أراد القول أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأطيعوا الإمام الذي أمرت بطاعته حتى لا تصبح طاعتكم ناقصة فتكون هباءا منثورا .
    إن الإمام هو خليفة الله ولا بد أن يفتي أو يحكم بحكم الله ولا يشطط حتى لا يضل قومه فكيف له أجر واحد إن أخطئ كما يزعم أهل السنة وهو قد أضل قومه ؟ فهل يعقل أن يكافئ على ضلاله ؟! وماذا لو كان نصف فتاواه خطأ وخلاف حكم الله ؟! فهل يعقل أن يكافئ في ذلك وهو مضل لقومه ؟! من هنا تكمن أهمية الأمام ، فالقول بأن الخلافة أو الإمامة من شأن الناس يتعارض مع الكثير من الآيات القرآنية ويُعد مجازفة بالمصير يوم القيامة .
    أن أهمية الإمام يوم القيامة عند الله كما ورد في الآيتين السابقتين (71،72 الإسراء) تؤكد أن لله أمر ما في الإمامة وعلى الناس أن يدركوا ذلك ويلتزموا بهذا الأمر ، ولو كانت الخلافة أو الإمامة أمر اختيارها للمسلمين لما أصبحت ذات أهمية يوم القيامة وتحدد مصير كل قوم بمجرد دعوة إمامهم كما ورد في الآيتين السابقتين . ثم يقول تعالى بعد ذلك " ونـزعنا من كل أمة شهيداً فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون " (75 القصص) أي إن الله لا يسأل عن أعمالهم بل سأل الشهيد عليهم وهو الإمام الذي اختاروه عن برهان شرعيته فعلموا إن الحق لله في الاختيار وهم قد افتروا وبذلك وضلوا . إن المذاهب السنية التي تعتبر الخلافة أو الإمامة أمرها للناس من منطلق الآية " وأمرهم شورى بينهم " لم تفرق بين ما تعنيه الآية الكريمة وبين ما هو لا يدخل ضمن نطاق الشورى كالدين ، فمجال الشورى ينحصر في أمور الدنيا فقط ، أما الدين لله وحده ، فما كان ذو علاقة بالدين كان أمره إلى الله وما كان غير ذلك فهذا من شأن البشر . إن قصة موسى (ع) مع بني إسرائيل تثبت عدم قدرة الإنسان في اختيار الأنسب لأن الإنسان لا يعلم ما في الصدور ، فإذا كان نبي الله موسى (ع) لم يحسن اختيار الأفضل من قومه للقاء الله ، فكيف بالناس يحسنون اختيار المناسب ؟ فهذا موسى (ع) اختار أفضل سبعين رجلاً في نظره من أصل أفضل سبعمائة رجل من بني إسرائيل حينما قال له بني إسرائيل " لا نؤمن لك حتى نرى الله جهرة " ولما اختارهم موسى وذهب للقاء الله عز وجل ثم كلمهم الله كفروا وقالوا هذا سحر فأرسل عليهم صاعقةً وأماتهم كما ورد في القرآن الكريم . فع أن موسى كان نبيا لم يحسن اختيار أفضل قومه إيمانا وعلما فكيف يحسن الناس اختيار الإمام ؟! إن الإمامة هي مرتبة دينية يضعها الله لمن يشاء كما بينت الآيات السابقة ودور الإمام دور تكميلي للرسالة فالرسول (ص) كان دوره مميـزاً ومحدداً جاء بالرسالة لينذر ويبشر فقط أما الإمام الهادي فالله هو الذي يختاره . ولعل الحوار الذي جرى بين النبي (ص) وبين بني عامر بن صعصعة يبين بمنتهى الوضوح إن الله هو الذي يختار الخليفة أو الإمام بعد النبي (ص) ، فعندما اجتمع الرسول (ص) مع بني عامر بن صعصعة وطلب مساعدتهم ضد المشركين قالوا : أريت إن نحن بايعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك ؟ قال الرسول (ص) : الأمر لله يضعه حيث يشاء . فقالوا : أفتهدي نحورنا للعرب دونك فإن أظهرك الله كان الأمر لغيرنا لا حاجة لنا بأمرك فأبوا عليه . هذه الواقعة تبين بوضوح أن الخلافة بعد النبي (ص) بيد الله كما قال الرسول (ص) الأمر لله يضعه حيث يشاء ،‍ ولو كان غير ذلك لكان رد النبي لهم مشجعاً ليكسبهم ويتعاونوا معه فقد كان بحاجة إليهم فيقول لهم مثلاً الأمر للناس يختارون من يريدون وهذا لم يقوله الرسول (ص) .
    الباحث العلمى سيد جمعة
    الباحث العلمى سيد جمعة
    مدير عام الموقع
    مدير عام الموقع


    عدد المساهمات : 6279
    نقاط : 4031
    السٌّمعَة : 91
    تاريخ التسجيل : 10/09/2008
    الموقع : مصر

    اختلاف السنة والشيعة في الإمامة 00؟؟؟ Empty رد: اختلاف السنة والشيعة في الإمامة 00؟؟؟

    مُساهمة من طرف الباحث العلمى سيد جمعة 25th سبتمبر 2008, 7:34 am

    إن النبي (ص) كان دوره نذيرا وبشيرا ولم يشرح القرآن الكريم لأمته حتى مات (ص) وترك هذا الدور للإمام ، وإن الإمام الذي سيهدي الأمة ويحكم بالقرآن الكريم ينبغي لهذا الإمام أن يكون ملماً بتفسيره وتأويله وأحكامه وإلا قال برأيه ما شاء في حين أن الله لا يريد أن يقول أحد برأيه ما يشاء في دينه ، وخير دليل قصة الملكين اللذين نزلا على داود عليه السلام ، وكان داود عليه السلام قبل ذلك معجبا بحكمته وعلمه ، وأراد الله تعالى أن لا يصل مرحلة غرور بنفسه ، فأرسل إليه ملكين في هيئة بشر ، وفوجئ داود بهما في المحراب فخاف منهم ، قالوا له لا تخاف نحن خصمان فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط ، فقال أحدهما " إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب " (23 ص) فحكم داود برأيه فقال " لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه " (24 ص) فتسرع داود بالحكم على الآخر بأنه ظالم دون أن يتأكد منه أنه فعلا طلب ذلك ، فبين الله تعالى لداود أنه تسرّع ولا ينبغي له أن يحكم بهذا الحكم وإنما كان عليه أن يتأكد من الطرف الآخر قبل أن يحكم ، وأمره أن لا يحكم برأيه مرة أخرى مع أنه كان نبياً " وظن داود أنما فتنّاه فاستغفر ربه وخر راكعا " ( 24 ص) " يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى " (26 ص) فمع أن داود كان نبيا لم يقبل الله أن يحكم برأيه بل الحكم الصحيح الذي هو حكم الله ، فكيف بمن يستنبط الأحكام الشرعية ويشرح القرآن الكريم وهو لا يعرف تأويله وأحكامه ويقول برأيه ؟! فهل يقبل الله تعالى إماماً للناس باختيارهم فيقول برأيه ويحاسبهم عليه ؟! أم سيختار لهم الإمام العالم بدينه ويحاسبهم إن لم يلتـزموا به ؟
    الخليفة والإمام من واقع القرآن




    قال تعالى " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين " (124 البقرة) ، هذه الآية تتحدث عن الإمامة بالطبع وليس النبوة كما يتصورها البعض . لقد كان إبراهيم نبيا ولم يكن له ذرية حتى أصبح شيخا كبير ، وكونه سأل عن حال ذريته فهذا تأكيد أن الإمامة جاءته بعد نبوته عليه السلام ، وإلا لو كانت الإمامة مقصود منها نبوته لم يكن لسؤاله داع لكون زوجته في تلك الفترة عاجزة عن الإنجاب حتى بشروه الملائكة وهم في طريقهم إلى قوم لوط عليه السلام . فالإمامة في الآية الكريمة هي غير النبوة كما يعتقد البعض .

    إن الآية الكريمة السابقة تعطي دليل آخر على إن الإمامة من اختيار الله وليس من اختيار الناس ، وهذا الدليل هو شرط الإمامة " لا ينال عهدي الظالمين " حيث يفيد هذا الشرط أن الإمامة لا تجوز لمن ظلم ، وبالتأكيد فإن هذا الشرط لا يعلمه إلا الله لأن هناك من يظلم دون أن يشعر به أحد ، فلا يمكن للناس تطبيق هذا الشرط على أحد لكي يختاروه إماما لهم . والظلم نوعان ظالم لنفسه وظالم لغيره ، وحيث أن الله تعالى قال في القرآن الكريم " إن الشرك لظلم عظيم " (13 لقمان) فبتطبيق هاتين الآيتين على الخلفاء الأربعة نجد أن الإمام علي بن أبي طالب هو وحده من الخلفاء الأربعة استحق الخلافة أو الإمامة ، فأبي بكر الصديق كان قبل إسلامه يعبد الأصنام أي مشركاً وبالتالي مرتكب لظلم عظيم ، وكذلك عمر بن الخطاب الذي عبد الأصنام ، وكذلك كان عثمان ، فقد أسلم هؤلاء وهم في الأربعينيات من عمرهم ، وكانوا قبل ذلك يعبدون الأصنام ويشربون الخمر وما إلى ذلك من أفعال الجاهلية ، لذلك كانوا من المشركين أي من الظالمين وهم بالتالي ليسوا ضمن نطاق عهد الله لينالوا الإمامة " قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين " . قد يتساءل شخص إن الإسلام يجُب ما قبله ، نقول لكن الآية صريحة وواضحة فلم يقل الله لا ينال عهدي الظالمين إلى من تاب أو آمن بل قال " لا ينال عهدي الظالمين " وهو دليل قطعي بعدم جواز الإمامة لمجرد حدوث الظلم . وقد يكون السبب في أن الرسول (ص) وبناءاً على أمر الله عندما أرجع أبا بكر وأرسل بدلاً منه الإمام علي ليقرأ سورة براءة على المشركين كان لهذا السبب .

    هناك نقطة أخرى في الإمامة وهي قول النبي إبراهيم عليه السلام حيث قال " ومن ذريتي " وهذا دليل على أن الله قد خص الإمامة في ذرية إبراهيم عليه السلام فقط ولا تنفع لغيرهم عندما أجابه الله " لا ينال عهدي الظالمين " أي ستكون الإمامة في ذريتك ولكن أي منهم يظلم نفسه لن ينال الإمامة . لذلك فإن شرطي الإمامة تنطبق على الإمام علي بن أبي طالب وحده دون باقي الخلفاء الثلاثة ، فهو من ذرية إبراهيم ولم يشرك بالله قط . وهذين الشرطين لا ينطبقان على أبي بكر ولا عمر ولا عثمان .

    أن من اتخذ أبا بكر أو عمر أو عثمان خليفة أو إمام فقد خالف نص القرآن الكريم كما أوضحنا ، والقول بصحة خلافتهم افتراء على الله ، وينطبق ذلك أيضاً على معاوية بن أبي سفيان وابنه يـزيد اللذين كانا مشركين مع أبيهم أبو سفيان وآخرين ممن حكموا الدولة الأموية الذين ظلوا مشركين حتى عام الفتح فالقول بأنهم أئمة زمانهم هو افتراء على الله . لذلك فإن الشيعة ترفض أن يكون هؤلاء خلفاء أو أئمة ويعتبرون الخليفة أو الإمام بعد النبي (ص) هو الإمام علي بن أبي طالب الذي لم يشرك في حياته قط " فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم المهتدون وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه " (81،82،83 الأنعام) .


    إن الله تعالى أرسل رسوله محمد (ص) للناس نذيراً وبشيراً ليبين لهم دين الإسلام فيُرغِّب فيه وينذر من يصد عنه ، ولم يكن دوره هداية الناس لكي لا يضلوا بعد إسلامهم حيث ترك الله تعالى أمر الهداية للإمام الهادي الذي سيخلف النبي . وسيكون دوره شرح الآيات القرآنية واستنباط الأحكام الشرعية التي تستجد على قومه ، فالرسول (ص) كان منذرا ومبشرا فقط والإمام دوره مكملا لهداية الناس لكي لا يضلوا بعد إسلامهم " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد " (7 الرعد) ، " قل إنما أنا منذر " (65 ص) " إنما أنت منذر من يخشاها " (45 النازعات) ، " إن هو إلا نذير مبين " (184 الأعراف) ، " إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون " (188 الأعراف) ، " إن أنا إلا نذير مبين " (115 الشعراء) ، " إن أنت إلا نذير " (23 فاطر) ، " وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين " (92النمل) . فالرسول (ص) كان منذرا ولم يكن دوره الهداية ، فمن اهتدى من تلقاء نفسه كان بها ومن ضل ولم يهتدي فليس على الرسول هدايته ، وإنما الهداية على الإمام الهادي الذي يأتي فيما بعد ، فيهديهم إلى الصراط المستقيم ويفسر لهم تلاوة القرآن ، أي يشرح لهم بنود الدستور الإلهي . قال الشيخ محمد متولي الشعراوي في صحيفة الوطن الكويتية بتاريخ 18 شعبان 1417 هجرية عندما سُئل لماذا لم يفسر الرسول (ص) القرآن ؟ فأجاب : لو أن الرسول (ص) فسر القرآن لما كان لأحد أن يـزيد عليه أبداً لكنه فسر الأحكام المطلوبة فقط التي فيها الثواب والعقاب .

    إن قول الله تعالى " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد " دليل على أن الله سبحانه وتعالى قد تكفل بأن يجعل لكل قوم هاد يهديهم وهذا الهاد هو الإمام الذي سيهدي قومه ، وعليه فإن لكل زمان إمام يهدي قومه . إن الله الذي تكفل بأن يجعل لكل قوم إمام يهديهم ويعلمهم فلا بد لهذا الإمام أن يكون عالما بتأويل القرآن كي يحكم بما أنـزل الله ولا يشطط ولا يقول برأيه أو يهوي كما فعل نبي الله داود إذ حكم برأيه فنهاه الله .

    إن الإمام هو خليفة الله على الأرض ، والله أمر الناس أن يطيعوه أيضاً " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر " (59 النساء) يدل ذلك أن هذا الإمام لابد أن يكون الرجل الأول في قومه حتى يطيعه الجميع ، لذلك لابد أن يكون الإمام هو الحاكم وهو الخليفة حتى يكون الجميع مطيعاً له . فالخليفة يجب أن يكون أعلم القوم بتأويل القرآن وأحكامه فهو الإمام الهادي ، وهو أشبه بالمنارة التي يهتدي بها ، ومركز النور الذي يحيط به كل من يسعى الخروج من الظلام ، فهو يشع نوره ليهتدي من ضل عن السبيل . وقد ذكر التاريخ أنه لم يكن أحدا من الصحابة أو الخلفاء إلا وأحتاج لعلم غيره ما عدا الإمام علي بن أبي طالب لم يحتاج لغيره ، بل أحتاج إليه الآخرون كلهم ، لذلك فالإمام علي أولى بالخلافة من غيره . فأبي بكر لم يكن عالما بتأويل القرآن كما كان الإمام علي ، بل بصحيح العبارة لم يكن أبو بكر فقيهاً ولو كان كذلك لنُسب إليه شيئاً كثيراً في فقه المذاهب الأربعة وعلى العكس تماما في الفقه الشيعي الذي يعتمد كثيرا على فقه الإمام علي . وأما على صعيد الواقع التاريخي فقد كان أبو بكر وعمر وعثمان يستنجدون بالإمام علي في حل المعضلات الشرعية التي كانوا يقعون فيها حتى أن عمر قال مقولته الشهيرة ( لولا علي لهلك عمر ) لذلك لم يكن منطقيا أن يخلف النبي (ص) من ليس هو أعلم القوم بكتاب الله بعكس الإمام علي الذي كان وبشهادة الكثير من الصحابة أعلمهم بكتاب الله وسنة رسوله (ص) ، فقد احتاج إليه أبي بكر وعمر وعثمان في حين أنه لم يكن بحاجة إلى أحد ، فأبي بكر لم يكن قادراً على الهداية إلى الحكم الشرعي في كثير من تلك المعضلات إلا بمساعدة الإمام علي وكذلك عمر وعثمان ، لذلك وجب أن تكون الخلافة والطاعة للإمام علي ، لمن هو أعلم بكتاب الله " أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يُتَّبع أمن لا يَهدي إلا أن يُهدى فما لكم كيف تحكمون " (35 يونس).


    إن الله تعالى قد بيّن لنا الخليفة بعد الرسول (ص) حينما أنـزل " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " (55 المائدة) ، حيث ذكرت الكثير من كتب السنّة أنها نزلت في الإمام علي ، منها تفسير الرازي ج12 ص26 وتفسير الزمخشري ج1 ص347 والدر المنثور للسيوطي ج3 ص104 ومجمع الزوائد للهيثمي ج7 ص29 وشواهد التنزيل للحسكاني ج1 ص161 وتذكرة الخواص ص15 والفصول المهمة ص108 ومطالب السؤول ص31 ، وذكر ذلك الكثير من العلماء في كتب التفسير كالطبري والقرطبي وابن الأثير وغيرهم .

    لقد بيّن الله تعالى هذا الإمام وقرن ولاية هذا الإمام بولايته هو عز وجل ورسوله (ص) وجعله إماماً هادياً لقومه . ولأهمية الإمامة جعل الله تعالى آخر أوامره لرسوله أن يبين الإمام بعده فنـزلت آية التبليغ " يا أيها الرسول بلغ ما أنـزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته " (67 المائدة) . وقد روى الكثير من علماء المذاهب الأربعة السنية أن هذه الآية أيضا نـزلت في ولاية الإمام علي منهم الفخر الرازي في تفسيره الكبير في ذيل تفسير الآية وكذلك ذكر الواحدي في أسباب النـزول ص150 والترمذي ج2 ص298 والحاكم في مستدرك الصحيحين ج3 ص109 والكثير من علماء السنّة من المذاهب الأربعة يقرون بهذه الحقيقة ، ويذكرون أنه بمجرد نـزول الآية خطب رسول الله (ص) خطبةً طويلة حذّر من الضلال بعده وأشار إلى الهادي بعده فقال ضمن تلك الخطبة " من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم والي من والاه وانصر من نصره واخذل من خذله " ، وبعد الانتهاء من الخطبة والإعلان الرسمي بالولاية للإمام علي ، نزلت آخر آية قرآنية يقول فيها تبارك وتعالى " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " ( 3 المائدة ).

    يروي السيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم " عن أبي سعيد الخدري قال : لما نصب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علياً يوم غدير خم فنادى له بالولاية هبط جبريل عليه بهذه الآية . وذكر السيوطي أنه كان ثماني عشرة من ذي الحجة قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه فأنزل الله " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي " . فحينما كانت الآيات القرآنية تنزل على الرسول (ص) في المراحل السابقة من نزول القرآن ، وعد الله تعالى المسلمين أن يجعل لهم في الختام شيئا يتعلق بهداية الناس ، حيث قال تعالى " ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون " ( 150 البقرة ) ، أي أن في نهاية النعم أيها الناس هناك نعمة تتعلق بهداية المسلمين . إن هذه الآية الكريمة في حد ذاتها تفيد شيئين أثنين ، أولها أن عند إتمام النعم ستكون آخرها نعمة خاصة ذات علاقة بهداية المسلمين . ثانياً من دون تلك النعمة لا يمكن للمسلمين أن يهتدوا بأنفسهم ( ولعلكم تهتدون ) بل لربما يهتدون مع وجود تلك النعمة . إذن فموضوع هداية المسلمين لكي لا يضلوا قد تركه الله تعالى في نهاية المطاف لتكون إتمام النعمة ولعل المسلمون يهتدون به ، وحيث أن الله تعالى قال في أخر آية " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي " لذلك لابد أن يكون ذلك اليوم هو اليوم الذي وعد الله أن يتم نعمته بنعمة لعل المسلمون يهتدون ولا يضلوا بعد النبي (ص) ، وحيث أن الله تعالى أنزل في ذلك اليوم آية " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك " ثم قام الرسول (ص) وبلغ بولاية الإمام علي كما ذكر المفسرون ، لذلك لا بد أن تكون خلافة وإمامة علي بن أبي طالب هي تلك النعمة والهداية التي وعد الله تعالى بها مصداقاً لقوله تعالى في السابق " ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون " ، وبعدما قام النبي (ص) بتنصيب الإمام علي خليفة له ، قال تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي " . فقد أراد الله تبارك وتعالى أن يكون الدين متكاملاً منهجاً وقيادة لضمان الاستمرارية وتجنب الفتنة والانحراف ، لأن أي انحراف في القيادة أو المنهج ينحرف الأخر ، لذلك لابد من التكامل بين القيادة والمنهج لاستمرار النظام أي نظام ، فما بالك بنظام إلهي يهدف إلى خلق خير أُمة . وكان من فضل الله تعالى ونعمته علينا أنه بعد أن أكمل المنهج اختار القيادة لاستمرارها حتى بعد وفاة الرسول (ص) مصداقا لقوله تعالى " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد " فلكل زمان إمام ، ويصبح الإمام علي إماما للمسلمين بعد وفاة الرسول (ص) ، ثم تستمر الإمامة حتى لا تنقطع الحجة على الناس إلى يوم القيامة " يوم ندعو كل أُناس بإمامهم " (71 الإسراء) .

    أن الله تبارك وتعالى اختار القيادة لإدارة المنهج الإسلامي رحمةً بالمسلمين ، فكما اختار محمداً (ص) نبياً لينذر الناس ويرغبهم فقد اختار الإمام علي ( باب مدينة علم الرسول ) ولياً لأمر المسلمين وامتداداً لقيادة رسول الله (ص) ليشرح الآيات القرآنية وليحكم بحكم الله فيما يستجد على القوم بعد رحيل رسول الله (ص) حتى لا يضلوا ، واعتبر الله تعالى ذلك إتمام النعمة على المسلمين واكتمال دينه .
    الباحث العلمى سيد جمعة
    الباحث العلمى سيد جمعة
    مدير عام الموقع
    مدير عام الموقع


    عدد المساهمات : 6279
    نقاط : 4031
    السٌّمعَة : 91
    تاريخ التسجيل : 10/09/2008
    الموقع : مصر

    اختلاف السنة والشيعة في الإمامة 00؟؟؟ Empty رد: اختلاف السنة والشيعة في الإمامة 00؟؟؟

    مُساهمة من طرف الباحث العلمى سيد جمعة 25th سبتمبر 2008, 7:35 am

    أن المسلمين الذين يقرّون ويلتزمون بكل ما أمره الله تعالى من أول آية نزلت " أقرأ بأسم ربك الذي خلق " (1 العلق) إلى آخر آية نزلت في القرآن " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " بما فيها الآية " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك " والمتعلّقة بالولاية للإمام علي ويلتزمون بها هؤلاء هم المسلمون الذين أنعم الله عليهم ، ومن ترك أمراً من أوامر الله فإنه خرج عن نطاق النعمة على الاعتبار أن دينه غير مكتمل وقد رد شيء من أمر الله ولم يلتزم به وبالتالي عدم الإيمان بكل ما أنزله مما يستوجب غضب الله فيحبط عمله " ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم " (9 محمد) ، " وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً " ( 23 الفرقان ) . ويؤكد ذلك الحديث الشريف " من مات وليس في عنقه بيعة لإمام مات ميتة جاهليه " ، أي من لم يرتبط بهذا الإمام فلا يقبل منه دين مهما أدى فروضه ، فإن مات حبط عمله وأصبح كمن مات على الجاهلية لن يقبل من عمله شيء .

    يتضح مما سبق أن ولاية الإمام علي كان آخر أمرا من الله عز وجل فرضه على المسلمين ، فمن ألتزم بذلك وباقي أوامر الله الذي أنزله في القرآن الكريم فهو من الذين أنعم الله عليهم . أذن حينما يقرأ المسلم سورة الفاتحة أو يدعو الله فيقول " أهدنا الصراط المستقيم " (6 الفاتحة) ثم يطلب أن يكون هذا الصراط هو " صراط الذين أنعمت عليهم " (7 الفاتحة) فإنه في حقيقة الأمر يطلب من الله أن يجعله ممن ألتزم بكل أوامره التي فرضها بما فيها أمره بولاية الإمام علي بن أبي طالب الذي أمر الله بها في ختام نزول القرآن ، أي الالتزام بالمنهج والقيادة التي أمر بها الله تعالى . فإن التزم بالمنهج والقيادة فهو من الذين أنعم الله عليهم ، وقد اهتدى إلى الصراط المستقيم الذي يدعو الله من أجله في كل صلاة .




    أن بعض المفسرين الذين ساهموا في الضلال والانقسام يتعمدون كتمان الحقيقة بسبب العصبية المذهبية ، حيث لا يذكرون السبب الحقيقي لنزول الآية " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك " ، ويقولون عوضا بأن الله تعالى طلب من الرسول (ص) أن يبلغ بالدين الإسلامي !

    إن الآية الكريمة " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته " هي جملة شرطيه لوجود كلمة ( وإنْ ) ، والجملة الشرطية لابد أن تربط ما بين أمرين مختلفين كما هو معلوم ، فكلمة ( إنْ ) في الآية الكريمة بوجود السكون على آخرها هي أداة شرط تربط بين فعل الشرط وجواب الشرط ، فهي تستخدم للربط بين أمرين مختلفين بحيث أنه إذا حدث أحدهما ( فعل الشرط ) أستوجب حدوث الآخر ( جواب الشرط ) ، فمثلا يقال ( إنْ تدرس تنجح ) فالربط هنا بين شيئين منفصلين الدراسة فعل الشرط والنجاح جواب الشرط ، أو ( إنْ تنصروا الله ينصركم ) فالربط بين النصر لله فعل الشرط ونصر الله جواب الشرط ، وكذلك ( إنْ لم تفعل ما أمرتك لن تنال طلبك ) فالربط هنا بين شيئين منفصلين هما الأمر والطلب ، وهكذا لا بد أن تكون أداة الشرط ( إنْ ) تربط ما بين أمرين مختلفين ، ولا يجوز أن تستخدم أداة الشرط في جملة تتشابه فيها فعل الشرط مع جواب الشرط ، فمثلا من الخطأ القول ( إنْ تدرس تدرس ) أو ( إنْ تنصروا الله تنصروا الله ) أو ( إنْ لم تفعل ما أمرتك لم تفعل ما أمرتك ) !! فهذه الأقوال لا معنى لها ، والقرآن الكريم المشهود له بالبلاغة والأعجاز اللغوي لا يمكن أن يحتوي على ذلك الخطأ ، فالآية الكريمة " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإنْ لم تفعل فما بلغت رسالته " إذا كان المقصود كما يزعم هؤلاء المفسرين بأن يبلغ رسالة الإسلام ، وحيث أن كلمة ( رسالته ) تعني رسالة الإسلام فستكون المعنى في قوله تعالى في هذه الحالة ( بلغ رسالة الإسلام وإن لم تفعل فما بلغت رسالة الإسلام ) أي تكون الجملة ( وإنْ لم تبلغ رسالة الإسلام فما بلغت رسالة الإسلام ) !! فأين وظيفة أداة الشرط ( إنْ ) في هذه الحالة ؟ وأين جواب الشرط ؟

    إن العقل والمنطق لا يمكن أن يقبل هذا التفسير للقرآن المشهود له بالإعجاز اللغوي . ثم كيف يأمر الله رسوله قبل أن يختم القرآن الكريم بآية واحدة فقط وقبيل وفاة الرسول ويطلب منه أن يبلغ عن الدين الإسلامي؟! وكيف يقول له " وإنْ لم تفعل " والرسول (ص) قد فعل وبلّغ الرسالة منذ ما يقارب ثلاثة وعشرون عاما ؟! " تلك آيات الكتاب والذي أنزل إليك من ربك الحق ولكن أكثر الناس لا يؤمنون " (1 الرعد).

    ثم كيف يطلب الله من رسوله في آخر أمر أن يبلغ عن الدين كما يزعمون ثم بعد ذلك بقليل وفي نفس اليوم ينزل آخر آية " اليوم أكملت لكم دينكم " ؟! ولماذا نزلت مباشرة بعد خطبة الرسول في غدير خم والإقرار بولاية الإمام علي بن أبي طالب ؟ ألا يقر هؤلاء المفسرون أنه بعد نزول آية " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك " قد حدث شيئا ما في بقعة يقال لها غدير خم ؟ ثم بعد ذلك مباشرة نزلت الآية الأخيرة " اليوم أكملت لكم دينكم " كما ذكر الفخر الرازي والواحدي والترمذي والحاكم النيسابوري وغيرهم من علماء السنّة . لقد روى حديث غدير خم 110 صحابياً و 84 من التابعين وأخرج حديث غدير خم 360 عالم من علماء السنّة ( راجع كتاب الغدير للأميني ج1 ص14-151 ).

    لقد سعى البعض لتغيير المكان الذي نزلت فيه آخر آية قرآنية ليمسح آثار ولاية الإمام علي في غدير خم ، فأخرج رواية مزيفة أن يهوديا جاء إلى عمر فقال له : أن آية في القرآن لو نزلت علينا نحن اليهود لاتخذنا ذلك اليوم عيدا . فقال عمر : ما هي ؟ قال اليهودي " اليوم أكملت لكم دينكم " . فقال عمر : أعلم أين ومتى نزلت أنها نزلت في عرفة ! أن هذه الرواية المزيفة تكشف عن نفسها والهدف منها . فالمسلمين يحتفلون بعرفة وهو يوم عظيم عندهم ولا بد أن يكون اليهود الذين عاشوا بينهم قد أدركوا ذلك فلا حاجة تستدعي ذلك اليهودي ليذهب إلى عمر وينبهه بتعظيم يوم عرفة . كان أفضل لمن اختلق تلك الرواية لو قال أنها نزلت عند فتح مكة !! لأن الدين لم يكتمل عند عرفة فقد بقي باقي أعمال الحج الأخرى وجب على الرسول (ص) أن يبينها للمسلمين كالمبيت في المزدلفة وكذلك رمي الجمرات والهدي والمبيت في منى ثم طواف البيت الحرام والصفا والمروة . فكان الأجدر لمن اختلق تلك الرواية أن ينتبه لذلك ويختار غير عرفة أو يقر بما أنزل الله ، لكنها العصبية المذهبية التي تجعل على القلوب أقفال ، وعلى العيون غشاوة . " ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل " ( 44 النساء ) ، " الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار " ( 28 إبراهيم ) ، " يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون " ( 83 النحل ) ، " وإذا قيل لهم أتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير " ( 21 لقمان ) ، " أفمن يعلم إنما أُنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى " (19 الرعد) . " يوم ندعو كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤون كتابهم ولا يظلمون فتيلا ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا " ( 71 72 الإسراء ).

    إن الله تعالى كما فرض العبادات الصلاة والصوم والزكاة والحج ولم يبيِّن تفاصيلها فبيَّنها رسوله (ص) ، فقد فرض الله تعالى على المسلمين الإمامة وأنزل بذلك " يا أيها الرسول بلغ ما أُنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته " . ومثلما بيَّن الرسول تفاصيل تلك العبادات ، فقد بيَّن الولاية والإمامة في غدير خم بعد حجة الوداع ، حينما خطب مباشرة بعد نزول الآية فقال " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " .



    قال تعالى : " قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى " (23 الشورى) وقال تعالى : " قل لا أسألكم عليه أجراً إن هو إلا ذكرى للعالمين " (90 الأنعام) . إن الله قد أوضح في هاتين الآيتين ضرورة الإقتداء بقربى رسول الله (ص) من أجل الاهتداء فمن يريد الهداية عليه بأهل البيت . ففي الآية الأولى ربط الله بين أجر الدين وبين المودة والموالاة لأهل البيت ، وفي الآية الثانية أستبدل الله تعالى كلمة " القربى " ووضع بدلاً منها عبارة " إن هو إلا ذكرى للعالمين " ، فالعبارة للتذكير بالقربى وهم أهل البيت ، إذ لا يمكن أخذها بغير هذا القصد لارتباطها بمسألة الأجر " قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى " وكذلك " قل لا أسألكم عليه أجراً إن هو إلا ذكرى للعالمين " ، وحيث أن الآية الثانية قال تعالى في أولها " أُولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجراً إن هو إلا ذكرى للعالمين " ، فإنه يدل على أن الله تعالى أمر المسلمين الاقتداء بالقربى أي بأئمة أهل البيت من أجل الهداية حيث قال " أُولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده " . إذن حينما جاء النبي (ص) بالإسلام لم يطلب الله أجراً من المسلمين سوى مودة أهل البيت ، وعندما جعل الله أهل البيت أئمة ومصدراً لهداية الناس لم يطلب أجراً سوى أن يتذكروهم المسلمون ويتَّبعونهم ليهتدوا بهم .

    قال رسول الله (ص) " مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك " ( رواه الحاكم في المستدرك ) .

    إن الآية الكريمة " وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى " (82 طه) هذه الآية تبعث تساؤلاً في قوله تعالى " ثم اهتدى " ، فالآية تفيد أن الله لن يغفر لمن تاب وآمن وعمل صالحاً فقط وإنما يجب عليه أن يهتدي أيضاً ، والسؤال بماذا يهتدي ؟ فإذا كانت التوبة النصوحة والإيمان المطلق والعمل الصالح التام ليس كافيا إلا أن يهتدي المسلم لشيء آخر ، فإلى ماذا يهتدي ؟

    لابد أن يكون المقصود بقوله " ثم أهتدى " ما أمر الله به " فبهداهم اقتده " وهم أئمة أهل البيت كما أمر الله في الآية " أُولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجراً إن هو إلا ذكرى للعالمين " . فمن اقتدى بهم فقد اهتدى ، وبذلك يغفر الله له لأنه وقف على الصراط المستقيم وسيتبع منهج الله ولن يعرض عنه . لكنه لو لم يقتدي بهم وتبع أئمة غيرهم لم يأمر الله بهم فإنه سرعان ما يبتعد عن منهج الله " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى " ، لذلك لا تنفعه توبته ولا إيمانه ولا عمله الصالح لأنه سرعان ما يشط مرة أخرى عن منهج الله ، مما يضطر الله أن يحبط عمله " وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا " فلا تنفع توبته . فالاهتداء إلى " أولئك الذين هدى الله " وأمر " وبهداهم اقتده " أي الاقتداء بأئمة أهل البيت واجب لقبول المغفرة والتوبة ، فمن اقتدى بهم فقد اهتدى . روى ابن حجر عن ثابت البناني فيما يتعلق بالآية الكريمة " وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى " فقال : إن اهتدى في الآية هي اهتدى
    الباحث العلمى سيد جمعة
    الباحث العلمى سيد جمعة
    مدير عام الموقع
    مدير عام الموقع


    عدد المساهمات : 6279
    نقاط : 4031
    السٌّمعَة : 91
    تاريخ التسجيل : 10/09/2008
    الموقع : مصر

    اختلاف السنة والشيعة في الإمامة 00؟؟؟ Empty رد: اختلاف السنة والشيعة في الإمامة 00؟؟؟

    مُساهمة من طرف الباحث العلمى سيد جمعة 25th سبتمبر 2008, 7:36 am

    إن أئمة أهل البيت عليه السلام جعل الله تعالى طاعتهم وموالاتهم أصل من أصول الدين حيث لا يكتمل الدين إلا بهذا الأصل ، استنادا لقوله تعالى في الآية " وإن لم تفعل فما بلغت رسالته " ، فالإمامة أصل من أصول الدين لأن بدونها لا تعتبر الرسالة كاملة ، أي الإسلام ناقص . يقول الإمام علي " لا يُقاس بآل محمد (ص) من هذه الأمة أحداً هم أساس الدين وعماد اليقين ولهم خصائص الولاية وفيهم الوصية والوراثة " ( نهج البلاغة ج1 ص84-85 ) , وقال النبي (ص) " من مات على حب آل محمد مات مستكمل الإيمان " ( تفسير الكشاف للزمخشري ص403) . وقوله (ص) " فلو أن رجلاً صفن بين الركن والمقام فصلى وصام ثم مات وهو مبغض لأهل بيت محمد دخل النار " ( إحياء الميت للسيوطي ص34 ، مستدرك الصحيحين للحاكم ج3 ص149 ). وعن الحسن بن علي بن أبي طالب أنه قال " والذي نفسي بيده لا ينفع عبداً عمله إلا بمعرفة حقنا " ( إحياء الميت للسيوطي ص39 ).

    أن من ينكر أصل من أصول الدين فقد كفر ، فالكافر ليس لأنه لا يصلي أو لا يصوم أو غيره من العبادات بل لأنه ينكر الدين أو أصل من أصوله ، والمؤمن من يقر بها جميعا وإن لم يصلي أو لم يصوم أو لم يفعل كل العبادات لأنه يؤمن بأصول الدين كلها ، ولذلك فإن الذي تاب وآمن بمعظم أصول الدين وعمل صالحاً لن يغفر الله له لأنه لازال ينكر أصلاً من أصول الدين ( الإمامة ) فلن يغفر الله له حتى يهتدي إلى هذا الأصل .


    قال تعالى " اتّبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتّبعوا من دونه أولياء " (3 الأعراف) ، هذه الآية تبدأ بأمر للمسلمين ، فكلمة " اتّبعوا " فعل أمر لابد أن يكون موجه للمسلمين ليتّبعوا ما أنزل إليهم من ربهم ، بدليل عبارة " من ربكم " التي تؤكد أن الله يخاطب المسلمين لأنهم يقرون بالله ربا ، ولو كان الخطاب لكل الناس حتى المشركين لقال الله تعالى اتّبعوا ما أنزل إليكم من الله أو بدون لفظ الجلالة ، وليس من ربكم لآن المشركين لا يتبعون ما أنزل من الله ، فالأمر موجه للمسلمين . وحيث أن الله ذكر في العبارة التالية " ولا تتبعوا من دونه أولياء " ، دل ذلك أن المراد في " ما أنزل إليكم من ربكم " يتعلق بالأولياء لأهمية الترابط بين العبارتين من ناحية ، ومن ناحية أخرى لأن المسلمين ليس لهم إله غير الله فلا حاجة للنهي ما لم يكن النهي يتعلق بأولياء الله وأولياء غير الله . وبالطبع فإن كلمة " أولياء " في الآية تقصد الأولياء المسلمين أيضا لأن المسلمين لن يتبعوا ولي غير مسلم . لقد جاء التعبير في الآية الكريمة " اتّبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتّبعوا من دونه أولياء " أي اتّبعوا منهج الله الذي أمركم باتباع الولي الذي أختاره الله لكم ولا تتّبعوا أولياء آخرين . فالله تعالى أمر المسلمين أن يتّبعوا الولي الذي اختاره ولا يتّبعوا أولياء دون الذي اختاره لهم حتى لا يبتعدوا عن منهج الله . هذه الآية الكريمة كأنما أراد الله تعالى أن يهيأ بها المسلمين للالتزام بما سيأتي في الآية " بلغ ما أنزل إليك من ربك " والتي جاءت بشأن الولاية للإمام علي بن أبي طالب كما أوضحنا سابقا . فالله تعالى أمر المسلمين في البداية بهذا الأمر كمنهج ، ثم أمرهم التمسك بوليه الذي أختاره لمواصلة منهج الله .

    لقد انقسم المسلمون إلى مذاهب كثيرة لأنهم اختلفوا في اختيار القيادة الدينية ( الأولياء ) ، مما ترتب على ذلك الاختلاف في المنهج بسبب اختلاف فهم القيادات الدينية للمنهج الرباني ، فظهرت فرق إسلامية كثيرة حذّر منها الرسول (ص) وقال كلها في النار إلا فرقة واحدة ناجية ، وقال تعالى " ولقد صدق عليهم إبليس ظنّه فأتّبعوه إلا فريقا من المؤمنين " (20 سبأ) . ومن أسباب ظهور المذاهب أيضاً أن بعض القيادات غيّرت نمط القيادة الإسلامية ، فبعد أن كان القائد هو الإمام قامت تلك القيادات بتعيين أئمة ! وأخضعت الناس لأئمة تقول برأيها لا بحقيقة المنهج الرباني ، بل أحيانا تمشيا لتوجيهات ورغبات تلك القيادات " ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزّل الله سنطيعكم في بعض الأمر " (26 محمد).

    إن الله تعالى الذي أرسل محمداً (ص) نذيراً وبشيراً ، وجعل الإمام علي هادياً مصداقاً ووعداً لقوله تعالى " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد " (7 الرعد) . فالشيعة الذين اتخذوا الإمام علي إماماً هم أقرب لمنطق الحقيقة والواقع القرآني ، أما السنة الذين اتخذوا أبا حنيفة أو مالك أو الشافعي أو أحمد بن حنبل أئمة لكل مذهب من المذاهب الأربعة هم أبعد ما يكونوا عن منطق الحقيقة والواقع القرآني ، فعلم القرآن وأحكامه هي أمور تفوق بها الإمام علي على غيره . روي عن عبد الله بن مسعود أنه قال : إن القرآن أُنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلا وله ظهر وبطن وأن علي بن أبي طالب عنده علم الظاهر والباطن . ( حلية الأولياء ج1 ص65 ) ، وعن عبد الله بن عباس أنه قال : علم النبي من علم الله وعلم علي من علم النبي وعلمي من علم علي وما علم الصحابة في علم علي إلا كقطرة في سبعة أبحر . ( ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ج1 ص69 ) . وقال نور الدين بن الصباغ المالكي : كان علي مطَّلعاً على غوامض أحكام الفقه منقاداً له جامحاً بزمامه مشهوداً له فيه بعلو مقامه ولهذا خصه رسول الله (ص) بعلم القضاء . ( الفصول المهمة ص34 ) ، وقال النبي (ص) قاصدا الإمام علي : إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله فاستشرف لها القوم وفيهم أبو بكر وعمر فقال أبو بكر : أنا هو ؟ قال النبي (ص) لا . قال عمر : أنا هو ؟ قال النبي (ص) لا ولكنه خاصف النعل يعني علياً . قال أبو سعيد الخدري فبشرناه فلم يرفع رأسه كأنه قد كان سمعه من رسول الله (ص) " ( تاريخ الخلفاء للسيوطي ص173 ، الرياض النضره للطبري ج2 ص252 ، أسد الغابة ج3 ص282 ، الإصابة للعسقلاني ج2 ص392 ، حلية الأولياء ج1 ص67 ) ، وقد قال رسول الله (ص) عن القرآن والإمام علي " هذا القرآن الصامت وعلي القرآن الناطق " في إشارة إلى أن الإمام علي عالم بكل أسرار القرآن الكريم بمعنى الناطق لتأويل ظاهر وباطن الآيات القرآنية . وقال (ص) " علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض " (مستدرك الحاكم ج3 ص124 ، تاريخ بغداد للبغدادي ج14 ص321 ، الصواعق المحرقة لابن حجر ص191 ) . وحيث أن الله تعالى ذكر في سورة الفرقان " وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا " (30 الفرقان) ، يتضح أن الآية الشريفة هي قول النبي (ص) يوم القيامة ، ويقصد بـ " هذا القرآن " الإمام علي حيث تركه غالبية المسلمون واتخذوا غيره إماما . فكلمة ( هذا ) اسم إشارة يستخدم للتمييز بين اثنين أو أكثر فلو كان المقصود بـ " هذا القرآن " كتاب القرآن ، لما استدعت الحاجة إلى وجود كلمة ( هذا ) لأن القرآن واحد ولفظ ( القرآن ) وحده يكفي للتعبير عنه فلو كان المقصود " هذا القرآن " بالقرآن الكريم لكانت تكفي العبارة ( أن قومي اتخذوا القرآن مهجورا ) فالرسول هو النبي (ص) وقومه هم المسلمون لذلك فإن القرآن وحده يكفي للإشارة إلى الكتاب وبذلك تكون كلمة ( هذا ) زائدة لا حاجة إليها ، لكنه ثبت لكل العلماء أن كل حرف في كتاب الله له معنى ولم يأتي بحرف واحد يزيد عن الحاجة أو يمكن الاستغناء عنه فكيف بكلمة كاملة ( هذا ) اللهم إلا إذا كانت ضرورة للتمييز بين شيئين وهما القرآن الناطق ( الإمام علي ) والقرآن الصامت ( القرآن الكريم ) ، وحيث أن الواقع يثبت أن غالبية القوم ( السنّة ) قد ترك الإمام علي واتخذ غيره إماما فهم بالفعل قد هجروا القرآن الناطق وهو الإمام علي . لقد قال تعالى " وجعلنا لهم لسان صدق علياً " (50 مريم) ، فكلمة لسان للدلالة إلى النطق وبالتالي فكأنما الآية الكريمة تؤكد القول أن الإمام علي هو الناطق الصادق للقرآن الكريم . لقد ورد في القرآن الكريم لفظ " هذا القرآن " في عدة مواضع ، وكان اللفظ ينسب في كل مرة لطرف مختلف ، فقد استخدمه الله تعالى وأراد أن يشير إلى القرآن الكريم للتمييز بينه وبين الكتب السماوية الأخرى مثل قوله " ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل " ( 54 الكهف ) ، فقد أعتبر الله تعالى كل كتاب أنزله قرآن ، فاستخدم لفظ " هذا القرآن " للتمييز بين قرآن المسلمين لأنه يخاطبهم وغيره من الكتب الأخرى ، فبيّن أن القرآن الذي عند المسلمين قد شمل علم كل شيء دون غيره من الكتب الأخرى . فالله تعالى عبر عن كل الكتب السماوية بالقرآن لأن الناس من كل الأديان يقرأون كتبه ، ولما أراد أن يفصل بين كتاب المسلمين والكتب الأخرى استخدم أسم إشارة ( هذا القرآن ) للدلالة إلى ما عند المسلمين . فعندما كان يسمي الكتب السماوية لم يسمي كتاب المسلمين بالقرآن بل قال " وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان " (3،4 آل عمران) . وقوله تعالى " كتابا فصلت آياته قرآنا عربيا " (3 فصلت) فكلمة ( عربيا ) صفة لكلمة ( قرآنا ) أي أن هناك قرآنا عبريا وهكذا ، لأن لو كان لفظ قرآنا وحده يدل على الذي بيد المسلمين لأصبحت كلمة عربيا زائدة وهذا مستحيل . لقد استخدم الله تعالى لفظ " هذا القرآن " في الآية " ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل " للتمييز بين قرآن المسلمين وباقي الكتب السماوية . وكذلك في قوله " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله " استخدم لفظ ( هذا القرآن ) للتمييز بين القرآن الكريم وباقي كتبه السماوية . وأيضا ورد لفظ ( هذا القرآن ) ونسب إلى الناس " وقالوا لولا نُزِّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم " (31 الزخرف) فلفظ ( هذا القرآن ) للتمييز بين الكتاب الذي أنزل على النبي (ص) وباقي الكتب السماوية . وأيضا نسب القول إلى النبي " وأوحي إلي هذا القرآن " (19 الأنعام) فلفظ ( هذا القرآن ) للتمييز بين الكتاب الذي أُنزل عليه والكتب التي أُنزلت على الرسل قبله . لكن قوله تعالى " وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا " فإن لفظ ( هذا القرآن ) لا بد أن استخدم للتمييز بين شيئين ، وحيث أن القول منسوب للنبي (ص) ، وقوم النبي هم المسلمون ولا يملكون كتابا غير القرآن الكريم ولا ينبغي لهم كتابا غيره ، فإذا كان المقصود كتاب القرآن الكريم لما كانت الحاجة لكلمة ( هذا ) فهي زائدة ، إذ يكفي أن يقول النبي ( إن قومي اتخذوا القرآن مهجورا ) ، لكنه يستخدم كلمة (هذا ) ، والكلمة أسم إشارة للتمييز بين شيئين ، ولابد أنها جاءت للتمييز بين القرآن الصامت ( كتاب الله ) والقرآن الناطق ( الإمام علي ) . والقصد من كلمة ( قومي ) الغالبية من المسلمين وهم السنّة أتباع المذاهب الأربعة ، وكذلك قصد من كلمة ( مهجورا ) أي متروكا أي لم يتخذوا القرآن الناطق ( الإمام علي ) إماما لهم . والسنّة بالطبع لم يهجروا كتاب القرآن ولم يتركوه إذ هم يأخذون الأحكام الشرعية منه ، ولابد من قراءة شيئا منه بين وقت وآخر سواء في رمضان أو حتى في الصلاة ، وإنما السنّة قد تركوا القرآن الناطق ( الإمام علي ) ذلك الإمام الهادي الذي وصاهم به الرسول (ص) فاتخذوا غيره . فالآية الكريمة " وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا " تشير إلى أن النبي (ص) عندما يأتي يوم القيامة " يوم ندعو كل أناس بإمامهم " و " جئنا بك على هؤلاء شهيدا " (41 النساء) ، " فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون " (75 القصص) ، حينئذٍ يقول النبي (ص) " إن قومي اتخذوا هذا القرآن ( أي هذا الإمام ) مهجوراً " ، أي لم يتخذوا الإمام علي إماماً لهم ، بل تركوه واتخذوا غيره إماماً . إن نور الإمامة في القرآن الكريم ساطع ، لا ينكره سوى من يريد أن يغض بصره .

    " ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء " . فلو تقيدوا بآية الولاية " بلغ ما أنزل إليك من ربك " والتي أمرت باتخاذ الإمام علي وليا لما اتخذوا غيره أولياء . " ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين " (47 النور). ذكر اليعقوبي في تاريخه أن الإمام علي قال للخوارج " لقد كفرتم بترككم إياي لا أنا كفرت بتركي إياكم " (تاريخ اليعقوبي ج2 ص192). فالإمام علي أكد على أن من تركه فقد كفر . وقال الإمام علي : إن الأئمة من قريش غُرِسوا في هذا البطن من هاشم لا تصلح على سواهم ولا تصلح الولاة من غيرهم . ( نهج البلاغة ج1 ص236 ) . فالأئمة هم من أهل البيت دون غيرهم ، والله وضعهم في تلك المرتبة وآتاهم الحكمة والولاية ولا تصح لغيرهم ، بل أن غيرهم لا يملكون حكمة الله ليهدوا بها وإنما مجرد ظن وإن هم إلا يخرصون . قال الإمام مالك : إن نظن إلا ظناً وما نحن بمستيقنين ( جامع بيان العلم ج2 ص33 ). وقال الله تعالى " إن الظن لا يغني عن الحق شيئا " .

    قال رسول الله (ص) " أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتي الباب " في حين أن أئمة المذاهب الأربعة كانوا يظنون فيقولون برأيهم ويعملون بالقياس والاستحسان كما بيّنا سابقاً ، والقول بالرأي والاستحسان والقياس ليس طريقا للمنهج الرباني الذي بُني على الحكمة والأعجاز ، وإنما الطريق إليه يكمن بمعرفة أسرار القرآن الكريم الذي لا ينبغي لأحد إلا من آتاه الله ذلك .كتابهم ولا يظلمون فتيلا ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا " (71،72
    الباحث العلمى سيد جمعة
    الباحث العلمى سيد جمعة
    مدير عام الموقع
    مدير عام الموقع


    عدد المساهمات : 6279
    نقاط : 4031
    السٌّمعَة : 91
    تاريخ التسجيل : 10/09/2008
    الموقع : مصر

    اختلاف السنة والشيعة في الإمامة 00؟؟؟ Empty رد: اختلاف السنة والشيعة في الإمامة 00؟؟؟

    مُساهمة من طرف الباحث العلمى سيد جمعة 25th سبتمبر 2008, 7:37 am

    فالذين لم يتبعوا ذلك الإمام الهادي الذي أمرهم الله ليسوا مهتدين وسيأتون عميٌ يوم القيامة بلا شك .



    يقول الإمام علي في نهج البلاغة " أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذباً وبغياً علينا ، أن رفعنا الله ووضعهم وأعطانا وحرمهم وأدخلنا وأخرجهم ، بنا يستعطى الهدى ويستجلى العمى " ( نهج البلاغة ج2 ص26 طبعة الاستقامة ) . لاحظ عبارة بنا يستعطى الهدى ويستجلى العمى أي بإتِّباعنا يكون المسلم مهتدياً ويُبعث يوم القيامة ليس أعمى ، وبغير إتباعهم لن يكون مهتدياً وسيبعث أعمى يوم القيامة .

    قال تعالى " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً " فأهل البيت هم المطهرون وأما غيرهم فيتطهرون . هناك فرق بين المطهرون والمتطهرون ، قال تعالى عن القرآن الكريم " لا يمسه إلا المطهرون " أي لا يعقله إلا المطهرون وهم أئمة أهل البيت الذين طهّرهم الله تطهيرا ، لذلك فهم الثقل الآخر الذي يحتاجه الناس لفهم الثقل الأول كتاب الله القرآن الكريم . فأهل البيت هم الراسخون في العلم الذين قصدهم الله تعالى في الآية " لا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم " ، فهم يمتلكون أسرار القرآن الكريم وهم مفاتيح القرآن ، وهم وكتاب الله ثقلين متلازمين لم ولن يفترقا للحاجة إليهما لمعرفة منهج الله .

    إن الخلافة أو الإمامة عندما لا تكون من الله ويكون أمرها بيد الناس يصبح فساداً في الأرض وخير دليل ما فعله الخليفة هارون الرشيد عندما أمر بضرب عنق رجل لأنه قال إن القرآن مخلوق ثم أتى الخليفة الواثق فأمر بضرب عنق رجل لأنه قال القرآن غير مخلوق ، فلم يسلم من قال القرآن مخلوق ولم يسلم من قال غير مخلوق !!

    الخلافة والإمامة في السنّة النبوية

    تدّعي السنّة إن النبي (ص) مات ولم يوصي بالخلافة ، وتقول الشيعة أن النبي (ص) أوصى بالإمام علي خليفة بعده . وبالمقارنة بين قول الفرقتين بثوابت صحيحة من السنّة النبوية ، نجد أن رأي السنّة يفتقد إلى المنطق ، فقد روى البخاري ومسلم عن النبي (ص) أنه قال " ما من حق امرئ مسلم يبيت إلا ووصيته تحت رأسه " ( البخاري ج4 ص2 ) . إن النبي أولى بتطبيق الوصية على نفسه ، خاصة والوصية إحدى الواجبات التي أمر الله بها " كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقاً على المتقين " ( 180 البقرة ) . إن النبي (ص) الذي قال لأمته " ألست أولى بكم من أنفسكم قالوا بلى " فهو مسؤولاً عن هذه الأمة ولابد أن يوصي لأمته بما ينفعها أو يحميها على أقل تقدير من الفتنة . لذلك لابد أن يختار لهم المناسب حماية لهم من الفتنة والانقسام بعده من منطلق كونه أولى بهم من أنفسهم . فالقول بأن النبي (ص) لم يوصي بالخلافة بعده يعد نوعا من الاتهام للنبي (ص) بعدم الوقوف على المسؤولية التي كانت ملقاة على عاتقه كونه أولى بالمسلمين من أنفسهم . فمن سيكون بعده أولى بهم ؟!

    لو فرضنا جدلاً أن النبي لم يوصي بالخلافة فالسؤال هو لماذا ؟

    ستكون هناك ثلاث إجابات فرضية في هذه الحالة :

    1 - لم يكن النبي يعلم أنه سيموت فمات قبل أن يوصي بالخلافة .

    2 - لم يكن النبي مهتما بمسألة الخلافة بعده فلم يوصي .

    3 أراد النبي أن يختار الناس بأنفسهم الخليفة بعده .

    إن الفرضية الأولى لا تستند للواقع لأن النبي (ص) كان على علم بوفاته بدليل ما جاء في خطبته بعد حجة الوداع في غدير خم بين مكة والمدينة حينما قال " يوشك أن يأتي رسول رب فأجيب " وقبل وفاته 70 يوماً ، فكان النبي (ص) على علم بقرب وفاته . كما أن بعض كبار الصحابة في جيش أسامة رفض أن يتحرك الجيش لأنهم شعروا بقرب وفاة الرسول قبل وفاته بأيام عندما كان الرسول (ص) يعاني من مرض شديد ، فقد كان الجميع يتوقع وفاته (ص) بأيام فما بالك بالنبي (ص) . الفرضية الثانية لا تستند للواقع أيضاً ، لأن النبي (ص) كان يحذّر من المنافقين ويخشى الفتنة بعده خاصةً وأنه لا يعلم المنافقين إلا الله ورسوله ، أما الناس فكان أغلبهم يجهلونهم . وكان الخوف من الفتنة بسببهم هاجس رسول الله (ص) ، فلماذا لا يوصي لخليفة بعده ليطمئن ولينقذ أمته من الفتنة ؟! وقد قال رسول الله (ص) محذرا " إنكم ستحرصون على الإمارة وستكون ندامة يوم القيامة " ( رواه البخاري ومسلم ) . فكيف يترك النبي قومه أو يتركونه دون وصية بالخلافة بعده وهو يحذرهم من خلافة فيها ندامة يوم القيامة ؟! أما الفرضية الثالثة فإضافةً إلى ما سبق في الحالة الثانية فإن باب صراع وانشقاق سيُفتح على الناس طمعا في الخلافة ، فتزداد الفتن ولابد أن يكون النبي على دراية بذلك فيتجنب ترك أمر الاختيار للناس رحمة بهم ، ويختار هو الخليفة المناسب بعده . لذلك لا يوجد احتمال واحد من أن النبي (ص) لم يوصي بالخلافة . لقد ذكر الكثير من علماء المذاهب الأربعة السنية في الصحاح والسير وكتب التاريخ أحاديث وروايات عن النبي (ص) تطرق فيها إلى الخلافة والإمامة ، وعلى سبيل المثال لا الحصر روي عن النبي (ص) أنه قال " إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة " . وقال (ص) " لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة " ( صحيح مسلم كتاب الإمارة حديث 1821 ، سنن أبي داود كتاب المهدي حديث 4280 ). وقال الرسول (ص) " يكون اثني عشر أميراً " ( صحيح البخاري ج9 ص250 ). فمن خلال هذه الأحاديث يتضح أن النبي (ص) كان على علم مسبق بعدد الخلفاء أو الأئمة الذين سيكونون بعده ، فقال أنهم اثني عشر وهذا ما يعزز موقف الشيعة الذي اتّبعوا اثني عشر إماماً أولهم الإمام علي .

    روى البخاري عن النبي (ص) أنه قال " ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتحثه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحثه عليه فالمعصوم من عصمه الله " ( البخاري ج4 ص173 ) ، لا حظ عبارة " ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة " يدل على أن الخليفة غير النبي ، ويدل أيضا أن الله هو الذي يبعث النبي ويستخلف الخليفة وإن الله يعصم النبي والخليفة بعده .

    الخليفة والإمام في السنّة النبوية

    روى أحمد بن حنبل عن ابن عباس أن الرسول (ص) قال لعلي " إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي " ( مسند أحمد بن حنبل ج1 ص331 ). إذا لا ينبغي للنبي (ص) أن يذهب فترة قصيرة إلا ويجعل الإمام علي خليفته فمن باب أولى أن يجعله خليفة له عندما يرحل نهائيا إلى جوار ربه .

    قال الرسول (ص) لبني عبد المطلب عن الإمام علي " إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا " ( تفسير القرآن لابن كثير ج3 ص127 ، الكامل في التاريخ لابن الأثير ج2 ص62 ، مسند أحمد بن حنبل ج5 ص41 ). إن كلمة خليفتي لاشك أنها تعني الخلافة على المسلمين بعده إذ لم يكن النبي (ص) آنذاك ولي أمر على بني عبد المطلب وإنما كان النبي (ص) ولي أمر على المسلمين . كما أنه من غير المنطق أن يكون للرسول خليفتين أحدهما لبني عبد المطلب خاصةً والآخر للمسلمين !! قال الرسول (ص) لعلي " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " ( صحيح البخاري ج5 ص129 ، صحيح مسلم ج2 ص360 ، المستدرك للحاكم ج3 ص109 ، تاريخ الطبري ج3 ص104 ) . فهذا الحديث يبين خليفة النبي (ص) هو الإمام علي كما كان هارون خليفة موسى حينما كان يغيب عن قومه . وروى ابن حجر عن أبي بكر إن رسول الله (ص) قال " علي مني بمنزلتي من ربي " ( الصواعق المحرقة آيات الباب 11 المقصد الخامس من الآية 14 ). قال رسول الله (ص) " أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتي الباب " . لقد عبّر النبي (ص) عن الشريعة الإسلامية ( بمدينة العلم ) ، وعبّر بكلمة ( أنا ) عن كونه (ص) المصدر الذي جاء بالشريعة ، وعبّر عن الإمام علي بالباب الذي يدخل من خلاله من يريد الدخول في تلك الشريعة . وقال (ص) فمن أراد المدينة أي من أراد الإسلام وجب عليه التسليم بإمامة الإمام علي . وكأنما أراد النبي (ص) أن يبيّن أنه لن يكون قد آمن من لم يؤمن بإمامة علي بن أبي طالب . قال الرسول (ص) " علي باب حطة من دخل منه كان مؤمناً ومن خرج منه كان كافراً " ( الجامع الصغير للسيوطي ج2 ص56 طبعة الميمنة بمصر ، الصواعق المحرقة ص75 طبعة الميمنة ، منتخب كنز العمال بهامش أحمد بن حنبل ج5 ص30 ). فالرسول (ص) العالم بأحكام الشريعة الإسلامية ، أمر المسلمين أن يدخلوا من خلال باب واحد هو الإمام علي بن أبي طالب . وقال الرسول (ص) " أنا المنذر وعلي الهادي وبك يا علي يهتدي المهتدون من بعدي " ( ابن العساكر في تاريخ دمشق ج6 ص157 ، شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج1 ص293 ، إحقاق الحق ج4 ص301 ، فرائد السمطين ج1 ص148 ، الفصول المهمة للمالكي ص107 ). فالرسول الكريم الذي كان منذراً ومبشرا ، بيّن لقومه باب الهدى ولا يضل بعده أبدا من أراد الهداية . قال رسول الله (ص) للإمام علي " أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه بعدي " ( مستدرك الصحيحين ج3 ص122 ) . وقال الإمام علي " سلوني عن أسرار الغيوب فإني وارث علوم الأنبياء والمرسلين " ( ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ج1 ص68 ).

    قال الرسول (ص) لأنس بن مالك : يا أنس أول من يدخل عليك هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين ، قال أنس فدخل علي بن أبي طالب ( كتاب حلية الأولياء ج1 ص63 ). لقد بيّن النبي (ص) إن الإمام علي هو سيد المسلمين وأمير المؤمنين وهو بذلك أمير على كل المسلمين دون استثناء بما فيهم أبي بكر وعمر وعثمان ، يؤكد ذلك ما قاله رسول الله (ص) " علي ولي كل مؤمن بعدي " ( البخاري ج3 ص229 ، تفسير الطبري ج1 ص64 ، الترمذي ج2 ص297 ) . وقال رسول الله (ص) " خير من أتركه بعدي علي بن أبي طالب " ( المناقب للخوارزمي ص67 ، المواقف للقاضي الآريجي ج2 ص615 ) . وقال الرسول (ص) " إن علياً وليكم بعدي " ( مسند أحمد بن حنبل ج4 ص437 ).

    روى القندوري الحنفي أن الرسول (ص) قال لعلي : يا علي أنت وصيي ووارثي أمرك أمري ونهيك نهيي ، أُقسم بالله الذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إنك لحجة الله على خلقه وأمينه على سره وخليفة الله على عباده ( ينابيع المودة ج1 ص51) . قال الرسول (ص) وهو يشير إلى علي " أنا وهذا حجةٌ على أمتي يوم القيامة " ( مناقب الإمام علي لابن المغازلي ص45 ، تاريخ دمشق لأبن عساكر ج2 ص273 ، كنوز الحقائق للمناوي ص38 ، ميزان الاعتدال للذهبي ج4 ص128 ، كنز العمال ج6 ص157 ) . قال الرسول (ص) " إذا كان يوم القيامة ونُصب الميزان على شفير جهنم لم يجز عليه إلا من كان معه كتاب ولاية علي بن أبي طالب " ( الصواعق المحرقة لابن حجر ص75 ، ذخائر العقبى ص71 ، الرياض النضرة ج2 ص177 ). قال الرسول (ص) لعلي : يا علي لو أن عبداً عبد الله عز وجل مثلما قام نوح في قومه وكان له جبل أُحد ذهباً فأنفقه في سبيل الله ومُد في عمره حتى حج ألف حجة على قدميه ثم قُتل ما بين الصفا والمروة مظلوماً ثم لم يوالك يا علي لم يشم رائحة الجنة ولم يدخلها ( لسان الميزان ج5 ص219 ، ميزان الاعتدال ج3 ص597 ). روى ابن حجر في الصواعق المحرقة عن ابن سعيد الخدري أنه قال في تأويل الآية " قفوهم إنهم مسئولون " (24 الصافات) قال تأويل هذه الآية مسئولون عن ولاية علي ما صنعوا في أمره وقد أعلمهم الله عز وجل أنه الخليفة بعد رسوله ( الصواعق المحرقة ص149 ) . وحول نفس المضمون ذكر القندوزي الحنفي في ينابيع المودة ج1 ص111 - 113 ، وكذلك الحسكاني في شواهد التنزيل ج2 ص106 . قال الرسول (ص) " إن الله عهد إليَّ في علي عهداً فقلت : يا رب بينه لي قال: إن علياً راية الهدى وإمام أوليائي ونور من أطاعني ( حلية الأولياء ج1 ص67 ، ابن عساكر في تاريخ دمشق ج2 ص189 ، إحقاق الحق ج4 ص168 ، فرائد السمطين ج1 ص144 ) . قال الرسول (ص) " علي مع الحق والحق مع علي يدور ، وهو الإمام والخليفة بعدي ، فمن تمسك به فاز ونجا ، ومن تخلف عنه ضل وهوى " ( الصواعق المحرقة ص 74-75 ، الترمذي ج2 ص298 ، نور الأبصار للشبلنجي ص72 ، مجمع الزوائد ج2 ص134 ) . وعن أنس بن مالك قال : كنت عند رسول الله (ص) فرأى علياً مقبلاً فقال " أنا وهذا حجة الله على أُمتي يوم القيامة " ( غاية المرام ص27 ). وقال الرسول (ص) مشيراً إلى علي " هذا المقبل حجتي على أُمتي يوم القيامة " ( الرياض النضرة ج2 ص193 ، ذخائر العقبى ص17 ). قال رسول الله (ص) " علي مني وأنا من علي ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي " ( الجامع الصغير للسيوطي ج2 ص56 ،مصابيح السنة للبغوي ج2 ص275 ، خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص20 ) ، يدل هذا الحديث الشريف على أن الإمام علي وحده القادر والمخول بهداية الناس بالرسالة السماوية كما كان النبي (ص) . قال الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان وهو صاحب أسرار النبي (ص) : انظروا إلى الفرقة التي تدعو إلى أمر علي فألزموها فإنها على الهدى . ( مجمع الزوائد ج7 ص236 ) . قال الرسول (ص) " النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس " ( مستدرك الحاكم ج3 ص149 ). هناك أحاديث كثيرة لا تحصى رواها علماء أهل السنة تثبت بشكل قاطع أن الخليفة بعد النبي (ص) هو الإمام علي ، وتفيد أن الخلافة أو الإمامة قد بيّنها الرسول (ص) للناس وأمر أُمته أن يلتزموا بالإمام علي لكي يهتدوا وحذّرهم من أن يتخذوا غيره فيضلوا . ومع ذلك علم الرسول (ص) أن قسم كبير من أمته لن تتبعه وأخبر الإمام علي بذلك فقال له " إن الأمة ستغدر بك بعدي " ( البداية والنهاية لابن كثير ج6 ص218 ، الطوسي في تلخيص الشافعي ج3 ص51 )

    يقول النظّام : وقد نص النبي (ص) على علي رضي الله عنه في مواضع وأظهره إظهارا لم يشتبه على الجماعة إلا إن عمر كتم ذلك وهو الذي تولى بيعة أبي بكر يوم السقيفة ( الملل والنحل للشهرستاني ج1 ص57 مطبعة مصطفى البابي بمصر 1961 ) . فالسنة النبوية الشريفة قد تطرقت إلى الإمامة إضافةً إلى القرآن الكريم وأوصى النبي (ص) أُمته بالإمام علي بعده ولم يترك لقومه أمر اختيار الخليفة بعده .

    إن الشيعة الذين اتخذوا الإمام علي إماماً لهم قد التزموا بما أمرهم الله والرسول (ص) أما المذاهب الأربعة الذين يعتبرون الإمام علي مجرد صحابي أو الخليفة الرابع ويتخذون أئمة المذاهب الأربعة أئمةً لهم فهم ابتعدوا عما أمرهم الله ورسوله أن يلتزموا به .

    إن إماماً أوجب الله طاعته وقال الرسول (ص) عنه أن من يتمسك به لا يضل ومن يتركه يضل ، فإن من تبع ذلك الإمام لابد أن يكون من الفرقة الناجية ، وهذا ما يعزز موقف الشيعة الذين اتخذوه إماماً لهم وأخذوا فقههم عن هذا الإمام العالم بدين الله والحجة على الخلق يوم القيامة كما أخبرنا النبي (ص) . فمن تبعه جاء يوم القيامة وكتابه بيمينه ، ومن تركه واتخذ غيره إماماً جاء يوم القيامة أعمى ، لأن رسول الله (ص) قد بيّنه بعده بناء على أمر الله عز وجل فتركه وكأنما لا يراه إماماً واتّبع غيره ، لذلك سيبعث أعمى يوم القيامة .
    الباحث العلمى سيد جمعة
    الباحث العلمى سيد جمعة
    مدير عام الموقع
    مدير عام الموقع


    عدد المساهمات : 6279
    نقاط : 4031
    السٌّمعَة : 91
    تاريخ التسجيل : 10/09/2008
    الموقع : مصر

    اختلاف السنة والشيعة في الإمامة 00؟؟؟ Empty رد: اختلاف السنة والشيعة في الإمامة 00؟؟؟

    مُساهمة من طرف الباحث العلمى سيد جمعة 25th سبتمبر 2008, 7:37 am

    اختلاف السنة والشيعة في الإمامة 00؟؟؟ 340-bl10

      الوقت/التاريخ الآن هو 21st نوفمبر 2024, 10:53 pm